تقع مدينة تلعفر غرب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى بنحو 70 كيلومترًا محاذيًا للحدود السورية وبنفس الوقت تتمركز في المثلث السوري التركي العراقي ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 300 ألف نسمة جلهم من التركمان الذين يتكلمون اللغة التركمانية القريبة من اللغة الأذرية، ويتبع القضاء ثلاث نواحي هم: العياضية وربيعة وزمار، ويعتبر قضاء تلعفر من أكبر الأقضية في العراق من الناحية السكانية وكذلك المساحة ورغم ذلك فإن تحويلها إلى محافظة جوبه بالرفض منذ زمن النظام السابق بسبب خصوصيتها القومية، وحتى الآن تعاني هذا التمييز السلبي لذات السبب.
مما لا شك فيه أن ثورة العشرين أو ما يسمى بـ(القاجاقاج ) التي حدثت ضد الاحتلال الإنجليزي للعراق أحد الأسباب التي دفعت النظام الملكي لإهمال كل الخدمات المتيسرة لمدينة كبيرة مثل تلعفر، فلم تصل إليها خدمات الكهرباء والماء طيلة فترة الحكم الملكي.
وبعد الاحتلال الأمريكي البغيض للعراق أصبحت تلعفر المدينة التي لا تهدأ ومصدر قلق حقيقي للقوات الأمريكية المحتلة، وتمت مهاجمتها من القوات الأمريكية في عملية عسكرية واسعة إلا أن التدخل التركي حال دون استمرارها فتوقفت إذعانًا للضغط التركي.
تم تحرير المدينة من عصابات داعش صيف 2017 وبدأ سكان المدينة بالرجوع إليها بصورة متوازنة مع إعادة الخدمات إليها كالماء والكهرباء والرعاية الصحية وتهيئة المدارس والمستلزمات الضرورية الأخرى
حدثت في فترة من الفترات بعد الاحتلال البغيض حربًا سميت بالطائفية ولكنها كانت مدبرة من جهات خارجية أوعزت للمغررين بهم بقتل المدنيين من الطائفتين، ولكن بوعي أهالي تلعفر وخصوصًا المثقفين وأصحاب الشأن تم القضاء على تلك الفتنة واسترجعت المدينة كامل استقرارها واستمرت على تلك الحالة وأصبحت من المدن المثالية في التعايش السلمي المجتمعي حتى ظهور فتنة داعش واحتلالها من تلك العصابات المجرمة.
تم تحرير المدينة من عصابات داعش صيف 2017 وبدأ سكان المدينة بالرجوع إليها بصورة متوازنة مع إعادة الخدمات إليها كالماء والكهرباء والرعاية الصحية وتهيئة المدارس والمستلزمات الضرورية الأخرى.
أظهر الأهالي بعد رجوعهم إلى المدينة رغبتهم من جديد في بنائها وتوحيد صفوفهم في سبيل التغلب على الصعاب كافة التي تحد من استراداد تلك المدينة لمكانتها وتشجع الأهالي على الرجوع بسرعة إليها بغرض إقدامهم على المساهمة في بنائها وإعادة الحياة إليها بعد هجرة السنين الماضية.
مما لا شك فيه أن جملة من الأمور الإدارية والخدمية ستؤثر بصورة مباشرة على تشَجُع الأهالي للرجوع إليها ومن أهم تلك الأمور سعيهم لتحويل تلك المدينة إلى محافظة حتى تنال استحقاقاتها كافة من الحكومة المركزية وقطع حلقة من حلقات البيروقراطية أو الدواوينية المملة والمعطلة للكثير من الاحتياجات وربما تأخيرها غير المبرر.
يأمل الأهالي أن تكون الفعاليات التي تقدمها منظمات المجتمع المدني كبيرة جدًا وفي مختلف الأوجه وخصوصًا في دعم فعاليات الشباب الرياضية والاجتماعية
الجدير بالذكر أن معظم الدوائر الخدمية والفنية والتعليمية نالت صفة خاصة باستطاعتها إدارة شؤونها دون الرجوع إلى الدوائر المركزية في المحافظة وقد توضحت بصورة متميزة فعاليات تلك الدوائر وحسن تقديم الخدمات إلى الأهالي، كما أن افتتاح بعض الكليات الجامعية في القضاء ساهم كثيرًا في تبرير مطالبة الأهالي بتحويل مدينتهم إلى محافظة.
وحقيقة الأمر وفي سبيل قطع الطريق أمام من يحاول التصيد بالماء العكر ولغرض سد كل المنافذ أمام أصحاب النوايا الشيطانية يأمل الأهالي أن تكون الفعاليات التي تقدمها منظمات المجتمع المدني كبيرة جدًا وفي مختلف الأوجه وخصوصًا في دعم فعاليات الشباب الرياضية والاجتماعية من خلال فتح الكثير من مراكز الشباب والمنتديات الثقافية والرياضية والنسائية والترفيهية وأن أولى المهمات المطلوبة والملحة هي نشر ثقافة التسامح والمحبة والتفرغ لبناء الجيل والنشء الجديد علميًا وثقافيًا.
وهناك جملة من الأمور الأخرى المهمة وهي توحيد القيادة الأمنية بغرض فرض القانون، إضافة إلى قيام الدائر التابعة لوزارة الداخلية باستئناف كل نشاطاتها والتغلب على ظاهرة تأخير التصاريح الأمنية التي تؤخر كثيرًا من رجوع الأهالي إليها خصوصًا بعد انتهاء الموسم الدراسي، فالكثير يتطلع إلى الرجوع لبيته ومزرعته وورشته.
ومن الأمور الأخرى التي يتوجب الإسراع في معالجتها إعادة بناء وتطوير المراكز الصحية والخدمات الصحية وتجهيز تلك المراكز والمستشفيات بالأدوية وباقي الأجهزة والمستلزمات الطبية، إضافة إلى توفير الآليات الخدمية للبلديات والصحة أيضًا.
تلك المنظمات مدعوة أيضًا بسبب افتقار الإدارات المحلية ودوائر الري والزراعة للآليات إلى تنظيف قناة تلعفر الحيوية لغرض ري بساتينها الكثيرة والممتدة في جنوبها
ومما لا شك فيه أن ما يعانيه الأهالي في تلعفر كغيرها من البلدات التي تعرضت للتدمير بسبب العمليات العسكرية ولا بد من إعادة بناء تلك الدور المهدمة التابعة للأهالي؛ فلهذا وفي سبيل إعادة بنائها يتطلب دعوة المنظمات الإنسانية والدولية للقيام بمساهماتها في إعادة الإعمار.
والشيء بالشيء يذكر فإن تلك المنظمات مدعوة أيضًا بسبب افتقار الإدارات المحلية ودوائر الري والزراعة للآليات إلى تنظيف قناة تلعفر الحيوية لغرض ري بساتينها الكثيرة والممتدة في جنوبها.