أكثر من 60 أسيرة فلسطينية يقبعن في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ذقن مرارة العذاب بأشكاله وألوانه، جسدن من خلاله صورة الصمود الفلسطيني في وجه الغطرسة الإسرائيلية التي لا تراعي ظروفهن بشكل عام.
وتعد الأسيرة إسراء جعابيص من أخطر الحالات الصحية ضمن الأسيرات الفلسطينيات، حيث تعرضت للحرق لحظة اعتقالها في وجهها ويديها، فتعرضت للإهمال الطبي على إثره، مما أدى لبتر أصابعها، بعدما تلاصقت في بعضها جراء ذوبان الجلد من شدة النيران التي اندلعت بجسدها، إضافة إلى حروق برقبتها وبطنها.
وإلى جانب الأسيرة إسراء جعابيص، تعرضت الأسيرة المقدسية منال شويكي في أواخر عام 2017 للاعتقال، وهي حامل بالشهر السادس، وتركها الاحتلال مقيدة لساعات على إحدى الحواجز، قبل أن يقتادها لسجونه.
وتعاني الأسيرات الفلسطينيات بشكل عام من حرمانهن من احتياجاتهن النسائية كافة، وكذلك البسيطة منها مثل الحليب، إضافة إلى تقليص الطعام المقدم لهن، وهذا ما أوضحته الأسيرة المحررة عهد التميمي في حديث خاص لـ”نون بوست”، مضيفة أن الأسيرات يتعرضن للمضايقات والتحرش والترويع والتخويف من خلال اقتحام زنازينهن بشكل مفاجئ، فضلاً عن الاستجواب لساعات طويلة من النهار وغيرها.
سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنتهك كل المواثيق والأعراف الدولية بما فيها نتائج البحث الذي أجرته اللجنة العامة الدولية لمناهضة التعذيب في السجون
إلى ذلك، أوضح رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة في حديث خاص لـ”نون بوست” أن الأسيرات في سجون الاحتلال يعانين من ظروف لا تأخذ بعين الاعتبار من ناحية عدم توفير الاحتياجات النسائية لهن في مراحل الحمل والولادة وفترات الدورة الشهرية أيضًا.
وأشار فروانة إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنتهك كل المواثيق والأعراف الدولية بما فيها نتائج البحث الذي أجرته اللجنة العامة الدولية لمناهضة التعذيب في السجون، التي رصدت عدة انتهاكات بحق الأسيرات، وأساليب عقابية مختلفة، منها التفتيش الجسدي في وقت متأخر من الليل من السجانين الذكور؛ الأمر الذي أدى لتعرضهن للأذى الجسدي والتحرش والانتهاكات الجنسية عدة مرات، حيث تنتهي عمليات التفتيش عادة بالتهديد بشكل مباشر لكل أسيرة بالاغتصاب.
كشف تحقيق مسبق نشرته شبكة الجزيرة تعرض سيدة فلسطينية للاغتصاب في أحد مراكز شرطة الاحتلال بمدينة القدس المحتلة، حيث اقتادتها من أحد حواجز المدينة إلى مركز شرطة “ماحش” بزعم التحقيق معها، ولم يأت المحقق حينها، فتحرش بها أحد عناصر شرطة الاحتلال، ثم جاء شرطي آخر واغتصبها.
وكشف التحقيق أيضًا أن الضحية قدمت شكوى في قسم التحقيقات التابع لمركز الشرطة ذاته، إلا أن مركز “ماحش” أغلق الملف، بحجة عدم معرفة هوية الجاني والمعتدي، إلا أن المحامي الفلسطيني مؤيد ميعاري المكلف بالدفاع عن الضحية، أكد أن وحدة التحقيق بمركز شرطة “ماحش” لم تكلف نفسها عناء التحقيق الجدي بالموضوع، حتى إنها لم تطلب تسجيلات كاميرات المراقبة على الأقل.
شهدت السجون الإسرائيلية عدة حالات ولادة للأسيرات في سجون الاحتلال بظروف قاسية، منها الأسيرة المحررة منال غانم من طولكرم، والأسيرة المحررة فاطمة الزق من غزة
ومن بين الأسيرات اللاتي يقبعن في سجون الاحتلال أيضًا، ابتهال بريوش، 18 عامًا، التي اعتقلت من أمام جامعة خضوري التقنية بمحافظة الخليل، بعد الدفاع عن نفسها ضد المستوطنين، بعدما استفزوها هي ورفيقاتها، وحاولوا الاعتداء عليهن أمام بوابة الجامعة.
وتعرضت الأسيرة نسرين أبو كميل من مدينة غزة التي تقبع منذ عامين في سجون الاحتلال، للإصابة بمرض السرطان، إضافة إلى أمراض الضغط والسكري، بسبب سياسة الإهمال الطبي التي تتبعها مصلحة السجون الإسرائيلية تجاه الأسرى بشكل عام، وتبلغ نسرين من العمر 42 عامًا، ولديها 7 أبناء وزوج بانتظار الإفراج عنها بحرارة الجمر.
وحمّل نادي الأسير الفلسطيني في بيان خاص تلقاه “نون بوست” الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية تجاه الأسيرات الفلسطينيات بمن فيهن الأسيرتان إسراء جعابيص ونسرين أبو كميل، وشهدت السجون الإسرائيلية عدة حالات ولادة للأسيرات في سجون الاحتلال بظروف قاسية، منها الأسيرة المحررة منال غانم من طولكرم، والأسيرة المحررة فاطمة الزق من غزة، وكذلك الأسيرة المحررة سمر صبيح من مدينة غزة أيضًا التي اعتقلت في أثناء زيارتها لمنزل زوجها بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.