تحرير الشام تخذل أهالي المعتقلين في اتفاق كفريا والفوعة مع ميليشيا إيران

37361179_422750444871885_4094555922876071936_n

انتهى ملف بلدتي الفوعة وكفريا الواقعتين في ريف إدلب الشمالي، تطبيقًا لبنود اتفاق أستانة الموقع بين الدول الضامنة روسيا وإيران وتركيا الذي يتضمن بنود منطقة خفض التصعيد في إدلب، حيث توصلت هيئة تحرير الشام الموكلة بإجراء المفاوضات عن باقي الفصائل حسب تصريح جبهة تحرير سوريا في المنطقة للاتفاق مع ميليشيا إيران.

وتوصلت هيئة تحرير الشام الثلاثاء 17 من يوليو/تموز لاتفاق مع ميليشيا إيران، ونصت بنود الاتفاق الذي نفذ الأربعاء الماضي حسب وكالة “إباء” الناطقة باسم الهيئة على انسحاب الميليشيات الشيعية من البلدتين مع السماح لمن أراد بالبقاء، مقابل خروج 1500 أسيرة وأسير اعتقلوا من النظام بسبب الثورة السورية، كما تضمن الاتفاق الإفراج عن 37 أسيرًا مقاتلًا من سجون إيران في منطقة السيدة زينب بدمشق، بالإضافة إلى 4 أسرى داخل بلدة الفوعة، ونوهت الوكالة أن الاتفاق جاء تنفيذًا للمطالب المتواصلة من الفعاليات المدنية والمكونات العسكرية في مدينة إدلب وريفها من أجل حل ملف كفريا والفوعة سلميًا أو عسكريًا.

فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاتفاق جرى بين إيران وروسيا وتركيا، ونص على إخراج 7000 بين مدني ومسلح من البلدتين تجاه مدينة حلب، وتتعهد روسيا بعدم القيام بعملية عسكرية ضد محافظة إدلب وفتح الأوتوستراد الدولي حلب – دمشق تحت إشراف تركي روسي، وتتعهد تركيا بتفكيك هيئة تحرير الشام والمنظمات الجهادية بإدلب، ويخرج النظام معتقلين ليس لديهم علاقة بحمل السلاح، فيما ذكر المرصد أن الاتفاق تم بين تركيا وايران وروسيا ووافقت عليه هيئة تحرير الشام وممثلين كفريّا والفوعة لاحقًا وتم إبلاغ النظام دون أخذ موافقته.

ونفى مصدر عسكري معارض وجود أي دول راعية لهذه المفاوضات، وأن هذه المفاوضات جاءت بعد ضغوطات عسكرية من الثوار على الميليشيات المحاصرة، وفوائد هذه المفاوضات حسب المصدر أنها تخفف خطر محاولة قوات النظام فتح معارك باتجاه إدلب لفك الحصار عن البلدتين، والأهم من ذلك توقيف المد الشيعي باتجاه البلدتين، بالإضافة لخروج عدد كبير من الأسرى والمعتقلين الموجودين لدى النظام.

سُمعت عدة انفجارات في محيط بلدة الفوعة وقرية كفريا الواقعتين بريف إدلب الشمالي الثلاثاء الفائت، حيث فجرت الميليشيات مستودعات الأسلحة والذخيرة في البلدتين قبل خروجهم منها وفق الاتفاق الذي نص على إجلاء السكان

وفي المرحة الماضية حاولت الميليشيات الإيرانية شن حملة عسكرية على إدلب للوصول إلى بلدتي كفريا والفوعة، فيما ردت روسيا على إيران بأنه يستوجب على البلدتين الخروج والقبول بما نص عليه اتفاق أستانة، كما مورست عدة ضغوطات منها تقليص المساعدات التي تصلهم عبر الجو لدفعهم إلى القبول بالخروج، ومن جانبها فصائل المعارضة هددت مؤخرًا الميليشيات في البلدتين بأنه في حال رفضهم الخروج سيكون هناك عملية عسكرية واسعة من الفصائل المحاصرة لهم للسيطرة على البلدتين.

تطبيق بنود الاتفاق بين تحرير الشام وميليشيا إيران

سُمعت عدة انفجارات في محيط بلدة الفوعة وقرية كفريا الواقعتين بريف إدلب الشمالي الثلاثاء الفائت، حيث فجرت الميليشيات مستودعات الأسلحة والذخيرة في البلدتين قبل خروجهم منها وفق الاتفاق الذي نص على إجلاء السكان.

ودخلت الأربعاء أكثر من 100 حافلة من معبر بلدة العيس جنوب حلب الفاصل بين قوات النظام ومناطق المعارضة، وتوجهت الحافلات نحو البلدتين لنقل سكان البلدتين، حيث خرج سكان الفوعة وكفريا بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، ووصلوا صباحًا إلى معبر العيس في جنوب حلب الفاصل بين مناطق سيطرة قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة.

احتج أهالي مدينة إدلب على خلفية إخراج المعتقلين الخميس 19 من يوليو/تموز على طبيعة الاتفاق المتعلق بخروج المعتقلين من سجون النظام

وفي السياق توقفت عملية تبادل الدفعة الأخيرة صباح الخميس بين هيئة تحرير الشام والميليشيات الإيرانية، حيث نشرت وكالة إباء الناطقة باسم تحرير الشام تصريحًا للمشرف على عملية التفاوض عبد الله الحسن قال فيه: “الاتفاق مع الميليشيات الإيرانية بشأن ملف كفريا والفوعة لم يكتمل حتى الآن بسبب تعقيدات الملف الأخير، وبسبب إدخال الطرف الآخر لملف درعا في المفاوضات الجارية”، وتوقفت الدفعة الأخيرة حسب الحسين ريثما تم التوصل لصيغة اتفاق بين الطرفين، حيث أفرج عن قرابة 1250 معتقلًا من سجون النظام، وبقيت الدفعة الأخيرة من سكان كفريا والفوعة، فيما نُقل المعتقلون بالتزامن مع دخول الحافلات التي تقل سكان كفريا والفوعة، واستكملت مرحلة التبادل على خلفية حل الإشكال الحاصل والاتفاق بين ميليشيا إيران وهيئة تحرير الشام على استمرار تنفيذ الاتفاق.

تحرير الشام تخذل أهالي المعتقلين

احتج أهالي مدينة إدلب على خلفية إخراج المعتقلين الخميس 19 من يوليو/تموز على طبيعة الاتفاق المتعلق بخروج المعتقلين من سجون النظام، حيث أطلقت قوات النظام سراح أغلب المعتقلين الذين اعتقلوا لأسباب غير سياسية.

حيث لم يخرج إلا عدد قليل من المعتقلين الذين اعتقلوا لأسباب سياسية في عامي 2011 و2012 فيما خرج القسم الأكبر منهم كانوا قد اعتقلوا لأسباب مختلفة حيث كانوا يقيمون في مناطق النظام، ورفض المحتجون هذا الاتفاق ووصفوه بالاتفاق الخاسر، نظرًا لعدم احتوائه معتقلين اعتقلوا لأسباب متعلقة بالثورة، ورفعت العديد من النساء صور أبنائهم وأزواجهم بحثًا عنهم بين المعتقلين فلم يجدونهم، مما أدى إلى احتقان الشارع في وجه تحرير الشام بمدينة إدلب.

خرج أحد قياديي الهيئة أبو اليقظان المصري في تسجيل فيديو مصور خلال عملية التبادل يصف فيه الاتفاق بالنصر

وفي السياق أُفرج عن 250 معتقلًا من المعتقلين القدماء بين عامي 2011 و2016 فقط، فيما خرج القسم الأكبر 1250 اعتقلوا بين عامي 2017 حتى 2018، وأغلبهم من الذين أجروا مع النظام مصالحات وطينة في دمشق وحلب وحمص ودرعا، ومن بينهم معتقلون كانت قد اعتقلتهم قسد وتم تسليمهم لقوات النظام في القامشلي، وكان النظام قد اعتقل في الأعوام الأولى من الثورة آلاف المدنيين المتهمين بمعارضتهم له، ويعيش أهاليهم على أمل عودتهم، حيث لا يوجد تواصل مستمر مع أهاليهم ويحتاج من يود التواصل مع ابنه المعتقل مدخرات مالية ضخمة لتحمل كلفة الرشوة التي سيعطيها لأفرع الامن وضباط النظام.

هل الاتفاق يضع إدلب في خطر؟

خرج أحد قياديي الهيئة أبو اليقظان المصري في تسجيل فيديو مصور خلال عملية التبادل يصف فيه الاتفاق بالنصر، ويقول في التسجيل: “اخرجوا منها أذلة وأنتم صاغرون”، ويتجول بين الحافلات التي تقل ميليشيا كفريا والفوعة ويذكر عدة آيات قرآنية ويعدد عدة ميليشيات إيرانية وأخرى لبنانية تتبع لحزب الله، فيما تجلس الميليشيات الشيعية تستمع لكلامه – على الرغم من تجوله داخل الحافلات – وهم صامتون.

ويعد هذا التسجيل تشويهًا لمحافظة إدلب سياسيًا ويمكن أن يعد اتهامًا على وجود تنظيمات متشددة في المدينة، مما يوقع المدينة في خطر شديد، فيما نشر ناشطون من مدينة إدلب صورًا لأحد عناصر الهيئة يتفقد طفلة صغيرة وهي في أحضان أحد عناصر الميليشيات، ورافقتها صور ومقاطع فيديو مصورة لإطلاق نار عشوائي من تحرير الشام على المتظاهرين المطالبين بخروج الهيئة من مدينة الأتارب، حيث وجه الناشطون التساؤلات على طريقة التعامل التي اتبعتها الهيئة.

على الرغم من تحفظ الهيئة من شن عملية عسكرية على البلدتين، كانت تضعها ورقة ضغط على النظام، حيث استخدم ملف كفريا والفوعة في اتفاقية المدن الأربع وهي كفريا والفوعة ومضايا والزبداني في ريف دمشق

واتهمت الهيئة في تأمين احتياجات بلدتي كفريا والفوعة وحمايتهما من شن حملة عسكرية منذ بداية تحرير إدلب مطلع عام 2015، ولم يؤد هذا الاتفاق إلا جزءًا من مطالب المعارضة وهي بعض المعتقلين السياسيين في أفرع النظام الأمنية.

وعلى الرغم من تحفظ الهيئة من شن عملية عسكرية على البلدتين، كانت تضعها ورقة ضغط على النظام، حيث استخدم ملف كفريا والفوعة في اتفاقية المدن الأربعة وهي كفريا والفوعة ومضايا والزبداني في ريف دمشق، وسحب ورقة الضغط على النظام والميليشيات الإيرانية في إدلب يخيف وضع المنطقة مما يجعل إدلب في خطر، بالمقابل الهيئة تعتبر هذا الاتفاق حفاظًا على أمن ادلب من اقتحامها.

ومما يرجح عدم قيام النظام بحملة عسكرية على إدلب هو التعزيزات العسكرية التي تصل إلى القوات التركية في أرياف إدلب وحلب، وقد تتجه إدلب تحت الوصاية التركية في المراحل القادمة، وتعمل على القضاء على التنظيمات المتشددة مثل هيئة تحرير الشام وحراس الدين وغيرهم.