يمكن القول إن حسم الأمر عسكريًا في ليبيا لم يعد مطروحًا نهائيًا، خاصة بعد اجتماع روما في الـ9 من يوليو/تموز المنصرم، رغم وجود محاولات لأنصار حفتر مؤخرًا بهدف الالتفاف على العاصمة طرابلس عبر إيجاد موطئ قدم لهم غرب ليبيا وجنوب تونس.
فشل حفتر الذريع بالغرب الليبي
رغم عمليات التجسس التي قامت بها عناصر من قوات الكرامة التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر في الجهة الغربية (بجوار قاعدة الوطية العسكرية) وبالقرب من محافظتي تطاوين ومدنين الحدوديتين بالجانب التونسي، فإن تلك المهام لم تثمر تهديدات جدية للالتفاف على العاصمة طرابلس وإسقاطها بيد اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومواليه.
هذا الخيار العسكري الذي طالما هدد به حفتر العاصمة الليبية وحاول وناور من أجله، بات صعب المنال، بل ومستحيلاً لا سيما أن الموالين لعملية الكرامة أصبحوا محاطين بالفشل من كل جانب، حتى درنة بأقصى الشرق التي أعلن حفتر بنفسه تحريرها من الإرهاب، لم تخضع بأكملها رغم أعمال القتل والتشريد ناهيك عن سرقات وحرق وهدم نقلها شهود عيان.
رغم عمليات التجسس التي قامت بها عناصر من قوات الكرامة التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر في الجهة الغربية (بجوار قاعدة الوطية العسكرية) وبالقرب من محافظتي تطاوين ومدنين الحدوديتين بالجانب التونسي فإنها لم تثمر تهديدات جدية للالتفاف على العاصمة طرابلس وإسقاطها بيد اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومواليه
إلى ذلك تضاف محاولات حثيثة قامت بها عناصر تابعة لحفتر من أجل خطب ودّ أهالي مدن تيجي وجادو بجبل نفوسة المحاذي لمحافظة تطاوين التونسية، ومدن أخرى في الغرب الليبي مما أحبط عزائم مواليي الكرامة.
ومع دخول الولايات مع أطراف الحل الليبي لا سيما في الاجتماع الأخير بروما الذي بدت فيه أكثر حماسة من ذي قبل خاصة مع تعيين موفد لها وكذلك مع غياب الطرف الليبي في الاجتماع؛ منذ الاجتماع الحاسم الذي جاء كرد على اجتماع باريس، عيّن دونالد ترمب مبعوثة خاصة لليبيا هي ستيفاني وليامز تحت مسمى نائبة المبعوث الأممي، فيبدو أن أمريكا تنزل بقوة في ليبيا.
دخول أمريكا أخيرًا بهذا المستوى له مؤشرات عدة، ففي ظرف أسبوع لم تترك هذه السيدة مسؤول ليبي فاعلاً، سياسيًا أواقتصاديًا، إلا واجتمعت به وكأنها تقول “توحدوا يا فرقاء”.
مصادر أكدت الأسبوع الماضي أن شقًا من شقوق النظام الليبي السابق باتوا يدعمون عمليًا توحيد المؤسسة العسكرية بشرط تنحي اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي ظل يعرقل توحد الجيش في جيش وطني للدولة
إذًا تبدو الآمال أكثر حظًا على الطاولة التفاوضية منها على الأرض الساخنة عسكريًا، فهذا الأمر باتت تناصره حتى الجماعات السياسية الموالية للنظام السابق، لكن بشرط تنحي حفتر.
حفتر يعرقل الحل العسكري والسياسي
دون الخوض في الصراعات داخل الحلف الواحد الذي يرأسه خليفة حفتر، فإن مصادر مطلعة أكدت الأسبوع الماضي أن شقًا من شقوق النظام الليبي السابق باتوا يدعمون عمليًا توحيد المؤسسة العسكرية بشرط تنحي اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي ظل يعرقل توحد الجيش في جيش وطني للدولة.
هذه الرؤى الجديدة غير المألوفة المتعلقة باشتراط تنحي حفتر قد تكون مرتبطة بالإعداد للموعد الانتخابي القادم بشقيه الرئاسي والتشريعي الذي حدده اجتماع روما في النصف الأول من عام 2019، وهو الموعد الذي يحسب له الجميع كل حساب بما فيهم التيارات الثورية أو الفبرايريون.
استعدادات تيارات فبراير للانتخابات
لا شك أن العديد من الائتلافات السياسية المحسوبة على تيار فبراير الثوري بجناحيها الإسلامي والليبرالي، انطلقت عمليًا في تنفيذ برامجها الاستقطابية والتدريبية سياسيًا ولوجستيًا من أجل الاستحقاق الانتخابي المقبل.
تؤكد المعطيات أن الدول الغربية لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وبريطانيا ستدعم رئيس المجلس الرئاسي في طرابلس فائز السراج حتى إنجاح الاستحقاق الانتخابي
ومن ضمن تلك التكتلات حسب معلومات تسربت مؤخرًا، نذكر التكتل الوطني الديمقراطي بقيادة الدكتور علي الصلابي الذي ستنطلق خطواته بداية من سبتمبر/أيلول المقبل.
نفس الخطوة بدأ ينتهجها الليبراليون سواء تحالف القوى الوطنية الذي يقوده محمود جبريل أم تجمع الوطنيين الأحرار الذي يترأسه عمرالحاسي رئيس الوزراء الأسبق في طرابلس، وقد تحركت تلك القيادات السياسية على المستويين الداخلي والخارجي في تحضيرات ما قبل الانتخابات.
وفي انتظار هذا الموعد الكبير والمحطة المهمة في تاريخ ليبيا الجديد، تؤكد المعطيات أن الدول الغربية لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وبريطانيا ستدعم رئيس المجلس الرئاسي في طرابلس فائز السراج حتى إنجاح الاستحقاق الانتخابي الرئاسي القادم.