سواء كانت هذه اللقطات تلقائية أو معدة من قبل أمريكيين، سواء أألتقطت لغاية التوثيق أو لغاية إهانة العرب والعراقيين، سواء كان المشاهد محبًا لصدام حسين أو معاديًا له، تبقى هذه اللقطات من أقسى اللحظات وأسود الأيام التي عاشتها بغداد:
وإذ كان العشرات “يهتفون بالروح بالدم نفديك يا صدام” في ظهيرة يوم 9 أبريل/ نيسان من سنة 2003 عندما قرر صدام حسين استعراض قوته والتجول في شوارع بغداد وسط العامة.. اختفى أولئك المهللون وغابت قوة صدام وتجول الجنود الأمريكيون وسط العاصمة ومعهم عشرات يحتفلون ويرقصون بسقوط تمثال صدام:
https://www.youtube.com/watch?v=U0S8AQ1IYyE
وفي كتابه “قصة سقوط بغداد” يقول الإعلامي أحمد منصور: “مثلي مثل كثير من المتابعين للأحداث، فوجئت بالسقوط السريع للعاصمة العراقية بغداد”، ثم يمضي في تحليل أسباب سقوط العاصمة فينقل تصريحًا لأحد الجنرالات وهو يتحدث عن نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أيام الحرب “قصي صدام حسين” الذي كان حديث العهد بالخبرة العسكرية.
ويقول الجنرال إن قرارات قصي امتازت بالتخبط الشديد، وتسببت في إرهاق القوات في التنقل هنا وهناك، مما جعل القوات العراقية هدفًا سهلاً للغزاة الأمريكيين، قائلا: “لم نكن نستقر في موقع ونتمترس فيه إلا وتأتينا الأوامر بالتحرك لموقع آخر، مما جعلنا هدفًا سهلاً للقوات الأمريكية، وأذكر أنني في لحظة واحدة فقدت أربعة وعشرين دبابة من أفضل الدبابات عندي مع أطقمها بسبب إصرار القائد الأعلى على أن أتحرك بقواتي وأجعلها هدفًا مكشوفًا للقوات الأمريكية، فوقفت أبكي مثل الأطفال من هول ما رأيت، كما أنّ كل اتصالاتنا انقطعت مع قيادتنا، ولم نكن نعرف أي هدف نضرب، أو إلى أي مكان نتجه”.
وإذ كان يوم سقوط بغداد يومًا أسودًا فإنه لم يكن آخر الأيام السوداء، إذ عاشت العراق منذ ذاك 11 سنة مليئة بالدم والقتل على أيدي الأمريكان وحلفائهم وعلى أيدي الميليشيات الشيعية والسنية وعلى أيدي عصابات السياسة والسلاح والمخدرات والآثار، وحتى تجار البشر.
وفي هذه الذكرى، اقتحم طلاب بجامعة تكريت شمالي العراق الحرم الجامعي إثر منعهم من الدخول لإحياء ذكرى “سقوط بغداد” بسبب ارتدائهم ملابس سوداء وبعد دخولهم هتف الطلاب “بالروح بالدم نفديك يا بغداد”.
وفي حديث لوكالة الأناضول، قال أحد الطلاب، ويدعى محمد يوسف إن “تكريت حزينة في ذكرى احتلال بغداد، وهو يوم أسود عندما قتل وهاجر الآلاف من العراقيين بسبب الحرب التي شنت علينا”.
وفي نفس اليوم، قتل 14 شخصًا وأصيب 48 آخرون في خمسة انفجارات هزت العاصمة بغداد، وهي حادثة باتت معهودة لدى العراقيين عامة ولدى أهل بغداد خاصة، إذ يشهد العراق مؤخرًا تصعيدًا في عدد التفجيرات التي تستخدم فيها سيارات مفخخة أو عبوات ناسفة، بالإضافة إلى عمليات الاغتيال التي تطال الجميع ولا تستثني أحدًا دون أن تعلن أية جهة مسؤوليتها عنها.
وعلى تويتر كتب المغردون:
11 عام على سقوط بغداد .. هي لم تسقط وانما .. pic.twitter.com/4kJrX3lpkC
— Rana Al- (@Rana_RHB) April 9, 2014
#ليلة_سقوط_بغداد اول شعور ليا بمرارة هزيمة فقدان الأرض
يومها قولت انى ماشوفتش هزيمة 67 لكن عرفت احساسها انهاردة و ذقت مرارتها
— الأمر لله (@enghsael) April 9, 2014
العواصم لا تسقط .. بل البشر #عاشت_بغداد
— أحمد عاشور | Ashour (@ashour) April 9, 2014