حذرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في افتتاحيتها من تحول “العقيدة النووية” للهند، مع الوعود الانتخابية التي تطلقها الأحزاب في الانتخابات الوطنية التي تجري على قدم وساق.
ومن بين الأحزاب الأوفر حظًا لرئاسة الحكومة المقبلة في الهند حزب بهاراتيا جاناتا (بي جيه بي)، والذي وعد في برنامجه الانتخابي بـ”مراجعة وتحديث” العقيدة النووية للبلاد.
وقالت الصحيفة إن أحدًا من قيادات الحزب أو الأحزاب المتحالفة معه أوضح ما يعنيه “تحديث العقيدة النووية”، إلا أن تقارير إخبارية قالت إن الحزب القومي الهندوسي “بهاراتيا جاناتا” لايفكر فقط في إعادة النظر في سياسة الهند النووية التي تعتمد ضبط النفس وتقول “لن نستخدم السلاح أولاً”، وإنما يفكر في التخلي عن تلك السياسة بشكل كامل.
وحذرت الصحيفة من أن عدم وضوح نوايا الحزب تلقي بالمزيد من القلق على منطقة غير مستقرة بالأساس، وأنه في حالة فوز “ناريندرا مودي” المرشح لرئاسة الوزراء في حزب (بي جيه بي) فإن التوترات قد تتفاقم مع بلدان مثل الصين التي تلتزم بهذه السياسة، أو مع باكستان التي لا تعلن التزامها بها.
شبه القارة الهندية تعج بالأزمات، الهند وباكستان خاضتا ثلاث حروب منذ 1947، الأزمة الكشميرية تقف دون حل بين البلدين، ووجود القاعدة وطالبان على الحدود الباكستانية الأفغانية يجعل أي تحولات في السياسة النووية أمر خطير للغاية.
الهند وباكستان لدى كل منهما أكثر من 100 قطعة سلاح نووي، في الواقع باكستان لديها الترسانة النووية الأسرع نموًا في العالم ومؤخرًا أضافت إليها أسلحة نووية قصيرة المدى يقول الخبراء إنها قد تُستخدم بالفعل في أي معركة مقبلة، هذا تهديد قائم بالنسبة للهند، لكن الهند بسلاحها التقليدي تتفوق بشكل ضخم على باكستان وتكفي للرد على التهديدات الباكستانية.
الحكومة الهندية الحالية دعت قبل أيام إلى مبادرة عالمية لتفعيل مبدأ “عدم إطلاق السلاح أولاً”، لكن أيًا كان الفائز في الانتخابات – تقول الصحيفة – فإن الوضع قد يتغير، وتنصح الصحيفة الأطراف المختلفة في الهند بتحسين العلاقات مع باكستان والبدء في مبادرة للحد من الأسلحة للوصول إلى حالة من التوازن في الشرق.