بعد أن انتهت روسيا من بسط نفوذها بالكامل على جمهورية القرم، ولم يتبق سوى بعض الإجراءات الإدارية حتى تصبح ولاية روسية، أصبحت الخطوة المقبلة للجيش الروسي والتي يتوقعها معظم المحللين هي تقدم الجيش الروسي داخل الأراضي الأوكرانية وضم أجزاء منها إلى روسيا.
وإذ أعربت أوكرانيا وعدد من الدول الغربية الداعمة لها عن مخاوفها من تحرك عسكري روسي شرق أوكرانيا، لم يبد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يوحي بعكس ذلك، وإنما تثبت تصرفاته عن وجود مطامع روسية في السيطرة على جزء من أوكرانيا وفي تركيع الجزء الآخر.
الموالون لروسيا:
قام في الأيام القليلة الماضية مواطنون أوكرانيون موالون لروسيا باقتحام عدد من المباني الحكومية الأوكرانية شرق البلاد ورفع الأعلام الروسية فوقها وإقامة حواجز أمامها والتهديد باستخدام السلاح في حال محاولة إخراجهم بالقوة من هناك.
وهي خطوة شبيهة بالخطوة التي قام بها موالو روسيا في جمهورية القرم قبيل ضمها إلى روسيا، إذا قاموا بالسيطرة على عدد من المباني الحكومية ثم قاموا بتحصينها بمسلحين تبين لاحقًا أنهم من الجيش الروسي.
الجيش الروسي على الحدود:
تقدر السلطات الأوكرانية عدد القوات الروسية المتمركزة على الحدود المشتركة مع روسيا بحوالي 30 أو 40 ألف، ورغم إدعاء السلطات الروسية بأنها أمرت بسحب هذه القوات، فإن السلطات الأوكرانية وحلف الناتو يؤكدون استمرار تواجد هذه القوات كما يؤكدون أنها على أهبة الاستعداد للدخول إلى أوكرانيا في أي لحظة.
الغاز الروسي:
اليوم – الخميس – هدد الرئيس فلاديمير بوتين أن شركة الغاز المملوكة للدولة الروسية (غازبروم) يمكن أن تطلب من أوكرانيا دفع ثمن الغاز مقدمًا، وقال بوتين: “بالنظر إلى الوضع المعقد في أوكرانيا، ولأن المحادثات مع الإتحاد الأوروبي لم تنته بعد، سأطلب من غازبروم والحكومة الاستناد إلى هذا الاحتمال المبنثق من العقد حتى مشاورات إضافية”.
مع العلم أن غازبروم ألغت الأسبوع الماضي جميع التخفيضات على الغاز لأوكرانيا التي يتوجب عليها الآن دفع أربعمائة وخمسة وثمانين دولار لكل عشرة آلاف متر مكعب مما يعني رفع أسعار الغاز بواقع سبعين في المائة، وهو ما اعتبرته كييف بمثابة عدوان اقتصادي.