يوم أسود في مصر، ومؤيدو الرئيس ينوون الاستمرار‎

bp3

بدأ اليوم في السابعة صباحا بتوقيت القاهرة، حيث بدأت قوات الأمن في القاء مئات القنابل المسيلة للدموع على اعتصام مؤيدي الرئيس محمد مرسي في ميدان النهضة 


وبعد دقائق من بدء فض الاعتصام في ميدان النهضة بدأت قوات الأمن في اطلاق القنابل المسيلة للدموع كذلك على ميدان رابعة العدوية واطلاق الرصاص الحي على المعتصمين

وبعد ما يقرب من نصف ساعة تواردت الأخبار عن نجاح قوات الأمن في السيطرة على ميدان النهضة بشكل كامل تقريبا، ومن الجدير بالذكر أن الدعاية الحكومية كانت تحشد الجماهير ضد ميدان النهضة بدعاوى امتلاكهم أسلحة ثقيلة تصل إلى مضادات طائرات!

وحاولت مسيرات مؤيدة لمرسي اللحاق بمعتصمي النهضة إلا أن قوات الأمن تعاملت معهم بعنف شديد 

وبعد انسحاب المعتصمين من ميدان النهضة، توجه بعضهم إلى ميدان مصطفى محمود بشارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، حيث جرت مناوشات بينهم وبين قوات الأمن.

 



 




المناوشات التي تطورت لاشتباكات استخدمت فيها قوات الأمن الرصاص الحي أسفرت عن مقتل قرابة الأربعين وجرح المئات من أنصار الرئيس مرسي

وبعد ذلك أعلن التليفزيون الرسمي انعقاد مجلس الوزراء اليوم لمتابعة تطورات عملية فض الاعتصامين. 
ثم أعلنت هيئة السكك الحديدية توقف حركة القطارات تماما في أنحاء البلاد، ووقف حركة السير في الطريق السريع بين القاهرة والاسكندرية، وهو الطريق الذي يربط القاهرة بالدلتا والاسكندرية. 


وبينما كان المعتصمون في رابعة العدوية والمتحدثون باسمهم والمستشفى الميداني يتحدثون عن مئات القتلى، قال محمد سلطان، رئيس هيئة الإسعاف المصرية، إن عشرة أشخاص قتلوا وأصيب 80 آخرون في عملية فض اعتصامي أنصار مرسي في رابعة العدوية وميدان النهضة. كما قال سلطان أن بين القتلى اثنان من قوات الشرطة. 

كما قالت تقارير في وسائل إعلام رسمية عن انضمام عناصر من الصاعقة والمظلات لقوات الشرطة في التعامل مع اعتصام رابعة العدوية. 

وإبان ذلك، تحركت تظاهرات عديدة في محافظات مختلفة في مصر تضامنا مع المعتصمين في رابعة العدوية والنهضة. وتعاملت قوات الأمن مع بعضها بعنف شديد، في حين غاب التواجد الأمني عن بعضها الآخر


وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة عن مقتل ١٣ شخصا، قالت نقابة الأطباء المصرية أن المئات قد سقطوا قتلى وجُرح أكثر من ٥٠٠٠ شخص في رابعة العدوية، وقال جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أن عدد القتلى يربو على ٦٠٠ قتيل

واتهمت وزارة الداخلية  جماعة الإخوان المسلمين بإصدار تعليمات إلى كوادرها بمهاجمة مقرات الشرطة في أنحاء متفرقة من البلاد. وجاء في بيان للوزارة أن “المخطط” بدأ تنفيذه في القاهرة وبني سويف والمنيا وأسيوط.

وفيما بدأت ردود الأفعال الدولية تتوالى، قال المتحدث باسم الاتحاد الاوروبي أن التقارير الواردة من مصر بشأن القتلى “مقلقة للغاية” ، كما دعا وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيله، كافة الأطراف في مصر إلى نبذ العنف.

ودعا بيان للحكومة المصرية المعتصمين “بالكف عن استخدام العنف وعدم مقاومة السلطات”

وفي الوقت ذاته تحركت مسيرة ضخمة من منطقة رمسيس باتجاه رابعة العدوية

وكانت قوات الأمن على مدار اليوم تطلق شائعات حول اعتقال عدد من قيادات الإخوان بينهم محمد البلتاجي.

وفي غضون ذلك قال شيخ الأزهر في تصريحات صحفية أن الأزهر لم يكن يعلم بإجراءات فض الاعتصام، مؤكدا أن الحوار هو الحل

كما استمرت الاشتباكات واتسعت لتشمل محافظتي الأقصر وبني سويف جنوب البلاد. 

ومن ردود الأفعال العالمية التي تواردت كانت تصريحات دبلوماسية قطرية قد قالت أن قطر “تستنكر بشدة” أسلوب تعامل السلطات المصرية مع المعتصمين في منطقة رابعة العدوية وميدان النهضة. ودعت قطر السلطات المصرية إلى الامتناع عن استخدام الخيار الأمني والحفاظ على أرواح المصريين. كما حذرت من تأثير ما يحدث على المستقبل. 
كما صرح الرئيس عبدالله غل بأن التدخل المسلح ضد المعارضين في مصر هو تدخل مرفوض تماما، قائلا أن الإفراج عن مرسي “ينقذ مصر” 

كما أدانت إيران تعامل السلطات المصرية العنيف مع المعتصمين. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في السياق نفسه أنه قلق بشدة إزاء تصاعد العنف والاضطرابات في مصر. 
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استخدام سلطات الأمن القوة لفض اعتصامات أنصار مرسي. وأبدت كاثرين آشتون “أسفها” عن مقتل العديدين في مصر. 
وقال جوش إيرنست، نائب المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، إن الحكومة المؤقتة في مصر ينبغي عليها احترام حقوق الإنسان لشعبها.

وبعد ثمان ساعات من “القتل الجماعي” تجاوز عدد القتلى ألفي قتيل بحسب جهاد الحداد الذي تساءل “أليس هناك شخص واحد عاقل في مصر أو العالم يوقف ذلك؟”

وأثناء محاولات الفض تعاملت السلطات وقوات الأمن والجيش بعنف شديد مع الصحفيين أدى لمقتل مصور صحفي لقناة سكاي نيوز البريطانية أثناء تغطيته الأحداث، بالإضافة لحبيبة أحمد الصحفية المصرية تعمل في صحيفة جلف تايمز الإماراتية 

كما نقل الناشط عمار البلتاجي نجل القيادي في حزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي نبأ وفاة أخته أسماء، والتي تبلغ السابعة عشر من العمر، والتي كانت تتوارد الأنباء عن إصابتها قبل ساعات من خبر مقتلها.

وقامت قوات الأمن كذلك بإحراق مسجد رابعة العدوية، ومبنى ملحق به كان يضم المستشفى الميداني، وهو ما قال ناشطون أنه محاولة لحرق جثث الشهداء الذين رفض الأمن السماح لأطباء المستشفى الميداني بأخذها معهم في عملية إخلاء المبني قبل إحراقه.


ومع استمرار الاشتباكات وارتفاع وتيرتها أصدرت الرئاسة المصرية بيانا أعلنت فيه حالة الطوارئ في جميع أنحاء الجمهورية لمدة شهر مع فرض حظر التجول في أربعة عشر محافظة.وبعد مئات القتلى وآلاف الجرحى أعلن السياسي المصري محمد البرادعي استقالته من منصب نائب رئيس البلاد. وجاء في خطاب الاستقالة “من الصعب علي أن استمر في حمل مسؤولية قرارات لا اتفق معها وأخشى عواقبها” في إشارة إلى قرار فض الاعتصامات بالقوة. 

وقال مصدر أمني أن عدد ضحايا الشرطة من مؤيدي الرئيس مرسي بلغ ٢٥ قتيلا في محافظة بني سويف وأكثر من ١٥٠ مصابا

وفي نهاية اليوم قال الحساب الرسمي للمستشفى الميداني في اعتصام رابعة العدوية أن أكثر من ٣٠٠٠ شخص قد قتلوا وما يقارب ١٥٠٠٠ إصابة بينها العديد من الإصابات الخطيرة، نتجت عن الاستخدام الوحشي للعنف من قبل قوات الأمن.

إلا أن وزارة الصحة المصرية قالت أن عدد القتلى بلغ ٢٣٥ شخصا وأصيب أكثر من ٢٠٠٠

وقد نقل مؤيدو الرئيس مرسي اعتصامهم لشارع مكرم عبيد القريب من ميدان رابعة العدوية، وأعن تحالف الدفاع عن الشرعية نيتهم الاعتصام في أماكن أخرى، في الوقت الذي قال فيه وزير الداخلية أن وزارته لن تسمح باعتصامات أخرى في أي من ميادين البلاد

وفي ردود فعل شعبية، تحركت تظاهرات في العديد من العواصم العربية والعالمية منددة بفض الاعتصام السلمي لمؤيدي الرئيس مرسي ومنددة بالانقلاب العسكري في مصر.