بدأت تتصاعد أعداد الجثث المختطفة لشهداء مسيرات العودة الكبرى بغزة، من خلال اقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي مخيمات العودة ومناطق المظاهرات بعد السياج الفاصل لمدينة غزة، وذلك لاختطافهم بعد إطلاق النار عليهم، فضلاً وجود عدد آخر من الأسرى والجرحى المختطفين خلال مشاركتهم بهذه المسيرات.
كان الشهيد رمزي النجار من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة أول من اُختطف بعد أن قُنص برصاصة متفجرة برأسه ارتقى على إثرها شهيدًا، كونه من المطلوبين لدولة الاحتلال بصفته أحد أبطال وحدة الكاوتشوك (إطارات السيارات المحترقة) التي قامت بحماية المتظاهرين عن طريق حجب رؤية قناصة الاحتلال عنهم بواسطة الدخان الكثيف الذي يتصاعد منه بعد اشتعاله.
والشهيد رمزي ابن عم الشهيدة والمسعفة رزان النجار التي أشعلت الرأي العام الدولي باستشهادها، وسميت على إثرها (ملاك الرحمة).
وعلى الرغم من كون أعمال وحدة الكاوتشوك من الوسائل السلمية للفلسطينيين، فإن جيش الاحتلال استخدم معهم الأسلحة الفتاكة بأنواعها، مثل الطائرات المسيرة التي تلقي قنابل متفجرة ذات شظايا القاتلة، وكذلك الغازات السامة والجديدة على ساحة الجرائم الإسرائيلية مثل الغاز الأخضر وغاز الأعصاب، إضافة إلى الرصاصة المتفجرة والانشطارية التي عدتها محكمة الجنايات الدولية جريمة حرب، ودعت إلى عدم استعمالها بموجب اتفاق روما.
كان الشهيد خالد عبد العال من مدينة رفح جنوب قطاع غزة من الشهداء الآخرين الذين اُختطفت جثامينهم من جنود الاحتلال
ومن الجدير بالذكر أن عائلة رمزي النجار احتوت في بيتها الصغير عزاء الشهيدة رزان، وجاء خبر استشهاده واختطاف جثمانه بعد رحيل رزان بـ24 ساعة فقط، ليكون بيت عزاء مشترك لاثنين من السلميين الذين راحوا ضحية بطش الاحتلال الإسرائيلي.
وكان الشهيد خالد عبد العال من مدينة رفح جنوب قطاع غزة من الشهداء الآخرين الذين اُختطفت جثامينهم من جنود الاحتلال، رفقة ثلاثة آخرين من رفاقه الذين ما زالوا على قيد الحياة حسب ادعاء الاحتلال الذي يُخفي آثارهم والمشكك بروايته بمصير هؤلاء المختطفين، حيث تم اختطافهم لحظة ممارسة رياضة كرة القدم على الحدود الشرقية لمدينة رفح.
وقال أبو محمد عبد العال والد الشهيد خالد لـ”نون بوست” إن نجله استشهد بأول نزهة له خارج بيته رفقة ثلاثة من زملائه، بعد انتهائه من تقديم اختبارات الثانوية العامة، حيث كان ينتظر نتيجتها بكل شغف، إلا أن جيش الاحتلال سرق فرحته قبل صدور موعد النتائج بـ48 ساعة.
وأوضح أبو محمد بأنه لم يعرف أين أصابت الرصاصة نجله، ولا كيف تم اغتياله، حيث تم إخفاء هذه التفاصيل كلها عن عائلته من جيش الاحتلال، فكل ما يعرفه بأنه بعد يوم كامل من هذه الحادثة، أبلغته اللجنة الدولية للصليب الأحمر برسالة من الاحتلال بأن نجله فارق الحياة، لتدخل أسرته وبلدته في رحلة من الأسى والحزن في ظل عدم تسليم جثمانه لذويه حتى الآن، فيما لا يزال زملاؤه مجهولي المصير.
أعداد الشهداء المختطفة جثامينهم وصلت إلى ثمانية أشخاص بحسب إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما لا يزال ستة أشخاص مجهولي المصير
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سهير زقوت لـ”نون بوست” إن اللجنة لا تتوفر لديها أي معلومات عن عدد الشهداء المختطفة جثامينهم، سوى من أعلنت سلطات الاحتلال أنهم أُعدموا، مشيرة إلى أن اللجنة على تواصل مستمر مع العائلات المختطفة أبنائها وسلطات الاحتلال لعودتهم لذويهم أو لمعرفة مصيرهم أو لتسليم جثمان الشهداء على الأقل.
وانطلقت مسيرات العودة الكبرى في الـ30 من مارس لهذا العام وبالتزامن مع الذكرى الـ42 ليوم الأرض، مرورًا بالذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية ونقل سفارة الأمريكان لمدينة القدس المحتلة، وصولاً لذكرى النكسة الحادية والخمسين، ووصل عدد شهداء المسيرات حتى الآن إلى 140 شهيدًا، وأكثر من 15 ألف جريح، منهم أكثر من 70 حالة تعرضت لبتر في الأطراف والموت السريري والتشنج المستمر.
أعداد الشهداء المختطفة جثامينهم وصلت إلى ثمانية أشخاص بحسب إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما لا يزال ستة أشخاص مجهولي المصير.