خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، التقى رئيس الوزراء التونسي “مهدي جمعة” بالرئيس الأمريكي” باراك أوباما” في البيت الأبيض، وعلى هامش اللقاء التقى جمعة وأوباما بعدد من الطلاب التونسيين المقيمين في أمريكا والتقط معهم صورة تذكارية نشرت لاحقًا على الصفحة الرسمية للسفارة الأمريكية في تونس.
الغريب في تعليقات التونسيين المتابعين لصفحة السفارة الأمريكية على هذه الصورة هو أنهم تجاهلوا مضمون اللقاء وركزوا فقط على وجود 4 طالبات محجبات في الصورة، مدعين أن حضورهن كان بسبب ميول إسلامية لرئيس الوزراء أو بسبب تزكيتهم من قبل حركة النهضة أو بسبب تعاون رئيس الوزراء التونسي مع حركة النهضة أو بسبب دعم الرئيس الأمريكي لحركة النهضة.
وأما رد السفارة الأمريكية على هذه التعليقات فكان بأن “هؤلاء الطلاب هم أكثر الطلاب تفوقًا في معهد توماس جيفرسون وأن اختيارهم تم حسب نتائجهم الدراسية، إذ أن كل الطلاب الحاضرين في هذا اللقاء حصلوا على علامات تفوق الـ3.5 من أصل 4″، وأن “لا علاقة للانتماء السياسي في عملية اختيار هؤلاء الطلاب”.
وتعكس هذه الحادثة البسيطة مدى خطورة الاستقطاب السياسي الذي عاشته تونس في الفترة الماضية، فرغم أن الحجاب ليس حكرًا ولا شرطاً على المنتمين لحركة النهضة، فإن المنتمين للتيارات الحداثية باتوا يصنفون كل مرتدية للحجاب على أنها من حركة النهضة وكذلك كل ملتحي، بل وأحيانا كل مقيم للشعائر الدينية.
ويذكر أن نظام زين العابدين بن علي قد استثمر بشكل كبير في هذا الاتجاه، حتى أن إحدى السجينات السياسيات في عهده روت بعد الثورة أنها عندما توجهت إلى إحدى أكبر المؤسسات المدنية المهتمة بحقوق المرأة (جمعية النساء الديمقراطيات) لمطالبتها بالدفاع عنها، كان الرد بأن الجمعية لن تدافع عنها إلا بعد خلعها للحجاب.