(1)
الرابع عشر من أغسطس للعام ألفين وثلاثة عشر، مازلت ألاحق أخبار من أعرف عبر الفيسبوك
يكتب أحدهم “اعتقال عبد الله الشامي وزوجته جهاد خالد وأختها بعد خروجهم من الميدان”. أسأل من أعرفهم داخل مصر ماذا حدث؟؟ هل من جديد؟؟؟ دائمًا كانت الإجابات محبطة خاصةً عندما تكون إجابة سؤالك عن معتقل إبلاغك باستشهاد صديق آخر وفقد ثالث وإصابة رابع.
بعد ذلك بقليل أُفرج عن جهاد وأختها، وذهب عبد الله معهم.
(2)
مصر جميلة.. مصر جميلة.. خليك فاكر مصر جميلة.
“جزء من موال العمال لمحمد طه استخدمته ساندرا نشأت في الدعاية لدستور 2014”.
(3)
عبد الله الشامي هو مراسل الجزيرة في غرب ووسط أفريقيا، يقع عمله تحديدًا في مكتب الجزيرة بنيجيريا، وهو أصغر مراسلي الجزيرة عمرًا “مايو 1988” ، وأحد مؤسسي الجزيرة توك في مصر – الموقع الذي أصبح مصدرًا للأخبار لعدد كبير من وسائل الإعلام حول العالم – ماعرفته غير شابٍ طموح، عاشق للسفر، ساعٍ للحقيقة، ذهب لتغطية الحرب في ليبيا في 2011، وتغطية الحرب في مالي في 2013، ولما عاد إلى مصر في 2013 لتغطية اعتصام رابعة العدوية .. تم اعتقاله.
(٤)
وما حب الديار شغفن قلبي … ولكن حب من سكن الديار
“قيس بن الملوح”
(5)
“النصر قرب يوم كمان”
تقريبًا لا يمر يوم منذ فجر الخامس عشر من أغسطس الماضي إلا وتجد هذه الجملة مكتوبة على الصفحة الشخصية لجهاد خالد زوجة عبد الله متبوعة بهاشتاج “يقين”، التعليقات غالبًا من أصدقائها تكون بين ابتسامة ومزحة ودعاء.
“عبد الله الشامي” يبدأ إضرابًا كليًا عن الطعام في الـ 21 من يناير الماضي مطالبًا بحريته وتنضم إليه زوجته جهاد خالد في الرابع عشر من مارس الماضي.
“جهاد خالد بدوي”
الفتاة النشيطة صاحبة الأعوام العشرين، فتاة مصرية كغيرها من بنات جيلها، آمنت بالوطن، ولكن على ما يبدو أن الوطن لايؤمن إلا بمن يكفرون به.
(6)
كنت في قلب الميدان تحت السما الزرقا
جابت عينيا الغيطان والترعة والزرعة
“موال العمال .. محمد طه”
(7)
يكون التحدي خلف الجدران والأسوار أن تبقى إنسانًا محبًا للحياة وعاشقًا لكل ما فيها، أفتقد أكثر ما أفتقد “السماء” عدت لا أراها إلا للحظات قصيرة خلال الزيارة الأسبوعية أو أثناء العرض على المحكمة – أو لنقل المسرحية – كل شهر ونصف. تشمل قائمتي الشمس والقمر والنجوم، والأمر لا ينتهي عند ذلك.
“من رسالة عبد الله الشامي الثالثة من محبسه”
(8)
– “سيد “فيسك” صديقنا عبد الله الشامي أحد صحفيي الجزيرة معتقل منذ أحداث فض رابعة واليوم هو اليوم السادس والسبعون لاضرابه الكامل عن الطعام هل تسمح لنا بتسجيل دقيقة فيديو معك لدعم قضيته؟؟“
– نعم نعم أعرف قضيته جيدا ولكن اعذرني لن أستطيع منحكم هذا التسجيل لأنني ذاهب إلى دبلن ومنها إلى مصر وأخاف أن يسبب “لي هذا الفيديو مشكلات مع السلطة المصرية
إذا كان روبرت فيسك يخاف من السطات المصرية ، فكيف بصحفي عمره المهني أكثر بقليل من ثلاث سنوات ويواجه السلطات بأمعاء خاوية ؟؟
بت أؤمن أننا نملك أبطالنا الحقيقيين فعلاً … لا حاجة لنا لدعمك سيد فيسك ، استمر فيما تفعله ولاتنسى أن تذيل اسمك دائما بلقب “صحفي الحروب”، وصدقني سنذكر أيضاً أنه ليس سوى لقب.
(9)
عبد الله عيد ميلاده يوم ٥/٥، أنا فعلاً نفسي يكون خرج قبل اليوم ده.
“حالة كتبتها جهاد خالد في الثالث من أبريل الحالي”.
(10)
جربت الإقلاع عن الطعام والاعتماد على السوائل فقط منذ فترة قريبة لمدة عشرة أيام، لم يكن للتجربة بُعد إنساني ولكنها كانت محاولة لفرض أسلوب غذائي معين يضبط وزني، لم أتحمل في أول يومين وتناولت بسكوت وشاي في الصباح وبعدها بيومين تناولت قطعة أخرى من الحلوى وفي نهاية العشرة أيام عدت لنفس ما كنت أسير عليه قبل التجربة، لا أعتقد أن قرارًا كقرار عبد الله بالإضراب التام عن الطعام يسهل اتخاذه خاصة في ظرفٍ كظرفه، الآن عبد الله لم يأكل منذ 78 يومًا
(11)
خرّجنا منها الآن..
نجّينا م التجربة..
المعركة مرعبة
“صلاة خوف … محمود عزت”
(12)
دعوه كي يرى السماء