“أمسك الضابط بي ودفعني بعنف وقال لزملائه عني: معادٍ للسامية”، هكذا حكى الأكاديمي اليهودي الشاب أودي راز عن لحظة اعتقاله من قبل الشرطة الألمانية، بتهمة العداء لـ”إسرائيل” وتنظيم مؤتمر في برلين لنصرة القضية الفلسطينية.
“لا تكاد توجد في ألمانيا قضية تسبّب قدرًا من الاستقطاب أكبر من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”، يقول توم فورديمان، الباحث الألماني في الدراسات الفلسطينية الإسرائيلية، في مقال تحليلي له نشره الموقع الإلكتروني لاتحاد العاملين في التعليم والعلوم (GEW).
ألمانيا على رأس الدول الأوروبية الداعمة لـ”إسرائيل”، والتي تضيّق على أي نشاط مناهض لممارساتها، وهي ثاني أكبر دولة تمدّ “إسرائيل” بالأسلحة بعد الولايات المتحدة، حيث ساهمت برلين بنسبة 30% من واردات “إسرائيل” من السلاح فترة (2019-2023)، بحسب تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
توازيًا مع ذلك، فإن أي دعوة لمقاطعة “إسرائيل” هي جريمة في ألمانيا، ويتهم أي شخص يتبنّى هذه الدعوة بجريمة “معاداة السامية”، بعد موافقة البرلمان الألماني “البوندستاغ” على ذلك عام 2019.
تحدى أودي راز ذلك، ويكاد يكون أكثر الشباب اليهودي الإسرائيلي في ألمانيا نشاطًا ضد “إسرائيل”، رغم أنه وُلد وتربّى فيها، بل كان جنديًا في جيشها، وهذا النشاط أدّى إلى فصله من عمله واعتقاله، ووصفه في الصحافة الألمانية بأنه أحد أشد كارهي “إسرائيل”.
من هو أودي راز؟ وكيف انتقل من “إسرائيل” إلى ألمانيا؟ وماذا عن انتقاله من الصهيونية إلى معاداتها؟ وما أبرز نشاطاته لدعم القضية الفلسطينية خاصة بعد “طوفان الأقصى”؟ وما موقفه الفكري لحل القضية؟ هذا ما نوضحه في سطورنا التالية.
أودي راز اليهودي الذي حارب جدّه النازية
تعود جذور أودي راز إلى ليتوانيا، حيث عاش بها جدّه لأبيه قبل الحرب العالمية الثانية، ولكنه فرَّ إلى بولندا خلال الحرب العالمية الثانية ليقاتل في صفوف قوات الحلفاء ضد النازية، ثم جاء جدّه وجدّته لأبيه إلى فلسطين بعد انتهاء الحرب، وعاشا في أحد الكيبوتسات، وبعد قيام “إسرائيل” عام 1948 انتقلا إلى حيفا، حيث وُلد أبوه وتربّى وعاش.
وُلد أودي راز في حيفا عام 1987، ونشأ وتربّى بها، حيث يعيش فلسطينيو الـ48 بجانب الإسرائيليين، لكن الاحتكاك بين الطرفين نادر هناك، حسبما يقول راز، الذي لم يستطع الاحتكاك بالفلسطينيين في حيفا قدر احتكاكه بهم في برلين.
في المدرسة لم يكن لدى راز زملاء من الفلسطينيين سوى واحد فقط لمدة 3 سنوات، بحكم عددهم القليل في المدرسة، وبحكم التشديد على عدم الاختلاط بهم، رغم عددهم الكبير في حيفا.
انضم أودي راز إلى الجيش الإسرائيلي وفقًا لقانون التجنيد الإجباري، وجرى تدريبه ليصبح طيارًا، وهو أمر كان يحلم به وهو صغير، لكنه كان يحلم بالطيران فقط لا بالتدريب كجندي من مهامه القتل والتفجير.
بعد عام من التدريب على الطيران الحربي، تمرّد راز وطلب إعفاءه من مهامه، وهو ما تمّت الموافقة عليه، لكنهم أرسلوه إلى مقر قيادة القوات الجوية في تل أبيب، لتولي مهام خدمة الطائرات العسكرية في قواعدها على الأرض.
ويحكي راز باشمئزاز كيف أن الطيارين الإسرائيليين كانوا يحتفلون بنجاحهم في قتل الفلسطينيين، وهو أمر أصابه بغضب فطلب للمرة الثانية إعفاءه من مهمته، فأرسلوه إلى حيفا في مركز تدريب آخر.
كان مركز التدريب الجديد موجود داخل جامعة حيفا، حيث توجد وحدة عسكرية مهمتها تجنيد الطلاب بعد انتهاء دراستهم لتدريبهم على العمل كضباط مخابرات، وكانت مهمة راز في مركز التدريب هي عمل إحصاءات والقيام بأعمال إدارية. ومع ذلك ظلت لدى راز رغبة في ترك الخدمة العسكرية، ولم يكن أمامه حل سوى تهديد قادته بالانتحار إن لم يعفوه من ذلك، وانتهى الأمر بخروجه من الجيش الإسرائيلي.
يقول راز تعليقًا على ذلك، إن هذه الطريقة للخروج من الجيش في “إسرائيل” تعني أنك شخص مريض عقليًا، وينعكس ذلك على معاملة المجتمع لك باستهزاء وسخرية، وقد يعرضك للحرمان من العمل في أي مؤسسة حكومية، وربما في المجال الأكاديمي أيضًا.
بعد خروجه من الخدمة العسكرية، والتي أكسبته معرفة بالقضية الفلسطينية، بدأ راز يتردد على الضفة الغربية المحتلة، وتحديدًا على قرية تقع بين حدود فلسطين 48 وحدود فلسطين 67، حيث أقامت “إسرائيل” جدارًا يحاصر القرية، وهو ما أدى إلى اندلاع تظاهرات احتجاجية هناك حرص أودي راز على المشاركة فيها بجانب الفلسطينيين.
ويحكي أن هذا المكان صار رمزًا للنضال ضد الجدار العازل، وكانت زيارته الأولى له سببًا في وقوفه على مدى خطورة الوضع بالنسبة إلى الفلسطينيين، الذين لا يستطيعون المشي على الأرض التي يعيشون فيها، ولا يمكنهم الحصول حتى على الطعام، بعد قطع الموارد الرئيسية للمعيشة عنهم.
ويكمل المجنّد السابق بالجيش الإسرائيلي: “لقد استغرق الأمر مني سنوات حتى أُعرِّف نفسي أخيرًا وبشكل كامل كـ”يهودي مناهض للصهيونية”، بعد أن تبيّن لي أن التفوق اليهودي هو شيء ضروري لـ”إسرائيل” كعمود فقري لحكم البشر الذين يعيشون بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، أو فلسطين التاريخية.
كذلك حكى راز عمّا شاهده وعاشه بنفسه من التمييز والعنصرية الإسرائيلية التي يعاني منها الفلسطينيون، أمنيًا واقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا، بشكل يجعل ما يعيشه الفلسطينيون ينطبق عليه تعريف الفصل العنصري، وهو أمر جعله لا يطيق العيش في “إسرائيل”.
وجد أودي راز نفسه غريبًا في “إسرائيل” فقرر الهجرة إلى ألمانيا، وبرلين تحديدًا، وذلك عام 2010، باعتبارها مدينة تحتفي بالتنوع الثقافي، وتحتضن الاختلاف -حسب اعتقاده وقتها- وهو أمر لم يجده أودي في “إسرائيل” التي تقمع الفلسطينيين، بل يعاني اليهود أنفسهم في ظل نظامها العنصري، بحسب رأيه.
استكمل أودي دراسته في برلين، حيث التحق بجامعة برلين الحرة لاستكمال دراساته العليا في الدراسات الشرقية، وترتكز أطروحته للدكتوراه -التي ما زالت طور الإعداد- على دراسة الصورة الذاتية المعاصرة لألمانيا المسيحية العلمانية، عندما تتقاطع مع الإسلام واليهودية.
لأجل فلسطين فُصِل من عمله واعتقلته الشرطة
بعد وصوله ألمانيا قرر أودي راز استكمال رحلته في النضال من أجل ما يراه حقًّا، لكنه وجد نفسه في مواجهة جديدة مع النظام السياسي الألماني الذي صُدم راز فيه، حيث وجده يمارس سياسة تمييزية ضد المسلمين، وضد أي شخص لا يدعم “إسرائيل”، بحسب رأيه.
انضم أودي راز لمنظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام”، ثم صار عضوًا بمجلس إدارتها، والتي تتكون من نشطاء يهود معادين للصهيونية وتسعى لنيل الفلسطينيين حقوقهم، وبدأ يقدم نفسه للمجتمع الألماني كيهودي ضد الصهيونية، وصار مشهدًا مألوفًا أن يراه الناس في برلين يرتدي الكوفية الفلسطينية، ثم القبعة اليهودية أو الكيباه لكن بألوان علم فلسطين، وربما ساعد على ممارسته تلك بأمان أكثر من غيره حصوله على الجنسية الألمانية.
لمع اسم أودي راز وصار حديث الصحافة الألمانية بل الأوروبية بعد “طوفان الأقصى”، وحينها كان يعمل مرشدًا سياحيًا بالمتحف اليهودي في برلين، بجانب نشاطه الأكاديمي كباحث دكتوراه.
بعد عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 كان أودي راز في طليعة الناشطين ضد “إسرائيل” في ألمانيا، ولا تكاد تخلو تظاهرة أو أي فعل احتجاجي في ألمانيا ضد “إسرائيل” من تواجده، حتى أن صحيفة “بيلد” الألمانية أعدت تقريرًا بعنوان “النواة الصلبة لكارهي إسرائيل“، رصدت خلاله أبرز الوجوه الكارهة لـ”إسرائيل” حسب وصفها، والتي لا تخلو تظاهرة أو فعل احتجاجي في ألمانيا ضد “إسرائيل” منهم، وكان أودي راز ضمن الأسماء التي ذكرتها، وأفردت له فقرة جانبية خاصة به.
ذكرت الصحيفة أن أودي ينظّم الكراهية ضد “إسرائيل” من خلال تظاهرات في الشوارع، وفي جامعة برلين، لافتة إلى أنه كان أحد المعتصمين في حديقة جامعة هومبولت للمطالبة بوقف إمداد ألمانيا لـ”إسرائيل” بالسلاح، والضغط عليها لوقف عدوانها على غزة، وهو الاعتصام الذي فضّته الشرطة الألمانية بالقوة.
ضمن الفعاليات الاحتجاجية التي شارك راز في تنظيمها أيضًا، كان الاعتصام أمام مبنى المستشارية الألمانية، والذي احتوى على 20 خيمة، واستمر مقامًا لمدة أسبوعين، وانتهى بفضّه بالقوة من الشرطة الألمانية أيضًا.
لا يترك راز أي فرصة للترويج لأفكاره ودعمه للقضية الفلسطينية إلا واستغلها، وهو أمر كلفه فقدان وظيفته، فقد كان يعمل مرشدًا سياحيًا في المتحف اليهودي ببرلين، ومن مهامه الحديث إلى رواد المتحف والشرح لهم. فاستغل ذلك وتحدث إلى السياح عن “إسرائيل”، ووصفها بأنها دولة فصل عنصري تضطهد الفلسطينيين وتسرق أراضيهم، الأمر الذي عرضه للطرد من وظيفته في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أي في الأسابيع الأولى من العدوان الإسرائيلي على غزة بعد “طوفان الأقصى”.
وفي 12 أبريل/ نيسان 2024 اعتقلت الشرطة الألمانية أودي راز وهو داخل مقر مؤتمر أُعدّ لنصرة فلسطين، نظمته الحركة الأوروبية DiEM25 ومنظمة الصوت اليهودي من أجل السلام العادل في الشرق الأوسط، التي ينتمي إليها أودي راز، ويشغل عضوية مجلس إدارتها.
حيث اقتحمت الشرطة مكان انعقاد المؤتمر في برلين، وفصلت الكهرباء عن الحاضرين، وألغت المؤتمر، وخلال ذلك نظر أحد الضباط إلى أودي راز وضحك ساخرًا منه، فأمسك به الضابط ودفعه بعنف وقال لزملائه: “إنه معاد للسامية”، وبعد احتجازه لمدة ساعتين في مركز الشرطة، جرى التحقيق معه، ثم أُفرِج عنه، بعد أن حذّرته الشرطة من إساءة معاملة أفرادها، ومن معاداة السامية.
هذا النشاط من جانب أودي جعله حديث الصحافة، وبالبحث على جوجل باللغة الإنجليزية أو الألمانية تجد حشدًا من الحوارات التي أُجريت معه في صحف ومنصات إعلامية داخل ألمانيا وخارجها، وفي جميعها يشرح أودي رؤيته للقضية الفلسطينية، ورأيه في الصهيونية وفي مساندة ألمانيا لها، وهو أمر أهّله أيضًا لأن يكون ضيفًا على مؤتمر نظمه حزب العمل التركي (EMEP) يومَي 25 و26 مايو/ أيار 2024، لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط والاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين.
حلم العيش تحت حكم فلسطيني
يناضل راز في اتجاهين ينطلقان من أرضية مشتركة؛ فهو يناضل ضد ألمانيا التي تضطهد المسلمين وأي شخص يعادي الصهيونية حتى لو كان يهوديًا، ويناضل ضد “إسرائيل” نفسها دفاعًا عن الشعب الفلسطيني.
بالنسبة إلى ألمانيا، يرى راز أنها تمارس عنصرية ضد المسلمين ومناصري القضية الفلسطينية، حتى ولو كانوا من اليهود، وتدفع إلى ترسيخ حالة العداء بين المسلمين واليهود، حيث يزعم السياسيون الألمان أنه لا ينبغي لليهود أن يفكروا في الفلسطينيين كجيران وأشقاء محتملين، فهم واليهود بشر متساوون في الحقوق والواجبات، وحين تقول ذلك يتهمونك بأنك لست يهوديًا بما يكفي، بل يعاملونك كمصدر تهديد وخطر على اليهود، يقول أودي راز.
أسّست ألمانيا مشروعها لبناء الأمة على العنصرية المناهضة للمسلمين لعقود من الزمن، يقول راز، معتبرًا أن ألمانيا النازية أبادت جميع سكانها غير المنتمين للجنس الآري الألماني، لكن في العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية صار المسلمون أكبر مجموعة غير آرية هاجرت إلى ألمانيا.
وبالتالي صار المسلمون في نظر السلطات هم “الآخر” الرئيسي الذي يعرّفون أنفسهم كآريين من خلاله، وهذا هو سرّ العداء للمسلمين أكثر من أي جالية أخرى في ألمانيا، وفي السنوات الأخيرة زعمت النخبة السياسية الألمانية على نحو متزايد أن الهوية الألمانية تتميز بتقاليد يهودية مسيحية مزعومة، أو ثقافة يهودية مسيحية.
ويعلق راز: “من المثير للاهتمام أن موضوع اليهودية صار محوريًا في هذا الخطاب المناهض للمسلمين؛ ففي السابق رأينا السياسيين الألمان يدّعون أن المسلمين لا ينتمون إلى ألمانيا لأنهم يشكلون خطرًا على النساء، ثم لأنهم يشكلون خطرًا على الحيوانات بسبب طقوس الذبح الحلال، ثم بدأوا لاحقًا يقولون إنهم يشكلون خطرًا على المثليين، وأخيرًا صارت التهمة الأبرز معاداة المسلمين للسامية”.
والآن نرى أن الألمان على استعداد لدعم الإبادة الجماعية في غزة باسم مواجهتهم لماضيهم في الإبادة الجماعية لليهود خلال النازية، في حين يتجاهلون تمامًا أصوات اليهود الذين يؤمنون بأن ما تفعله “إسرائيل” لا يتفق مع الديانة اليهودية، بل إنهم يقمعون تلك الأصوات، سواء كانت دينية أو علمانية، مثلما حدث مع منظمة الصوت اليهودي التي صادرت الحكومة الألمانية أموالها في البنوك، يقول راز.
من ناحية أخرى، يحلم راز بدولة واحدة من نهر الأردن جنوبًا إلى البحر المتوسط شمالًا، تضم اليهود والمسلمين والمسيحيين وكل إنسان، أيًّا كان جنسه أو عرقه أو دينه، تساوي بينهم في الحقوق والواجبات، ولا يهم بالنسبة إليه أن تكون هذه الدولة اسمها “إسرائيل” أو فلسطين، لكن الأهم أنها تسمح للجميع بممارسة الحقوق نفسها، وتفرض عليهم الواجبات نفسها.
وهو بهذا المقترح ينسف وجود “إسرائيل” كدولة يهودية، إذ إن اليهود كانوا يعيشون بالفعل في فلسطين قبل قيام “إسرائيل”، بل في كل الدول العربية والإسلامية تقريبًا، ولم يمنعهم أحد من ذلك، أما “إسرائيل” فعقيدتها أنها دولة لليهود فقط.
ويتمنى راز أن يعيش والداه طويلًا ليشاهدا فلسطينيًا عربيًا يحكمهما ويحكم اليهود، لينظرا كيف سيتعامل الفلسطيني مع اليهود، ويقارنا ذلك بما تُعامل به حكومات اليهود الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، حسبما صرّح في ندوة نقاشية نظّمها معهد الآخر والانتماء التابع لجامعة كاليفورنيا.
لا يؤمن أودي راز بالعنف، لكنه يبرر وجود المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، حيث يشبّه مقاومتها لـ”إسرائيل” بأبطال اليهود الذين قاتلوا النازيين وقاوموهم خلال الحرب العالمية الثانية، باعتبار أن هؤلاء يدافعون عن أنفسهم كما كان أولئك يدافعون أيضًا، بحسب قوله.
وفي ردّه على هجوم السابع من أكتوبر، يفهم من مجمله أنه يؤيد أو على الأقل يبرر وجود مقاومة مسلحة ضد “إسرائيل”، فقد قال إنه لا يبرر العنف، ولا يؤمن به، ولكن إذا كان هناك لوم على حماس في هجومها، فيجب ألا يتم ذلك من دون اللوم على “إسرائيل” التي فعلت أضعافه خلال 76 عامًا من احتلال الأراضي الفلسطينية منذ عام 1948، معتبرًا أن هجمات حماس هي رد فعل، وليس رد الفعل كالفعل الأول الذي استفزه. فإذا كانت هناك إدانة لحماس، فيجب أن تكون قبلها إدانة للاحتلال والفصل العنصري، والاستعلاء اليهودي الذي يحكم الناس بين النهر والبحر، يقول راز.
وبجانب تبريره للمقاومة، يدعو راز، باعتباره اشتراكيًا أمميًا لحركة عمالية احتجاجية موحدة بين اليهود والعرب في فلسطين التاريخية، بل في كل العالم، تضغط على الحكومة الإسرائيلية وعلى حكومات العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة، لوقف الحرب على غزة، ثم استكمال النضال لأجل نيل الفلسطينيين حقوقهم.
وما زال راز مستمرًّا في دعمه للقضية الفلسطينية، ومناهضته للصهيونية، وللعنصرية الألمانية، حالمًا بغدٍ يتساوى فيه الجميع، حتى لو حكمه وحكم أبويه فلسطيني.