أثار الخطاب الذي ألقته نائبة الرئيس الأمريكي ومرشحة الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، كامالا هاريس، الخميس الماضي، في ولاية شيكاغو، والذي قبلت فيه رسميًا ترشح الحزب الديمقراطي لها لخوض الماراثون الانتخابي، الكثير من الجدل في ظل القراءات المتعددة له ولما جاء فيه من ملفات متداخلة، داخليًا وخارجيًا.
ويعد هذا المؤتمر إحدى أهم المحطات البارزة في مشوار هاريس نحو البيت الأبيض، وعليه حاولت تقديم نفسها كقائدة قادرة على التعامل مع كل الملفات والمسائل الجدلية، ولديها الإمكانيات المؤهلة لتوحيد المجتمع الأمريكي والحفاظ على الإطار القيمي للبلاد والتعهد بالحفاظ على مستقبل أفضل للأمريكيين، في رسالة مزدوجة للشارع الأمريكي من جانب ولمنافسها الجمهوري دونالد ترامب من جانب آخر.
ورغم تعدد الملفات والقضايا التي تضمنتها كلمة هاريس، كانت الحرب في غزة إحدى أهم تلك الأوراق التي رغم محاولة الهروب منها سريعًا، والاكتفاء ببعض الكلمات المقتضبة بشأنها، فرضت نفسها بشكل قوي على ساحة الأحداث، داخل القاعة التي ألقت المرشحة الديمقراطية بداخلها كلمتها أو في الخارج حيث الأجواء الاستثنائية التي كانت تحيط بالمكان.
أجواء محبطة
قبيل انعقاد المؤتمر، وإيمانًا بأهميته ومحوريته في مسيرة هاريس نحو كرسي الرئاسة، حاول المناهضون للإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة، توصيل أصواتهم والاستماع لمطالبهم بوقف تلك الحرب وإدانة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق نساء وأطفال القطاع، وذلك من خلال بعض الفعاليات في محيط المؤتمر أو في المناطق القريبة منه، لا سيما أن في الولاية جالية فلسطينية ربما تكون هي الأكبر في الولايات المتحدة بأكملها.
وعلى جنبات الطرق المؤدية لمقر المؤتمر، رفع المحتجون لافتات كُتبت عليها العديد من العبارات التي تطالب هاريس والديمقراطيين بفرض حظر على تصدير الأسلحة لـ”إسرائيل” والتي تستخدمها في قتل الأطفال والصغار في غزة، والضغط عليها لوقف تلك المجازر، وأخرى دعمًا لفلسطين حرة مستقلة، على أمل أن تلفت تلك اللافتات أنظار المرشحة الديمقراطية وصناع القرار لديها والمشاركين في المؤتمر من الديمقراطيين.
لكن قوبلت تلك الفعاليات بإجراءات أقل ما يقال عنها أنها قاسية ومحبطة، حيث قيد المتظاهرون في مناطق محددة خارج مكان انعقاد المؤتمر، وفرض عليهم طوق أمني مشدد من رجال الشرطة الذين تواجدوا بكثافة في رسالة ترهيب واضحة، هذا بخلاف ما تعرض له الحاضرون داخل المؤتمر من داعمي غزة من ساسة وبرلمانيين إلى اعتداءات وانتهاكات جسدية، وحملة شيطنة وتوبيخ عنصري بامتياز، أشبه بتلك التي تعرض لها الطلاب الذين أقاموا مخيمات في عدد من الجامعات في وقت سابق للمطالبة بسحب الاستثمارات من “إسرائيل”، بحسب وصف، المحرر الرئيسي لقسم السرد الشامل في The New Humanitarian، باتريك غاثارا، الذي يرى أن الضوء المسلط على المؤتمر من الإعلام الدولي هو الذي أجبر السلطات في أمريكا على السماح بالاحتجاجات خارج مقر انعقاد المؤتمر.
وأشار غاثارا إلى أن المؤتمر ذاته شهد انتهاكات تكشف إلى حد ما إلى أين تسير الأمور فيما يتعلق بموقف هاريس والديمقراطيين مما يحدث في غزة، أبرزها عدم السماح للأمريكيين من أصول فلسطينية بالتحدث خلال المؤتمر، وهي الواقعة التي أثارت غضبهم، ما دفع بعضهم إلى تنظيم اعتصام ردًا على هذا الإجراء العنصري.
وفي كلمتها حاولت هاريس التزام نهج بايدن بشكل كبير في الموقف العام من الوضع في غزة، حيث التأكيد المطلق على دعم “إسرائيل” وحقها في الدفاع عن نفسها، دون أن يتعارض ذلك مع محاولة استمالة الداعمين لغزة بشعارات تخديرية رنانة على شاكلة إبرام صفقة الرهائن وضرورة وقف الحرب، حيث قالت المرشحة الديمقراطية: “فيما يتعلق بالحرب في غزة، فإن الرئيس بايدن وأنا نعمل على مدار الساعة، لأن الآن هو الوقت المناسب للتوصل إلى صفقة بشأن الرهائن واتفاقية لوقف إطلاق النار… واسمحوا لي أن أكون واضحة: سأدافع دائمًا عن حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها، وسأضمن دائمًا أن تتمتع “إسرائيل” بالقدرة على ذلك، لأن شعب “إسرائيل” يجب ألا يواجه مرة أخرى الحرب التي تسببت فيها منظمة إرهابية تسمى حماس في 7 أكتوبر، بما في ذلك العنف الجنسي الذي لا يوصف ومذبحة الشباب في مهرجان موسيقي”!.
غزة.. الكلمة التي لا يجرؤ الديمقراطيون على الهمس بها
رغم أن الحرب في غزة أصبحت، جبرًا لا خيارًا، أحد أهم الملفات التي تهمين على المشهد الأمريكي طيلة الأشهر الماضية، فإن المرشحين للرئاسة الأمريكية يخشون أن تُثار خلال جولاتهم ومناظراتهم الانتخابية، لما قد يترتب على ذلك من حرج يتسبب في خسارة أي من المرشحين لكتل تصويتية ليست بالقليلة.
وتحت عنوان “غزة هي الكلمة التي لا يجرؤ الديمقراطيون على الهمس بها في شيكاغو” استعرض الكاتب إدوارد لوس، في مقاله المنشور بصحيفة “فاينانشيال تايمز” حجم الخوف والقلق الذي يسيطر على مرشحي الرئاسة الأمريكية بشأن ملف الحرب في غزة، ومحاولة كل منهما الابتعاد نسبيًا عن الاقتراب من هذا الملف الشائك.
ويرى لوس أن الصمت بشأن الوضع في غزة بات “الخيار الأكثر حكمة” لهاريس، فبصفتها نائبة الرئيس، لا يمكنها التغريد علنيًا بعيدًا عن سرب الرئيس بايدن، والدعوة لممارسة بلادها الضغوط على نتنياهو لقبول صفقة تبادل، خشية غضب المنظمات الصهيونية واليهودية، وفي الوقت ذاته لا يمكنها استعداء المناصرين لغزة بنسف مقاربة حق الشعب الفلسطيني في الأمان والحياة وضرورة وقف القتال، مشبهًا حالة الحيرة “الجبن” التي هي عليها بتلك التي تملكت هيوبرت همفري الذي اختاره المرشح الديمقراطي للرئاسة ليندون جونسون عام 1968 لمنصب نائب الرئيس، حين سئل بشأن ما إذا كان سيدعو إلى وقف القصف الشامل لفيتنام الشمالية أم لا.
ورغم محاولة هاريس لعب دور “الشرطي السيئ” داخل إدارة بايدن بشأن الضغط على “إسرائيل”، فإن هذا الدور لن يكون على المستوى المطلوب لا في مساره ولا حدته، إذ إن اتخاذ أي موقف واضح إزاء هذا الملف، من شأنه أن يكلف المرشحة الديمقراطية الدعم الذي تتلقاه بجميع أنواعه، فآمالها في خلافة بايدن تعتمد في المقام الأول على الفوز بالولايات المتأرجحة مثل ميشيغان، والتي قد تتوقف على بضعة آلاف من الأصوات، ومن ثم فإن أي خسارة لأي كتل تصويتية مسألة مرفوضة بالنسبة لها وتعمل لأجل ذلك ألف حساب.
ويتفق لوس في هذا الرأي مع استراتيجية هاريس في التعاطي مع هذا الملف وفق ما جاء في كلمتها بمؤتمر شيكاغو، حيث ثنائية التأكيد على دعم “إسرائيل” وحقها في الدفاع عن نفسها وضمان ألا تتعرض لأي تهديد مستقبلي، مع الإشارة على استحياء إلى ضرورة وقف الحرب والتوصل إلى صفقة تتماشى في الغالب مع الرؤية الإسرائيلية، على أمل أن تسفر تلك الاستراتيجية عن كسب دعم الطرفين، مؤيدي “إسرائيل” وداعمي غزة، وألا تخسر أصوات الكتلتين في الانتخابات المقبلة.
ويميل أنصار هذا الرأي إلى أن كل ما يهم هاريس “البرغماتية” اليوم هو الفوز في الانتخابات وهزيمة ترامب، أيًا كانت الوسيلة، وبعد ذلك فلكل حادث حديث، إذ من المحتمل أن يمنحها فوزها واطمئنانها للتواجد داخل البيت الابيض لأربع سنوات قادمة، الأريحية في التعاطي مع هذا الملف بشكل أكثر حسمًا من بايدن، خاصة أنها كانت قد ألمّحت بشكل كبير إلى أنها أكثر انزعاجًا منه بشأن الخسائر البشرية في غزة.
هاريس فقدت فرصتها ولن نصوت لها
من الواضح أن التزام هاريس بسياسة بايدن فيما يتعلق بالموقف من حرب غزة والدعم المطلق لـ”إسرائيل”، حتى إن أبدت تعاطفًا نسبيًا مع الضحايا الفلسطينيين والحديث عن ضرورة إبرام صفقة تبادل وإنهاء الحرب، لم يكن مقنعًا للمؤيدين لفلسطين الذي يرون أن خطاب شيكاغو كشف بشكل واضح أنه لا تغيير محتمل في السياسات الحالية إزاء ما يحدث في غزة.
من جانبه يرى المؤسس المشارك لحركة “غير ملتزم” الوطنية التي حشدت أكثر من 750 ألف ناخب للاحتجاج على السياسة الأمريكية تجاه “إسرائيل”، عباس علوية، أن هاريس أضاعت فرصة لكسب هؤلاء الناس، الذين يعيش الكثير منهم في ولايات ذات أهمية كبيرة في حسم الانتخابات مثل ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا وأريزونا، موضحًا أن المطلوب في هذه اللحظة بعد قبول هاريس لترشيح الحزب الديمقراطي لها رسميًا في الانتخابات المقبلة، أن تكون هناك قيادة شجاعة تنفصل عن النهج الحالي، وهو ما لم يحدث، حسب تصريحاته لوكالة “رويترز”.
وتعليقًا على خطاب هاريس الأخير قالت عضو حركة “غير ملتزم” في ولاية ميشيغان، ريما محمد، إن الخطاب كان بمثابة خيبة أمل جديدة، لا سيما بعد رفض المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي السماح لشخص فلسطيني بالتحدث، مضيفة “أنا في الواقع أكثر قلقًا الآن، سوف تخسرون ميشيغان”.
وفي قرية بريدج في الضواحي الجنوبية الغربية لشيكاغو، والمعروفة بـ”فلسطين الصغيرة”، لكثرة الجالية الفلسطينية بها، والتي تبعد 15 ميلًا فقط عن مقر انعقاد مؤتمر هاريس الانتخابي، عبّر الكثير من الفلسطينيين عن صدمتهم في المرشحة الديمقراطية التي حظيت بتأييد الكثير من أصوات الفلسطينيين والعرب في الولايات المتحدة على أمل أن تتخذ نهجًا مغايرًا لما عليه رئيسها المتحيز لـ”إسرائيل”.
واستعرض تحقيق منشور في موقع “ميدل إيست آي” وترجمه “نون بوست” آراء بعض الفلسطينيين المقيمين في تلك القرية بشأن خطاب المرشحة الديمقراطية، حيث تقول فداء العايدي، وهي محامية تعيش في أحد أحياء فلسطين الصغيرة، إنه كان لديها بعض الأمل في أن هاريس ربما تكون مختلفة، لكن يبدو أن هذا الأمل يتبدد بسرعة إذ “ليس هناك الكثير من الوقت أمامها لتغيير رأيها وإثبات أن إدارتها ستكون مختلفة”، مضيفة: “بالتأكيد لن تحصل على صوتي دون اتخاذ إجراءات كبيرة وإظهار تغيير جذري عن إدارة بايدن، والتوقف تمامًا عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، وعدم حماية إسرائيل على الساحة الدولية، وفرض وقف إطلاق النار بشكل أساسي والتأكد من دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة فورًا من الحدود”.
الرأي ذاته عبرت عنه ديانا عثمان، الناشطة والمعلمة في المدرسة الثانوية بالقرية، والتي ترى أن هاريس لم تعد خيارًا بالنسبة لهم أو أنهم لم يكونوا متحمسين للانتخابات بشكل عام، مضيفة “نعم، أعتقد أن الناس ضاقوا ذرعًا في هذه المنطقة على وجه الخصوص. فهم لا يرون خيارًا قابلًا للتطبيق في كلتا الحالتين. هذه المرة، الناس يقولون: لا أريد التصويت لأي شخص. لا أريد أن أصوت لترامب المتعصب والعنصري والبغيض، أو لكامالا هاريس التي تعد جزءًا من الإدارة التي نفذت هذه الإبادة الجماعية. نحن نشعر، كما تعلم، باليأس الشديد فيما يتعلق بالنظام السياسي لأننا حاولنا على كل المستويات”.
بين سم وسم.. ليس هناك خيار سليم
يتفق الكاتب السياسي، ميتشيل بليتنيك، في مقاله المنشور بموقع “موندويس” الأمريكي، مع ما طرحته عثمان، حول الحيرة في التصويت لأي من المرشحين، الديمقراطي والجمهوري، لافتًا إلى أن هاريس لن تكون بأي حال أفضل من بايدن فيما يتعلق بفلسطين، مضيفًا “عندما يتعلق الأمر بالديمقراطيين والجمهوريين، اختر ما يناسبك، ولكن لا يوجد خيار سليم”.
وأوضح بليتنيك في مقاله الذي ترجمه “نون بوست” أن البرنامج الانتخابي للجمهوريين يتعهد بشكل معلن وصريح بـ”الوقوف إلى جانب إسرائيل، والسعي إلى السلام في الشرق الأوسط. وسنعيد بناء شبكة تحالفاتنا في المنطقة لضمان مستقبل من السلام والاستقرار والازدهار”، لافتًا إلى أن التطرف في هذا الدعم وصل إلى مستوى “إلغاء تأشيرات دخول الرعايا الأجانب الذين يدعمون الإرهاب والجهاد”، وعليه باتت “إسرائيل” مطمئنة إلى أنها ستحظى – حال فوز ترامب – بكل الدعم الذي تحتاجه في ذبح الفلسطينيين، على حد قوله.
أما على الجانب الديمقراطي فيرى الكاتب أنه رغم عدم اكتمال البرنامج الانتخابي للحزب بشكل نهائي، إلا أنه يحاول الحفاظ على الموقف نفسه الذي اتخذه الحزب في سنة 2020، حيث الدعم المطلق لـ”إسرائيل”، والتأكيد على أن القدس عاصمة
“موحدة” لها، موضحًا أن الخلاف الوحيد ربما يكون في تأييد مسألة حل الدولتين ومعارضة الضم الأحادي الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية.
لا استسلام
من الواضح أن التعويل على أي من المرشحين، ديمقراطي كان أو جمهوري، لتبني موقف حازم ضد “إسرائيل” لا يعدو كونه حرثًا في الماء، لا سيما في هذا التوقيت السياسي الحرج، حيث يسعى كل طرف لحصد مباركة ودعم اللوبي اليهودي والصهيوني في الولايات المتحدة وخارجها، والذي لا يقارن بطبيعة الحال باللوبي العربي، لا من حيث القوة العددية ولا النفوذ المالي والسياسي.
لكن ليس معنى ذلك أن يكون الاستسلام هو البديل، والرضوخ لتلك المعادلة الصفرية هو الخيار الوحيد، لا سيما بعد الشعبية الكبيرة التي حظيت بها القضية الفلسطينية في الداخل الأمريكي خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما تكشفه استطلاعات الرأي التي أجريت على مدار الأسابيع الماضية والتي أشارت إلى أن 61% من الأمريكيين يعارضون إرسال أسلحة وإمدادات إلى “إسرائيل”، بحسب الاستطلاع الذي نظمته شبكة سي بي إس نيوز بالتعاون مع يوجوف في يونيو/حزيران الماضي.
ورغم حملات التشهير الممنهجة ضد الداعمين لغزة والمطالبين باتخاذ موقف حازم ضد “إسرائيل” وحكومة نتنياهو المتطرفة، والتي وصلت إلى وصفهم بـ”الإرهابيين” كما جاء على لسان ضيوف قناة “فوكس نيوز” خلال استضافتها لهم قبل أيام، إلا أنهم لن يستسلموا، بحسب تقرير لموقع responsible statecraft الأمريكي الذي تساءل: لماذا يجب عليهم أن يستسلموا وموقفهم يحظى بشعبية كبيرة؟
وفي الأخير فأمام مؤيدي فلسطين في الولايات المتحدة فسحة من الوقت حتى الانتخابات المقبلة، ربما ليست بالطويلة، لكنها ملائمة لتوسيع دائرة الدعم الشعبي لحقوقهم، وتبني مطالبهم، وعليه سيكون الشارع هو مسرح الأحداث وساحة المعركة الأكبر بالنسبة للداعمين لغزة، سواء من الجالية الفلسطينية والعربية هناك أو المتعاطفين مع القضية.
قد لا يكون لهذا الحراك تأثيره المباشر على قرار هاريس وترامب، والذي بات رهينًا لأجندة اللوبي الصهيوني، لكنه في المجمل سيكون رسالة مباشرة وواضحة سيكون لها ما لها بعد أن يُسدل الستار على الانتخابات الرئاسية، ويطمئن الرابح فيها – أيا كان – إلى بقائه على كرسي الرئاسة أربع سنوات على الأقل دون ضغوط تطيح بهذا الكرسي قبل تلك الفترة.