كثرت حالات الاغتيال ومحاولاته في إدلب خلال الأشهر القليلة الماضية وراح ضحيتها عدد من قادة وعناصر بعض الفصائل، إضافة إلى اغتيال أشخاص آخرين من مدنيين وناشطيين، واختطاف عدد من الناشطين في المجالات الطبية والإغاثية.
وأظهرت أشرطة بثها تنظيم الدولة بعض تلك العمليات التي يستهدف بها التنظيم الفصائل خاصة هيئة تحرير الشام التي تشن حملة اعتقالات ضد خلاياه في الشمال السوري، ودارت معارك بين تحرير الشام وخلايا التنظيم، كما ألقت هيئة تحرير الشام القبض على عدة خلايا تابعة للنظام السوري قالت تحرير الشام إنها مسؤولة عن عدة عمليات ضد العسكريين والمدنيين في الشمال السوري.
يرى مؤسس الجيش الحر العقيد رياض الأسعد أن من يقف وراء هذه الاغتيالات أعداء الثورة السورية وفي مقدمتهم النظام
ويسعى النظام لنشر الذعر في مناطق إدلب وذلك من خلال إشاعة الفوضى التي تعود عليه بمكاسب عدة لعل أبرزها التذمر الأهلي ومقارنته للأوضاع الحاليّة بالتي كان يحكم النظام قبضته عليها، كما يريد النظام أن يبرز وجوده من خلال تلك الخلايا التي تعمل لصالح أجهزة الأمن لديه. وأثارث عمليات الاغتيال عددًا من التساؤلات عن الجهات التي تقف خلفها وكيفية إيقافها.
في هذا الموضوع يرى مؤسس الجيش الحر العقيد رياض الأسعد أن من يقف وراء هذه الاغتيالات أعداء الثورة السورية وفي مقدمتهم النظام، لأنهم يريدون بث الفوضى من خلال الاغتيالات لما لها من تاثير نفسي على المجتمع.
وقال الأسعد في حديث لـ”نون بوست”: “تأثيرات عمليات الاغتيال كثيرة على المستوى الشعبي والإنساني، حيث تسود المجتمع حالة من الرعب والخوف الشديد، وهذا سيؤدي إلى توقف الكثير من الأمور ومنها البحث عن لقمة العيش لأن لا أحد يأمن على روحه وهذا ما تقصده تلك العصابة، وهدفها الوصول إلى التسويق لنظام الأسد والترويج له على أنه القادر على حفظ أمن الناس، متجاهلين أن في المناطق التي يسيطر عليها النظام توجد الفوضى أكبر بأضعاف عما هي عليه في المناطق المحررة”.
يرى الأسعد بأن الحل في إيقاف عمليات الاغتيال يكمن في إنهاء الحالة الفصائلية وإعادة الثورة لمسارها الصحيح بقيادة واحدة وجسم عسكري وأمني واحد
من جهته أكد القاضي الشرعي في الثورة السورية عبد الرزاق المهدي أن من يقف خلف عمليات الاغتيال هو النظام وما يدل على ذلك تنوع الأشخاص المستهدفين، مستبعدًا أن يكون تنظيم الدولة وراء عمليات الاغتيال لأنه بحسب “المهدي” لا يمكن للتنظيم أن يغتال غير العسكرين والنخب الثورية.
يعتبر أسيد الشامي مسؤول القطاع الأوسط في حركة أحرار الشام “الجبهة الوطنية للتحرير” أن النظام وتنظيم الدولة من يقومان بهذه الاغتيالات، كونهما لا يريدان توقف الاقتتال بين الفصائل
ويضيف المهدي في حديث لـ “نون بوست”: “هناك تدابير لوقف حالات الاغتيال منها أن كل بلدة يحميها أهلها من خلال حواجزهم، والأمر الثاني منع التجوال ليلاً، ويجب أن يكون هناك تفتيش للسيارات من خلال الحواجز، ومن الأمور التي يجب فعلها تكوين جهاز شرطة يعتمد على أهل الكفاءة والخبرة من ضباط الشرطة المنشقين، علمًا أن وقفها بشكل كامل مستحيل، فهو موجود عند الدول المتقدمة فكيف بحال الفوضى عندنا”.
مضيفًا “عمليات الاغتيال إن استمرت بهذا الشكل ستؤدي إلى زيادة التوتر بين الفصائل التي ستتهم بعضها بهذه الاغتيالات، ومن الأمور المترتبة على هذه الفوضى، ازدياد رغبة بعض الناس بالذهاب إلى مناطق النظام، بحثًا عن الأمن المفقود في المحرر”.
في هذا الصدد يعتبر أسيد الشامي مسؤول القطاع الأوسط في حركة أحرار الشام (الجبهة الوطنية للتحرير) أن النظام وتنظيم الدولة من يقومان بهذه الاغتيالات، كونهما لا يريدان توقف الاقتتال بين الفصائل.
وقال الشامي في حديث لـ”نون بوست”: “الحل يكمن في جدية تعامل الفصائل مع هذه الظاهرة بحيث يجدوا لها حلاً موحدًا خارجًا عن المسمى الفصائلي والعمل الفردي، حل جذري يشارك فيه كل أبناء الثورة والفصائل والفعاليات، فهذه الاغتيالات لها تأثير سلبي على الوضع في المحرر ذلك لأن يتسبب بفقد الثقة بين الفصائل والحاضنة الشعبية، ويجعلهم يقبلون بأي بديل يوفر لهم الأمن دون النظر إلى خلفيته ومن يكون، وهذا هو الخطر الحقيقي والغاية الكبرى من وراء هذه الأفعال المدروسة، والاغتيال ظاهرة يمكن إيقافها”.
مؤكدًا “علينا أولاً أن نشخص من يكون الفاعل، فإلى الآن لم يقبض على أي فاعل منهم، يعترف بالجهة التي أرسلته، فعلى الفصائل تكثيف الدوريات على الطرقات ونصب كمائن متخفية في الطرق، ووضع نقاط أمنية في كل النقاط الطبية والمشافي، وتوحيد الجهود لتشكيل جسم أمني موحد، يحفظ حياة الناس ويأخذ حقهم”.