تمكنت قوات النظام السوري والميليشيات التابعة له من بسط سيطرتها على العديد من المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة في كل من الغوطة الشرقية وريف دمشق الجنوبي بالإضافة إلى القلمون الشرقي وريف حمص الشمالي، باتفاقات التسوية التي أجراها الجانب الروسي مع المعارضة المسلحة ولحق بهما تباعًا الجنوب السوري المتكون من درعا وريف القنيطرة، وذلك عبر مصالحات أجرتها فصائل تتبع للمعارضة، ومنها فصيل شباب السنة بقيادة أحمد العودة الذي كان له دور رئيسي في سقوط الريف الشرقي من درعا، فيما خضعت بعض المناطق لمفاوضات منفردة أجراها الجانب الروسي حليف النظام مع قوات المعارضة المسلحة.
وكانت جل تلك الاتفاقات تتضمن العديد من البنود التي بقيت حبرًا على ورق، ومن أبرزها تسوية أوضاع المدنيين ومن يرغب في البقاء من العسكريين، إلا أن قوات النظام السوري خرقت هذه الاتفاقات بعد أسابيع من سيطرتها على المدن والبلدات التي كانت تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة، وعلى الرغم من الضمانات الروسية التي قدمتها للمعارضة في حال الموافقة على الاتفاق، تجري هذه الخروقات على مرأى الشرطة العسكرية الروسية التي تسلمت المناطق بعد خروج المعارضة منها.
حملة اعتقالات تطال ريف درعا بعد اتفاق التسوية
حملة اعتقالات يشنها النظام في ريف درعا
شنت قوات النظام وميليشياته خلال الأيام القليلة الماضية حملة اعتقالات طالت عشرات الأشخاص من المدنيين في بلدة اللجاة في الريف الشرقي لدرعا، واعتقلت قوات النظام العسكرية والأمنية في حملتها الأولى ما يقارب 90 شخصًا، وذكرت مصادر مطلعة أن قوات النمر والمخابرات الجوية هي من داهمت المنطقة واعتقلت الأشخاص.
من جانبه المرصد السوري لحقوق الإنسان قال: “رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلة قوات النظام عمليات تفتيش ومداهمة لمنازل مواطنين في قرى منطقة اللجاة الواقعة في القطاع الشمالي الشرقي من ريف درعا”.
استهدفت قوات النظام مخيم معريا في ريف درعا بحملة اعتقالات موسعة يوم الجمعة 3 من أغسطس/آب الجاري
فيما اعتقلت قوات النظام العسكرية والأمنية خلال مداهماتها منازل المدنيين المزيد من المواطنين، حيث وصل عدد الذين اعتقلتهم ما يقارب 370 مدنيًا خلال الـ3 أيام الماضية، بذريعة البحث عن عناصر ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، فيما حاول بعض القياديين في المنطقة الذين خضعوا للاتفاق مع الجانب الروسي الاجتماع من جديد مع الضباط الروس لإعادة النظر في خروقات النظام التي يقوم بها في الجنوب، يذكر أن منطقة اللجاة من أوائل المدن التي خضعت للتسوية خلال المصالحات التي أجراها الجانب الروسي مع المعارضة.
كما شنت قوات النظام والميليشيا التابعة له حملة اعتقالات استهدفت عددًا من القرى والبلدات في أرياف درعا، حيث داهمت قوات النظام منازل المدنيين في 30 من يوليو/تموز الماضي في بلدة إنخل بعد إغلاق مداخل المدينة ومخارجها، واعتقلت قوات النظام على إثرها 15 شخصًا، فيما أنذرت السكان لتسليم كل السيارات المخالفة التي لا يوجد لها سجل لدى وزارة النقل التابعة للنظام.
واستهدفت قوات النظام مخيم معريا في ريف درعا بحملة اعتقالات موسعة يوم الجمعة 3 من أغسطس/آب الحاليّ، حيث طالت عشرات المدنيين واعتقلت قوات النظام على إثرها 27 شخصًا مع اختلاف قراهم في ريف درعا، وتقوم قوات النظام بحملات الاعتقالات ضاربة بالتعهدات والاتفاقات التي جرت مع المعارضة عرض الحائط.
القيادي في الجبهة الجنوبية سابقًا ياسر طويرش
وفي السياق اغتال مسلحون مجهولون الأحد 29 من يوليو/تموز ياسر الطويرش قائد اللواء الأول مهام خاصة، ويعد قائدًا ميدانيًا في أحد فصائل الجبهة الجنوبية في مدينة إنخل بريف درعا الشمالي، وذلك على باب منزله في مدينة إنخل، واتهم ناشطون قوات النظام باغتيال الطويرش وأن هذه الاغتيالات من الممكن أن تستهدف العديد من القياديين الذين تصالحوا مع قوات النظام، نظرًا لخلفياتهم السابقة.
حملة اعتقالات في الغوطة الشرقية للتجنيد الإجباري في صفوف قوات النظام
حملة اعتقالات تشنها قوات النظام في الغوطة الشرقية
شنت قوات النظام أمس السبت 4 من أغسطس/آب حملة اعتقال موسعة في مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث خرقت قوات النظام الهدنة الموقعة بين حليفها الروسي وقوات المعارضة قبيل سيطرة قوات النظام على المدينة، واعتقلت على إثر هذه الحملة 300 شاب من المدينة بغية سحبهم إلى الخدمة الإلزامية في جيش النظام السوري.
فيما عمدت قوات النظام إلى شن حملة مداهمات واسعة في مدينة مسرابا في الغوطة الشرقية، حيث اعتقلت العشرات من المدنيين وسط حالة ذعر تعم المدينة، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: “شنت قوات النظام عمليات تفتيش ومداهمة واسعة داخل بلدة مسرابا الواقعة في غوطة دمشق الشرقية، حيث جرى إغلاق الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى البلدة، وانتشرت قوات النظام داخل البلدة”، وخلال هذه المداهمة فتشت قوات النظام المحال التجارية والمنازل والمزارع في مدينة مسرابا.
الاتفاق الذي أجرته قوات المعارضة المسلحة مع حليف النظام روسيا يقضي بإمهال المدنيين الذين يرغبون بالتسوية مدة 6 أشهر قبل السوق للخدمة الإلزامية
وفي السياق استهدفت حملة الاعتقالات التي شنها النظام على الغوطة الشرقية كلًا من قطاع المرج والشيفونية وعدد من البلدات المحيطة، اعتقلت على إثرها عشرات الشبان لزجهم في معاركها حسب ناشطين من الغوطة الشرقية، وسيخضع الشبان الذين اعتقلوا لدورة تدريبية مدتها 20 يومًا، لزجهم لاحقًا في معارك مرتقبة في محافظة السويداء ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
ويذكر أن الاتفاق الذي أجرته قوات المعارضة المسلحة مع حليف النظام روسيا يقضي بإمهال المدنيين الذين يرغبون بالتسوية مدة 6 أشهر قبل السوق للخدمة الإلزامية، حيث عقد الاتفاق قبل 3 أشهر، وتعد هذه الحملات التي تقوم بها قوات النظام خرقًا لبنود الاتفاق.
قوات النظام قتلت الطبيب معتز حتيتاني بعد لجوئه إلى مراكز الإيواء
ومن جانب آخر ذكرت مصادر خاصة لشبكة ممارسات الأسد في المناطق المهجرة خبر تصفية العميد الطبيب معتز حتيتاني (60 عامًا) من بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، وشغل العميد منصب عضو في المجلس العسكري لدمشق وريفها بالإضافة لكونه أحد الكوادر الطبية الفاعلة في الغوطة الشرقية.
اعتقلت قوات النظام عددًا من المدنيين الذين عادوا من الشمال السوري إلى منازلهم في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بعد استدراجهم من النظام بعد تعهده بعدم مساسهم في حال عودتهم
وقد غادر العميد الغوطة الشرقية نحو مراكز الإيواء التي أقامتها قوات النظام داخل العاصمة دمشق، خلال الهجمة الشرسة التي قامت بها قوات النظام على الغوطة، وخلال تلك الهجمة توجه آلاف المدنيين إلى مراكز الإيواء في دمشق، ويبقى مصير العديد من المدنيين مجهولًا، فيما اعتقلت مخابرات النظام الجوية العديد من المشتبه فيهم، وسوق الشبان للخدمة الإلزامية بعد منعهم من العودة إلى مناطقهم.
كما اعتقلت قوات النظام عددًا من المدنيين الذين عادوا من الشمال السوري إلى منازلهم في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بعد استدراجهم من النظام بعد تعهده بعدم مساسهم في حال عودتهم، فيما رفضت لجان التسوية التابعة لقوات النظام تسوية أوضاع 500 شخص ممن كانوا في صفوف المعارضة المسلحة في مدينة دوما.
ويذكر أن قوات النظام سيطرت على الغوطة الشرقية بعد معارك دموية دامت لشهرين التي انتهت باتفاق أجري مع الجانب الروسي حليف النظام وقوات المعارضة، الذي تضمن خروج من لا يقبل بالتسوية وبقاء المدنيين الذين يرغبون بتسوية أوضاعهم، مع تعهد الجانب الروسي بعدم تعرض النظام لهم، وتشرف الشرطة العسكرية الروسية على تنفيذ الاتفاق، إلا أن قوات النظام تعاود خرقه تحت غطاء روسي.