رحّل الأمن العام اللبناني إلى القاهرة معارضين مصريين بعدما أوقفهما لمدة خمسة أيام، رغم صدور حكم إعدام بحق أحدهما من ضمن الـ 529 حكمًا التي صدرت أخيرًا عن القضاء المصري بحق معارضين للانقلاب ومنتمين إلى جماعة “الإخوان المسلمين”.
فقد رحلت السلطات اللبنانية الإعلامي “مسعد البربري” والذي يُقيم في لبنان بموجب إقامة رسمية، حيث كان في المطار لاستقبال المحامي المصري “جمال مختار” الآتي من مصر للمشاركة في برنامج على إحدى الفضائيات التي تُبث من لبنان.
وفور وصول مختار تم توقيفه من قبل الأمن العام اللبناني بسبب وجود مشكلة في جواز سفره، وسارع الأمن العام – بحسب مصادر في الجماعة الإسلامية اللبنانية (التنظيم اللبناني للإخوان المسلمين) – إلى توقيف البربري رغم أن لا مشكلة في جوازه.
وبعد خمسة أيام من الاعتقال ومنع الزيارات عنهم، تم ترحيل الرجلين إلى القاهرة، وتُضيف المصادر أن الأمن العام وعد بترحيلهما إلى السودان بدلاً من مصر، لكن اتصالات اللحظة الأخيرة من السفير المصري في لبنان أشرف حمدي أدت إلى ترحيلهما إلى مصر.
مصدر أمني لبناني أوضح انه تم توقيف العشري والبربري في 3 ابريل الجاري وترحيلهما جاء “بناء علي اتفاقيات امنيه موقعه بين مصر ولبنان، وعلي طلب السلطات المصريه”، مضيفا ان “القاهره طلبت تسلمهما لانهما مطلوبان للقضاء المصري”.
ولفت الي ان “لبنان ليس بلدا للجوء السياسي، ولا يمكنه مخالفه الاتفاقيات الامنيه الموقعه مع الدول”.
وبحسب مصادر إعلامية فإن البربري يواجه حكم إعدام صادر بحقه من قبل السلطات في مصر، كما يُحاكم فيما يُعرف بملف “إدارة اعتصام رابعة”.
هذه ليست أول مرة تقوم فيها السلطات اللبنانية بالتعاون مع الأنظمة القمعية بعد الربيع العربي، فقد سلمت الحكومة اللبنانية خلال العام الأول من الثورة السورية عشرات النشطاء إلى النظام السوري، رغم الاعتقاد الجازم بأن مصيرهم لن يكون مختلفًا عن الآلاف الذين قتلهم النظام السوري.
لكن هناك الكثير من الأسئلة التي تطرح نفسها لا سيما حول ولاءات السلطات اللبنانية.
خلال الأشهر القليلة الماضية أعلنت السعودية عن دعمها الجيش اللبناني بثلاث مليارات دولار، فرح بها كثيرًا الرئيس اللبناني ميشيل سليمان.
سليمان قال في كلمة متلفزة من القصر الجمهوري شرق العاصمة بيروت: “يسرني أن أبلغ الشعب اللبناني أن العاهل السعودي سيقدم مساعدة بمقدار 3 مليارات دولار مخصصة لتقوية قدرات الجيش، وتسمح له بالحصول على أسلحة جديدة وحديثة”، مضيفًا أن المساعدات ستسمح بتسليح الجيش من قبل الجانب الفرنسي.
المساعدات السعودية للبنانيين أتت بهدف واضح وهو التأثير على قوة حزب الله ومحاولة التأثير في المعادلة السورية، إلا أن المال النفطي قد يكون له منافعه الجانبية أيضًا. اللبنانيون بين المطرقة والسندان، مطرقة النظام السوري وحلفائه في الداخل اللبناني، وسندان العائلة السعودية والمال الخليجي، ومع غياب أي قوة ناعمة لمعارضي الانقلاب في مصر، يبدو ميزان القوة راجحًا في الرياض فقط.