ترجمة وتحرير: نون بوست
عندما استأجرت مجموعة ميلافوس المحدودة قبل سنتين طابقًا علويًا في برج فاخر في دبي، لم يكن أحد قد سمع عنها، لكن خلال أشهر قليلة تمكنت هذه الشركة من اكتساب نفوذ هائل في أسواق الطاقة العالمية. ويُقال إن هذه الشركة تُدار من قبل رجل أعمال يُعتبر من بين أبرز قادة توزيع النفط الإيراني على مستوى العالم، وذلك وفقًا لما يصفه به التجار.
تمكنت مجموعة ميلافوس من مقرها في دبي من جمع مليارات الدولارات من مبيعات السلع الأساسية القادمة من إيران وروسيا وأماكن أخرى، وذلك حسب ما أفاد به أكثر من اثني عشر شخصًا مطلعين على الأمر، والذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم نظرًا لسريّة المعاملات التجارية. وأشار الأشخاص الذين لديهم معرفة مباشرة بالشركة إلى أن حسين شمخاني، الابن الهادئ لرئيس جهاز الأمن الإيراني السابق والذي لا يزال مستشارًا بارزًا للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، يتولى منصبًا رفيعًا في الشركة المعنيّة.
في دبي ودوائر التجارة العالمية، يعرف القليل من الناس الهوية الحقيقية لشمخاني، المعروف على نطاق واسع باسم “هيكتور”، وذلك وفقًا لما قاله الأشخاص. وحتى أقل من ذلك من يدركون تمامًا مدى اتساع شبكة علاقاته الدولية. وعمومًا، تتحكم إمبراطورية شمخاني في كميات ضخمة من صادرات النفط الخام الإيراني والروسي على مستوى العالم، وذلك وفقًا للأفراد الذين لديهم معرفة مباشرة بعملياته.
وأوضح هؤلاء الأشخاص أن الشركات ضمن شبكته تشرف أيضًا على عمليات بيع النفط والبتروكيماويات من دول غير خاضعة للعقوبات، وتخلط أحيانًا الخام من ولايات قضائية مختلفة، لذلك حتى المشترين الذين يختبرون عينات من البراميل قد لا يتمكنون من تحديد بلد المنشأ.
هذا التقرير الحصري عن صعود حسين شمخاني إلى الصدارة في أسواق النفط العالمية يستند إلى مقابلات مع أكثر من ثلاثين شخصًا على دراية بعمليات الشركات في شبكته، سواء من داخلها أو من خارجها، بالإضافة إلى الوثائق التي اطلعت عليها بلومبيرغ نيوز.
يقدم صعود شمخاني لمحة عن بعض جوانب اقتصاد الظل الواسع لأسواق النفط المظلمة التي نشأت منذ غزو روسيا لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022. كما يكشف عن التعاون المتزايد بين طهران وموسكو مع قيام القوى العالمية بتصعيد العقوبات العالمية ضد الحكومتين.
وتواجه واشنطن تحديات كبيرة في فرض قيود صارمة على هذه التجارة ذلك أن مثل هذه الإجراءات قد تؤدي إلى زيادة الأسعار في سنة الانتخابات. وفي الوقت نفسه، تحقق الجمهورية الإسلامية ربحًا سنويًا يقدر بنحو 35 مليار دولار من صادراتها النفطية، وهو مصدر حيوي لأنها تدعم مجموعات بالوكالة هاجمت أصولاً إسرائيلية أو غربية.
على الرغم من القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على بيع النفط الإيراني والروسي، فإن العديد من الدول، بما في ذلك الإمارات والصين، لا تشارك في هذه العقوبات. ولا يخضع شمخاني للعقوبات ولا يمنع القانون الإماراتي الشركات من تداول النفط الخام من إيران أو روسيا. وقد ذكر بعض الأشخاص أن الكيانات ضمن شبكة شمخاني تقوم أيضًا بصفقات كبيرة مع مشترين صينيين، حيث تتم هذه المعاملات غالبًا باليوان وتخرج عن نطاق العقوبات الأمريكية.
مع ذلك، فرضت الولايات المتحدة بالفعل عقوبات على السفن التي يُعتقد أنها تحت سيطرة شمخاني، وذلك وفقًا لأشخاص مطلعين على المسألة. وحسب المصادر والوثائق التي اطلعت عليها بلومبيرغ، فإن شمخاني وجزءًا من شبكة أعماله، بما في ذلك شركة ميلافوس التي تنفذ بعض المعاملات ضمن نظام الدولار، يخضعون للتحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخزانة بسبب انتهاكات محتملة للعقوبات.
ردًا على أسئلة عبر البريد الإلكتروني، نفى المدير الإداري لشركة ميلافوس محمد الهاشمي أي صلة للشركة بحسين شمخاني، في حين قال المحامي الذي يمثل الشركة إنها تلتزم بجميع القوانين ولا ترتبط بأي مصالح روسية أو إيرانية. ومن جانبه، نفى حسين شمخاني أيضًا تأسيس أو امتلاك أو إدارة شركة ميلافوس، مؤكدًا أنه ليس له أي دور في إدارة الشركة أو أي شبكة تجارية، وأنه لا يمتلك أو يتحكم في أي شركة نفط أو يتورط في صفقات السلع الأساسية مع إيران أو روسيا.
وقال حسين شمخاني، في بيان أرسله محاميه عبر البريد الإلكتروني: “أنا لست متورطًا في صناعة السلع الأساسية كما زعمت بلومبيرغ”، مشيرًا إلى أن نشاطه يقتصر أساسًا على مجال الخدمات اللوجستية. وأضاف: “فيما يتعلق بعملي، أنا أعمل في دول لا تخضع للعقوبات”.
ويبدو أن نفوذ حسين شمخاني واسع للغاية لدرجة أن المنتجات التي توفّرها كيانات ضمن شبكته وصلت أيضًا إلى شركات عالمية كبرى مثل شركة سينوبك الصينية، وشيفرون الأمريكية، وبي بي البريطانية، وذلك وفقًا لما ذكره أشخاص مطلعون على الأمر وكتيب شركة ميلافوس الذي اطلعت عليه بلومبيرغ. ومن جانبهم، أكد المتحدثون باسم سينوبك وشيفرون وبي بي أنهم يلتزمون بجميع القوانين واللوائح والعقوبات التجارية.
قال سعيد أغانجي، الباحث الإيراني الذي أمضى سنوات في دراسة صناعة السلع الأساسية في بلاده: “يمكن اعتبار شبكة شمخاني واحدة من أكبر ثلاث شركات تجارية في مجال النفط في إيران. فلديهم أسطول بحري يتألف من عشرات الناقلات وعلاقات خفية مع شركات نفطية كبرى. وإذا فُرضت عقوبات على أي من كياناتهم، فقد يتسبب ذلك في تعطيل سوق النفط بأسره”.
أفاد أشخاص مطّلعون على إمبراطورية شمخاني بأنه يشرف فعليًا على شبكة متشابكة من الشركات، حيث تعمل شركة ميلافوس كواحدة من الشركات الأم. وأضافوا أن ملكية الأعمال والتحكم فيها يمكن إخفاؤهما بسهولة، حيث يتم تسجيل مسؤولين تنفيذيين آخرين رسميًا كملاك ومديرين.
تواصلت بلومبيرغ نيوز مع كل من ميلافوس وشمخاني عبر البريد الإلكتروني، ووجهت إليهما قائمة مفصلة من الأسئلة بالإضافة إلى رسالة تم تسليمها يدويًا إلى مكاتب ميلافوس في دبي. وقال عدنان إبراهيم، المحامي المقيم في الإمارات والذي أكد أنه يعمل نيابة عن شمخاني، لبلومبيرغ نيوز إن موكله تلقى طلب بلومبيرغ للتعليق من ميلافوس، وأوضح أن الشركة نقلت الطلب لأنهم “يعرفونه”، لكنه رفض تحديد طبيعة العلاقة بينهما. وأضاف إبراهيم أن “لديه قائمة كاملة من الأعمال”. وأوضح المحامي أن بعض جوانب عمل شمخاني تتضمن “أسرارا تجارية” تتعلق بـ “المنهجية وقوائم العملاء”، مشيرًا إلى أن هذه الجوانب ليست غير قانونية.
إبن القائد
باعتباره أحد أكثر القطاعات ربحية في إيران، يعد النفط من أولويات المسؤولين في الولايات المتحدة. فرضت القيود الدولية على مبيعات النفط الخام ضغوطًا شديدة على الاقتصاد الإيراني لسنوات. ومع ذلك، تستمر الجمهورية الإسلامية في دعم حزب الله، الذي كان يتبادل إطلاق الصواريخ مع “إسرائيل”، وكذلك الحوثيين الذين كانوا يهاجمون السفن الغربية والإسرائيلية في البحر الأحمر. كما تدعم حركة حماس الإسلامية الفلسطينية التي كانت في صراع مع “إسرائيل” في غزة لمدة تقارب 11 شهرًا.
تصاعدت الاشتباكات المتقلبة بين “إسرائيل” وطهران منذ أواخر تموز/ يوليو، عندما تم اغتيال أحد قادة حماس البارزين في العاصمة الإيرانية. واتهمت إيران إ”سرائيل” بالمسؤولية عن الاغتيال وتعهدت بالرد على هذا الهجوم. في المقابل، لم تؤكد الحكومة الإسرائيلية أو تنفي تورطها في العملية. وفي الوقت نفسه، قامت الولايات المتحدة بتعزيز قدراتها العسكرية في المنطقة لدعم “إسرائيل” في مواجهتها مع إيران.
على مدار العقود الثلاثة الماضية، شغل والد شمخاني منصب قائد بحري لحرس الثورة الإسلامية، ثم وزير الدفاع، ثم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهي أعلى هيئة أمنية في البلاد. ويبلغ شمخاني الابن حوالي الأربعينيات من عمره، وقد وُلد في طهران وفقًا لأشخاص عملوا معه. وبعد التحاقه بالجامعة في موسكو وبيروت، عاد إلى العاصمة الإيرانية للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، وذلك حسب ملفه الشخصي المؤرشف على موقع لينكد إن.
وتكتسب علاقات شمخاني الروسية قيمة خاصة في وقت تعمل فيه طهران وموسكو، اللتان تخضعان للعقوبات الغربية، على تعزيز تعاونهما العسكري والاقتصادي. حيال ذلك، قال حسين شمخاني: “لم يكن لوالدي أي علاقة بأنشطتي التجارية على الإطلاق، ولم يكن له أي دور فيها”.
بالنسبة للغرباء، كانت تجارة النفط بمثابة صندوق أسود منذ فترة طويلة. فمنذ سبعينيات القرن العشرين، كان رجال الأعمال مثل مارك ريتش، الذي أسس الشركة المعروفة الآن باسم جلينكور، يبحثون عن طرق للتجارة خارج سيطرة كبار رجال الصناعة الأكثر رسوخًا. وفي السنوات الأخيرة، نشأت مجموعة جديدة من شركات السلع الأساسية في دبي للتعامل في النفط الروسي.
ومع أن هذا يشكل جزءًا غامضًا من عالم الأعمال، إلا ان مليارات الدولارات على المحك. ولا شك أن كبار رجال الأعمال الذين يتحكمون في الأمور هم لاعبون مهمون بلا منازع في الاقتصاد العالمي، وكثيرًا ما يتمتعون بقدر كبير من النفوذ السياسي.
يقضي شمخاني معظم وقته في دبي حيث قام بشراء عقارات فاخرة، وذلك وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر. لكنه يصر على الابتعاد عن الأضواء لدرجة أنه حتى عندما كانت المشروبات تتدفق في حفل ميلافوس للعطلات في كانون الأول/ديسمبر، لم يقدمه المذيع إلا باسم “هـ” وسط تصفيق حاد، وذلك وفقًا للعديد من الأشخاص الذين حضروا الحفل. يصفه الأشخاص الذين يعرفونه بأنه رجل أعمال رصين يرتدي نظارات وغالبًا ما يرتدي إما قميص بولو أو بدلة، وقالوا إنه مهذب وجاد، ويتمتع بذاكرة جيدة لأعياد الميلاد، وأحيانًا ما يغني لزميل له بمناسبة يومه الخاص.
وقال أشخاص مطلعون أن شمخاني كان متورطًا في تأسيس عشرات الشركات أو لعب دورًا في توجيه أنشطتها حتى لو لم يكن يملكها كلها على الورق. وقال الأشخاص إن أبرز هذه الشركات هي شركة “ميلافوس”، لكنه يتحكم أيضًا بشكل فعال في عشرات السفن. تدرج سجلات مركز دبي المالي العالمي مالك الأسهم في مجموعة ميلافوس المحدودة باسم شركة ميلافوس القابضة المحدودة، علمًا بأن المركز المالي لا يكشف علنًا عن المالك المستفيد النهائي للشركة.
قال أشخاص مطلعون إن شركة ميلافوس تعتمد من خلال كياناتها على مزج وإعادة تصنيف النفط الخام إلى جانب منتجات نفطية مختلفة من إيران وروسيا في ولايات قضائية ثالثة، مثل ميناء الفجيرة الإماراتي. كما أنها تتعامل أيضًا مع بعض النفط من دول لا تخضع للعقوبات. وقد تحجب مثل هذه الأساليب أصول النفط والوقود، مما يسبب مشاكل للعملاء الذين يحاولون تحديد مصدرها، وذلك وفقًا لماثيو ليفيت، المسؤول السابق في مكافحة الإرهاب في وزارة الخزانة ومكتب التحقيقات الفيدرالي.
لكن مثل هذه المبيعات تمثل مصدرًا حيويًا لإيرادات الدول الخاضعة للعقوبات وحكوماتها. وقالت راشيل زييمبا، مؤسسة شركة الاستشارات “زييمبا إنسايتس” ومقرها نيويورك والمتخصصة في فن إدارة الدولة الاقتصادية: “لقد أنشأت إيران مع سلسلة من الوسطاء والمشترين الصينيين مجموعة متشابكة من الشبكات المالية التي تساعد على بيع النفط على الرغم من العقوبات الشاملة”.
صعود سريع
وفي حين بنى نجله إمبراطورية مترامية الأطراف لتجارة السلع، لعب شمخاني الأب دورًا في تقارب طهران مع كبار قادة المملكة العربية السعودية وكذلك الإمارات العربية المتحدة. في السنة الماضية، تم استبداله كرئيس أعلى هيئة أمنية في إيران، مع أنه لا يزال جزءًا من الهيئة الاستشارية التي تقدم المشورة للمرشد الأعلى.
خلال ظهور تلفزيوني قصير في سنة 2008، قال شمخاني الأب إنه نصح ابنه بالعمل في القطاع الخاص بدلًا من أن يسير على خطاه في منصب حكومي. استمر شمخاني الابن في إدارة مجموعة أدميرال، وهي شركة شحن مقرها دبي متخصصة في التجارة داخل الخليج العربي وجنوب آسيا، وقال بعض الأشخاص إن الأعمال أصبحت أكثر صعوبة في سنة 2020، عندما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على والده.
وفي العامين التاليين، تضاءلت الصورة العامة لشركة أدميرال، مما أفسح المجال أمام اتحاد شركات جديد يشرف عليه شمخاني الابن، بما في ذلك ميلافوس. وفي غضون سنتين فقط من تأسيسها في دبي في كانون الثاني/يناير 2022، توسعت شركة ميلافوس إلى فريق عمل يضم حوالي 200 شخص بعد أن كان عدد موظفيها لا يتجاوز العشرات عند تأسيسها، وذلك وفقًا لما ذكره عدد من الأشخاص.
وقال بعض الموظفين السابقين إن العمل في شركة ميلافوس كان أشبه بالمشاركة في فيلم جاسوسي، فالبعض يستخدم أسماء مستعارة حتى مع بعضهم البعض، وكانت المكاتب في الطابق العلوي تتمتع بإطلالة بانورامية على الخليج الفارسي.
ذكر بعض الأشخاص إن هناك شخصية أخرى مهمة في دائرته وغالبًا ما تعمل من موناكو، وهو “القبطان د”، وهو اسم مستعار لعلي رضا دراخشان، وهو قبطان سفينة لديه موهبة في نقل السلع الحساسة. في مقابلة هاتفية، قال دراخشان إنه قام بأعمال تجارية مع كل من شمخاني وميلافوس، لكنه نفى أن يكون له أي دور رسمي في الشركة أو الكيانات ذات الصلة. وفي رسالة بالبريد الإلكتروني، وصفه شمخاني بـ”الصديق” ولكن ليس شريكه.
يقع المكتب الرئيسي لشركة ميلافوس في الطابق الثامن والثلاثين من برج “آي سي دي بروكفيلد بليس”، أحد أرقى عناوين الشركات في دبي. ويقع على ارتفاع عدة طوابق من شركات عالمية ضخمة مثل جي بي مورغان تشيس آند كو وميلينيوم مانجمنت.
المؤسسون الغامضون
تقول مجموعة ميلافوس على موقعها الإلكتروني إن مؤسسي الشركة لديهم أكثر من 70 سنة من الخبرة مجتمعة، دون الكشف عن أسمائهم أو مناصبهم السابقة. وتقول الشركة إنها تتعامل مع مجموعة واسعة من المنتجات، من النفط والغاز إلى البتروكيماويات والمعادن والزراعة. وفي السنة الماضية، افتتحت مكاتب جديدة في سويسرا ورومانيا.
ولكنها ليست سوى جزء واحد من شبكة نفط إيرانية روسية واسعة النطاق ساعد شمخاني الابن في إنشائها حسب أشخاص على دراية مباشرة بالموضوع. وقد بلغ حجم أعمال شركة ميلافوس في سنة 2022 حوالي 15 مليار دولار، وذلك وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر. وأضافوا أن إجمالي المبيعات السنوية عبر الشركات المرتبطة بشمخاني أعلى بكثير من ذلك.
استثمر شمخاني وشركاؤه ثرواتهم التجارية في أصول غالية، وشملت مشترياتهم الأخيرة يخوتاً وفيلات فخمة على شاطئ نخلة جميرا في دبي، وذلك حسب ما قاله بعض الأشخاص. وقال شمخاني في رسالة بالبريد الإلكتروني، إنه لا يملك فيلا هناك. وقد كانت هناك بعض العقبات التي واجهت شمخاني في رحلته.
في منتصف السنة الماضية، لم يقم العديد من العملاء الكبار بسداد مستحقات بعض الشركات مقابل الشحنات في الوقت المناسب، وذلك حسب ما قاله أشخاص مطلعون على الأمر. وتزامنت تلك المشاكل مع حملة من وزارة الخزانة الأمريكية لتشديد العقوبات على النفط الروسي. وقالوا إن البنوك بدأت أيضًا طرح المزيد من الأسئلة وسط حملة وزارة الخزانة، مما أدى إلى تعقيد التحويلات المالية.
وفي وقت سابق من السنة الحالية، قامت شركة ميلافوس بالاستغناء عن عشرات الموظفين بشكل مفاجئ، وفقًا لما ذكره أكثر من عشرة أشخاص. ورغم من هذه الانتكاسات، قال الأشخاص إن شركة ميلافوس في وضع أقوى – نظرًا لعلاقاتها التجارية – مقارنة ببعض المنافسين الذين أفلسوا في الأشهر الأخيرة وسط تشديد العقوبات. ونتيجة لذلك، فهي قادرة على الاستمرار في بيع النفط، بما في ذلك من إيران وروسيا، حسب عدد من الأشخاص.
قال الهاشمي، العضو المنتدب لشركة ميلافوس، إن طلب بلومبرغ للتعليق “تضمن العديد من المزاعم والتصريحات حول مجموعة ميلافوس وكلها خاطئة من الناحية الواقعية وغير صحيحة قانونيًا ونحن نرفضها بموجب هذا رفضًا تامًا”.
قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إن العقوبات الواسعة التي تفرضها واشنطن على إيران لا تزال سارية وأن الإدارة الأمريكية تواصل زيادة الضغط. ووفقًا للعديد من الأشخاص المطلعين، فإن وزارة الخزانة الأمريكية قد تجد في بعض الأحيان أن استهداف الناقلات أكثر فعالية من استهداف الأفراد بسبب التغييرات المتكررة في الملكية.
في أوائل نيسان/أبريل، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ما يقارب 12 سفينة ضمن شبكة شمخاني دون الإعلان عن ارتباطها به، وذلك حسب ما قاله بعض الأشخاص. وقالوا إنه على الرغم من ذلك، فإن هناك أكثر من 60 سفينة تابعة له فعليًا لا تزال غير خاضعة للعقوبات. وقد رفضت وزارة الخزانة الأمريكية التعليق. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي: “تماشياً مع سياسة وزارة العدل، لا يمكننا تأكيد أو نفي إجراء تحقيقات محددة”.
في رده على الأسئلة، قال مسؤول إماراتي في بيان تم إرساله عبر البريد الإلكتروني إن الدولة ملتزمة بمسؤولياتها في حماية نزاهة النظام المالي العالمي. وقال هذا المسؤول: “تلتزم الإمارات العربية المتحدة التزامًا صارمًا بعقوبات الأمم المتحدة ولديها إجراءات واضحة وقوية للتعامل مع الكيانات الخاضعة للعقوبات، وهو ما مارسناه ضد عدد من الشركات”. وأضاف: “سنواصل التعامل مع هذه المسؤوليات بجدية بالغة وسنظل في حوار وثيق في هذا الصدد مع شركائنا الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية”.
حتى مع مواجهة ميلافوس لبعض التحديات، يتطلع شمخاني إلى تعزيز الشركات الأخرى داخل شبكته، مما يسمح له بالحفاظ على تدفق النفط الإيراني والروسي عبر شبكة شركاته المترابطة، وذلك حسب ما قاله بعض الأشخاص. وقالت زييمبا: “من المرجح أن تستمر لعبة القط والفأر”. وأضافت إن إيقاف كبار تجار النفط من الدول الخاضعة للعقوبات أمر ممكن، لكن هذا يعني القضاء على الشبكة بأكملها، وهذا بدوره “قد يكون له تأثير مضاعف يمتد عبر السوق الأوسع”.
المصدر: بلومبيرغ