في ضربةٍ لسمعة دولة الإمارات والصورة الذهنية التي تحاول ترسيخها كوجهة جاذبة للسياحة والفعاليات الكبرى، أعلن مغني الراب الأمريكي ماكليمور إلغاء حفله الذي كان من المقرر إقامته بمدينة دبي، احتجاجًا على دعم الإمارات الإبادة الجماعية في السودان وتسليح مليشيا الدعم السريع.
كتب ماكليمور – 41 عامًا واسمه الحقيقي بنيامين هاموند هاجرتي – على صفحته بمنصة إنستغرام حيث يتابعه 6.6 مليون مستخدم: “لقد قررت إلغاء عرضي المقبل في دبي في أكتوبر/تشرين الأول”.
أعلن مغني الراب الأمريكي، ماكليمور إلغاء حفلته، المقررة الشهر القادم في دبي بسبب دعم الإمارات الإبـ.ـادة الجماعية المستمرة في السودان ولدورها في تسليح قوات الدعم السريع.
وقال ماكليمور، في منشور على منصة “أنستغرام”:”أعلم أن هذا من شأنه أن يعرض حفلاتي المستقبلية في المنطقة للخطر،… pic.twitter.com/LaYmSy5D0p
— نون بوست (@NoonPost) August 26, 2024
وقال الفنان الأمريكي: “خلال الأشهر القليلة الماضية، تواصل معي عدد من الأشخاص، تشاركوا معي المصادر وطلبوا مني إلغاء العرض، تضامنًا مع شعب السودان، ومقاطعة ممارسة الأعمال في الإمارات بسبب الدور الذي تلعبه في الإبادة الجماعية والأزمة الإنسانية المستمرة في المنطقة”.
وأضاف: “الوضع الحالي في السودان مُلح ومروع، ويمر دون أن يحظى باهتمام عالمي.. أتابع الناشطين السودانيين الذين يحاولون أن تجد أصواتهم آذانًا صاغية”، وأوضح “أعلم أن هذا من شأنه أن يعرض حفلاتي المستقبلية في المنطقة للخطر، وأنا أكره حقًا خذلان أي من معجبيني. لقد كنت متحمسًا حقًا أيضًا. ولكن إلى أن تتوقف الإمارات عن تسليح وتمويل قوات الدعم السريع، لن أؤدي أي عرض هناك”.
View this post on Instagram
كما شارك المغني الأمريكي، الإثنين الماضي، منشورًا مع متابعيه على إنستغرام يدعو إلى مقاطعة دولة الإمارات، وزاد بالقول: “ليس لدي أي حكم على الفنانين الآخرين الذين يؤدون عروضًا في الإمارات. ولكنني أطرح السؤال على زملائي الذين سيؤدون عروضًا في دبي: إذا استخدمنا منصاتنا لحشد التحرر الجماعي، فماذا يمكننا أن نحقق؟”.
حملة لمقاطعة الإمارات
بدأت القصة في أواخر مايو/أيار الماضي، عندما أطلق نشطاء سودانيون -معظمهم من طلاب الجامعات- على مواقع التواصل الاجتماعي حملةً للحث على مقاطعة دولة الإمارات بسبب انخراطها في تسليح وتمويل قوات الدعم السريع المتورطة في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في السودان كالقتل خارج نطاق القانون والاغتصاب والنهب وتدمير البنية التحتية.
حينها دوّنت غادة وهي إحدى المشاركات في الحملة على منصة إكس: “نحن ندعو إلى ضربة عالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة. الإمارات هي أكبر ممول لقوات الدعم السريع، الجماعة الإرهابية التي تنهب وتقتل وتحرق عبر السودان. إنهم يزعزعون استقرار السودان حتى يتمكنوا من سرقة ذهبنا والوصول إلى البحر الأحمر! نريدك أن تستبعد الإمارات العربية المتحدة من قائمة عطلاتك هذا الصيف وتتجنب منحهم المزيد من المال للذهاب لقتل شعبي!
نحن بحاجة إلى فرض عقوبات وسحب الاستثمارات من الإمارات العربية المتحدة حتى يكون السودان حرًا!”
1/2 We are calling for a global strike of the UAE!
The emirates is the biggest funder of the RSF, the terrorist group that loots, murders and burns it’s way through Sudan. They are destabilizing Sudan so they can steal our gold and have access to the Red Sea! We need YOU to… pic.twitter.com/8fmrEd9lDM
— gha*da 🇸🇩 (@thisisNOTghaida) May 31, 2024
وأرفقت المدونة السودانية مع المنشور عددًا من الأدلة على تورط الإمارات مع الدعم السريع، كاستدلالها بأن صفحات قائد المليشيا محمد حمدان دقلو “حميدتي” على مواقع التواصل الاجتماعي تتم إدارتها من دولة الإمارات، فضلًا عن التقارير الأممية التي تؤكد تورط الإمارات في تسليح الدعم السريع، واستيلاء أبو ظبي على 80% من ذهب السودان.
حَصَل المنشور على تفاعل كبير على منصة إكس، وبعده بساعات دوّنت رفيقتها سارة منشورًا آخر جاء فيه: “لا يوجد في دبي/الإمارات العربية المتحدة أي مناجم ذهب. إنهم يقتلون ويغتصبون ويروعون الشعب السوداني من أجل ذهبنا. قاطعوا السياحة الإماراتية ولا تشتروا الذهب منها”.
Dubai/UAE doesn’t have ANY gold mines. They’re killing, raping, and terrorizing Sudanese people for OUR gold. Boycott UAE tourism and don’t buy gold from them. https://t.co/1zwAGMGusU
— Saroyah♡ྀི🎀 (@saroyahx) May 31, 2024
حاز المنشور الأخير انتشارًا أكبر، إذ شاهده أكثر من 4 ملايين شخص وتفاعل معه مئات الآلاف، ما يعكس نجاح الحملة في الوصول إلى قطاع عريض من الجمهور.
وعلى منصة إنستغرام أيضًا ينشط عشرات السودانيين في الدعوة إلى مقاطعة الإمارات عبر وسم DFUAE وهو اختصار لعبارة Defund The UAE وتعني بالعربية “سحب التمويل من الإمارات” أو “إيقاف تمويل الإمارات”.
مواقف مشرفة لماكليمور في دعم غزة
التضامن مع الشعوب المستضعفة ليس غريبًا على مغني الراب والهيب هوب الشهير ماكليمور، إذ عبّر عن رفضه العدوان الإسرائيلي على غزة منذ العام الماضي وشنّ هجومًا على الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن، لدعمها المطلق لـ”إسرائيل” بالمال والسلاح في حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قائلًا إن أبرياء غزة “يُقتلون بالدولارات التي ندفعها”.
فخلال حفل أحياه في مدينة سياتل ديسمبر/كانون الأول الماضي تحدث ماكليمور عن الحرب الإسرائيلية على غزة في حفلته الموسيقية الحاشدة، حيث حققت تذاكرها نسبة مبيعات 100%.
@islamchanneltv
Rapper Macklemore took time to speak on the war on Gaza for several minutes at his sold out concert in his home city. Delivering a speech he wrote that morning, he said he would rather be “raw and real than polished and fake”. news macklemore seattle usa palestine gaza
قرأ ماكليمور خطابًا مكتوبًا قائلًا: “أفضّل أن أكون خامًا وحقيقيًا على أن أكون مصقولًا ومزيفًا، عندما أقول (فلسطين حرة) فهذا ليس ضد أحد، بل يعني في الواقع أننا يجب أن نحمي الجميع، يعني المساواة للجميع، الاحترام والسلام والمحبة، يعني الحق في الوجود بغض النظر عن انتمائك”.
وأضاف “لا أنوي الإساءة إلى أي شخص أبدًا، أرغب في أن يشعر كل شخص في هذا الحفل بالحب، لكن هناك بشر أبرياء في غزة يُقتلون بالدولارات التي ندفعها”.
كرر ماكليمور تضامنه مع غزة مرات عديدة، بل مضى إلى أبعد من ذلك، حيث أصدر أغنية HIND’S HALL (قاعة هند) التي نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى حسابه الشخصي بموقع إنستغرام، ولاقت الأغنية التي تدين الاحتلال الإسرائيلي تفاعلًا كبيرًا من الجمهور.
وجاء اختيار ماكليمور للاسم في أعقاب اعتصام طلاب جامعة كولومبيا في قاعة هاملتون الشهيرة التي أطلقوا عليها اسم “هند” تخليدًا لذكرى الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي استشهدت في غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي وهي محاصرة في سيارة ومحاطة بجثث أقاربها الذين استشهدوا برصاص جيش الاحتلال.
قدم الرابر الأمريكي مقطع فيديو مرافقًا للأغنية التي حصدت أكثر من مائتي مليون مشاهدة، واستخدم فيه صورًا وفيديوهات من الاحتجاجات الطلابية، إلى جانب اقتباسه جزءًا من أغنية “أنا لحبيبي” للمطربة اللبنانية فيروز، مما أضفى على الأغنية صوتًا مألوفًا.
تُعد الأغنية، التي تُعتبر أبرز أغنية تدعو للسلام حول العدوان الإسرائيلي، الأكثر شهرة حيث تم الاستماع إليها أكثر من 30 مليون مرة على منصة سبوتيفاي وحدها.
وعلى منصة إنستغرام، حصلت الأغنية على أكثر من 175 مليون مشاهدة، وأعلن ماكليمور أن جميع عائدات الأغنية ستذهب إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
الإمارات لم تعلق على قرار الفنان الأمريكي
بالعودة إلى إلغاء ماكليمور حفله المقرر في دبي، وجدنا أنّ السلطات في دولة الإمارات التزمت الصمت ولم تعلق مطلقًا على قرار المغني الأمريكي الحائز جائزة “غرامي” إحدى الجوائز الموسيقية السنوية الأربعة الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتم إبلاغ حاملي التذاكر رسميًا يوم السبت الماضي بإلغاء العرض عبر “بلاتينيوم ليست”، التي أضافت أيضًا أن جميع المشتريات سيتم استردادها تلقائيًا خلال 21 يوم عمل، وقد تمت إزالة الحدث من موقع كوكاكولا أرينا.
حتى عندما حاولت وكالات الأنباء العالمية مثل “أسوشييتد برس” التواصل مع وزارة الخارجية الإماراتية ومكتب دبي الإعلامي للحصول على تعليق على قرار ماكليمور لم تحصل على أي رد.
ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أن دبي حاولت منذ فترة طويلة استقطاب فنانين من الدرجة الأولى، ومع ذلك فقد اعترف الفنانون في الماضي بالصعوبات التي يواجهونها خلال المشاركة في العروض بالإمارات.
ومن بين هؤلاء الممثل الكوميدي الأمريكي ديف شابيل، الذي لفت الانتباه في مايو/أيار بأبو ظبي عندما وصف حرب “إسرائيل” على غزة باعتبارها “إبادة جماعية”، بينما تحدث بشكل ساخر عن جهاز المراقبة الواسع النطاق في الإمارات.
ضربة لأبو ظبي
بلا شك إلغاء حفل مغني الهيب هوب الأمريكي ماكليمور بسبب دعم الامارات لمليشيا الدعم السريع يعد ضربة قوية ومؤلمة للإمارات التي تسعى منذ سنوات لتعزيز مكانتها كوجهة جاذبة للسياحة والتجارة والفعاليات العالمية.
وقد حظي الحدث بتغطية إخبارية موسعة من عدد كبير من وسائل الإعلام العالمية مثل وكالات رويترز وأسوشييتد برس وشبكات بي بي سي وسي بي سي والغارديان وهيفنغتون بوست وغيرها.
إذ استثمرت الإمارات بكثافة في العديد من المؤسسات والمبادرات حول العالم، ليس فقط لتحقيق الربح ولكن لبناء قوة ناعمة لتحسين صورتها الذهنية، ويشمل ذلك شراء الأندية الرياضية مثل مانشستر سيتي، المملوك للشيخ منصور بن زايد نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، كما تستحوذ مجموعة “الإمارات الملكية” التي يملكها بطي بن سهيل آل مكتوم، على نادي خيتافي ثالث أكبر فرق العاصمة الإسبانية.
كذلك استضافت الإمارات العديد من الفعاليات الفنية مثل حفلة مغني الأوبرا الإيطالي ماتيو بوتشيلي 2023، وعرض الفنان الأمريكي كريس براون الذي غنى العام الماضي في حفل كوكاكولا أرينا الذي قاطعه مواطنه الفنان ماكليمور هذا العام.
استلهام التجربة الفلسطينية في المقاطعة
تحدث “نون بوست” مع سارة ميرغني وهي عضو مؤسس في حملة Defund The UAE، وأوضحت أن الدعوات لمقاطعة الإمارات بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بشكل متفرق ولم يكن هناك تنسيق بين المجموعات السودانية.
ولفتت إلى أنه مع توسع الأدلة على تورط الإمارات بدأ التنسيق بين المجموعات الشبابية، مشيرة إلى أنّ التواصل مع الفنان ماكليمور جرى من قبل رفيقتها غادة التي طالبت الرابر الأمريكي بإلغاء العرض.
أضافت سارة أنّهم كشباب سودانيين استلهموا من رصفائهم الفلسطينيين فكرة إنشاء حملة لمقاطعة الإمارات، فكانت حملة DFUAE أسوة بحملة BDS (حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل)، مشيرة إلى أن زميلتها غادة أنشأت حساب forsudaneseliberation على منصة إنستغرام وتواصلت مع الفنان ماكليمور ودعته إلى دعم الشعب السوداني، موضحة أن العديد من الناشطين السودانيين انضموا إلى رفيقتها في دعوة المغني الأمريكي إلى إلغاء عرضه في دبي.
وقالت سارة ميرغني – وهي طالبة جامعية تدرس الصحة العالمية والأحياء في تورنتو الكندية – أنّ حملتهم لا تستهدف المشاهير فحسب، بل تهدف إلى مشاركة الجميع في مقاطعة الإمارات مثل الامتناع عن السفر للسياحة أو التجارة من وإلى الإمارات حتى توقف دعمها لمليشيا الدعم السريع.
غير أنها استدركت أن استهداف المشاهير بشكل خاص يلفت انتباه العالم إلى حملتهم لأن الأضواء مسلطة على تحركات الشخصيات المشهورة، مشيرة إلى بث خبر إلغاء حفل ماكليمور في كل وسائل الإعلام المرموقة.
من جانبه، عدّ محمد كمبال سليمان- كاتب وباحث وخبير في المجال الرقمي مقيم في بوسطن- إلغاء حفلة ماكليمور في دبي خطوة أولى يجب أن يتبعها حملة لسحب استثمارات واسعة النطاق من دولة الإمارات، مضيفًا في مقالٍ له أنه “يجب أن تمتد حملة سحب الاستثمارات هذه إلى الفنون والثقافة الشعبية أيضًا”.
وفي حديث مع “نون بوست”، قال الباحث محمد كمبال الذي يقود جهدًا في الولايات المتحدة ضد مليشيا الدعم السريع، أسفر عن إزالة حساباتها من منصة “فيسبوك” في وقت سابق، إنه لم يكن يتوقع الاستجابة السريعة من فنان بحجم ماكليمور لنداءات السودانيين. وأوضح: “كنت أتوقع الاستجابة بعد فترة من بدء الحملة وتغطية إعلامية أكثر، لكن الفنان أجرى أبحاثه بنفسه لاتخاذ قراره.”
وكشف لـ”نون بوست” أنه يعمل على حملة علاقات عامة أهم أدواتها نشر المقالات التي توضح جرائم “الجنجويد” وأنّ الدعم الإماراتي هو المسهل لها، مشيرًا إلى لديه تواصل مباشر مع الجهات المؤثرة لإقناعهم بقطع العلاقات مع الإمارات.
التاريخ لن يرحم السياسيين الموالين للإمارات
بسؤاله عن مدى تأثر الإمارات بخطوة الفنان ماكليمور والضرر الذي سيصيبها، قال سليمان “الإمارات تطرح نفسها عالميًا كراعية تعايش ديني وثقافي، قرار الفنان ماكليمور ضربة قوية وكشفٌ لزيف هذا الادعاء وتهديد لسمعتها”.
وفي ختام حديثه لـ”نون بوست” وجّه الباحث رسالة إلى السياسيين السودانيين الموالين للإمارات قائلًا: إنّ “التاريخ لن يرحمهم”، والشعب السوداني يشاهد ويفهم كل تحركاتهم حتى وإن تغطوا بالحياد وشعار لا للحرب، داعيًا نشطاء حملة DFUAE إلى مواصلة العمل.
خيرًا، قرار مغني الراب والهيب الأمريكي ماكليمور إلغاء حفله في دبي بسبب اتهامات للإمارات بالتورط في قتل وتشريد السودانيين يعكس تزايد حدة الانتقادات الموجهة لأبو ظبي رغم إنكارها تسليح ودعم لمليشيات حميدتي.
كما يمثل القرار نجاحًا لافتًا لحملة DFUAE التي أطلقها ناشطون سودانيون على منصات التواصل الاجتماعي، وبالتأكيد سيكون حافزًا لهم لمضاعفة جهودهم الرامية إلى تكبيل دور الإمارات وحث المشاهير وعامة الناس على مقاطعتها حتى تتوقف عن تمويل الإبادة التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع.
وتلفت خطوة ماكليمور أيضًا إلى الدور المتصاعد لجيل Z – الذي وُلد من منتصف التسعينيات من القرن الماضي إلى منتصف العقد الأوّل من الألفية الثانية – فمعظم الناشطين في حملة مقاطعة الإمارات هم من طلاب الجامعات، نجحوا في تثقيف وإقناع فنان أمريكي بارز بعدالة قضية الشعب السوداني فاختار التضحية بمئات الآلاف من الدولارات وربما المغامرة بعدم إحياء حفل آخر بدولة الإمارات مستقبلًا، بعدما وجّه ضربة قوية لسمعة دولة لامعة.