ينتظر أن يحل المدرب الوطني الجديد للمنتخب الجزائري جمال بلماضي بالجزائر في 15 من أغسطس/آب الحاليّ لتوقيع عقده الذي يمتد حتى 2022، ويتضمن تأهيل محاربي الصحراء إلى مونديال قطر، فهل ستكون مهمة الناخب الوطني الشاب سهلة في إعادة الخضر إلى المحفل العالمي بعد الغياب عن موقعة روسيا؟ أم أن طريق تحقيق ذلك ليس مفروشًا بالورود؟
وبعد طول انتظار ورغم عدم وفاء رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم “الفاف” خير الدين زطشي بوعده المتمثل في انتداب مدرب من المشاركين في مونديال روسيا، استطاعت الفاف أخيرًا النجاح في تعيين مدرب جديد للمنتخب الجزائري الذي تراجع تصنيفه العالمي حتى الـ70 وهو الذي وصل بعد مونديال البرازيل 2014 حتى أقل من الـ30.
ابن المنتخب
لا يشكل التحاق جمال بلماضي بالمنتخب الجزائري مناخًا جديدًا بالنسبة له، فالمدرب الشاب كان من اللاعبين مزدوجي الجنسية السباقين الذين لعبوا للجزائر في بداية الألفية الحاليّة، وخاض جمال بلماضي المولود في فرنسا 20 مباراة بألوان المنتخب الجزائري سجل خلالها 5 أهداف.
درب بلماضي المنتخب القطري بين العامين 2014 و2015، وتوج معه بكأسي الخليج وغرب آسيا، كما كانت له تتويجات مع نادي لخويا القطري
ورغم عدم إحرازه أي لقب في مسيرته كلاعب، فإن بلماضي حظي باللعب لفرق معروفة مثل باريس سان جيرمان وأولمبيك مرسيليا الفرنسيان وسيلتا فيغو الإسباني ومانشيستر سيتي الإنجليزي وفرق فرنسية أخرى وأندية قطرية، كما كان لاعبًا ذا وزن داخل المنتخب الجزائري، لذلك حظي بحمل شارة القائد وشارك مع الخضر في نهائيات كأس إفريقيا 2004 بتونس، وظهرت خلالها شخصيته البارزة القوية حتى وإن سببت له التصادم وقتها مع المدرب الوطني الأسبق رابح سعدان الذي يرأس اليوم المديرية الفنية بـ”الفاف”.
ويلتحق بلماضي بمحاربي الصحراء وهو يحمل في جعبته تتويجات في سجله التدريبي القصير، فقد قاد نادي الدحيل القطري الموسم الماضي إلى ثلاثية الدوري المحلي وكأس قطر وكأس الأمير، وأعلن الدحيل في 12 من يوليو/تموز الماضي أن بلماضي اعتذر عن مواصلة مشواره مع النادي لأسباب خاصة، وأعلن تعيين المدرب السابق للمنتخب التونسي نبيل معلول خلفًا له.
ودرب بلماضي المنتخب القطري بين العامين 2014 و2015، وتوج معه بكأسي الخليج وغرب آسيا، كما كانت له تتويجات مع نادي لخويا القطري.
بعد رحيل المدرب البوسني تعاقب على المنتخب الجزائري 5 مدربين، آخرهم نجم الكرة الجزائري رابح ماجر الذي انتهت رحلته بالإقالة في يونيو/حزيران الماضي بعد تعيينه في أكتوبر/تشرين الأول خلفًا للإسباني لوكاس ألكازار
وحسب تعليقات النقاد الرياضيين، فإن بلماضي لا يمتلك الخبرة الكافية لقيادة منتخب بحجم الجزائر على الورق ومن الناحية النظرية، لكن عند متابعة سيرته التدريبية الناجحة ومشواره الكروي كلاعب فيجمع الكل على أنه جدير بمنحه فرصة تدريب الجزائر، خاصة أنه يملك فرص النجاح بالنظر إلى معرفته بكثير من نجوم المنتخب واطلاعه على طريقة تفكيرهم وذهنياتهم الكروية.
حماس
لا يخف جمال بلماضي حماسه لخوض تجربة ناجحة مع رفقاء رياض محرز، يريدها الأنصار أن تكون على الأقل مثل تجربة البوسني وحيد خليلوزيتش الذي قاد الخضر إلى الدور الثاني في مونديال البرازيل 2014.
وبعد رحيل المدرب البوسني تعاقب على المنتخب الجزائري 5 مدربين، آخرهم نجم الكرة الجزائري رابح ماجر الذي انتهت رحلته بالإقالة في يونيو/حزيران الماضي بعد تعيينه في أكتوبر/تشرين الأول خلفًا للإسباني لوكاس ألكازار.
وتوالت مشاكل الخضر منذ رحيل الفرنسي كريستيان غوركوف (بقي أقل من سنتين) الذي لم يستطع تحمل ضغط الصحافة الجزائرية بعد أداء المنتخب الهزيل في كان 2015، مشاكل استمرت مع الصربي ميلوفان رايفاتش (3 أشهر) والبلجيكي جورج ليكنز (3 أشهر).
قال بلماضي إن تداول اسمه في مرات عديدة لتدريب الخضر شجعه على تطوير نفسه وإثبات قدراته قبل تحمل مسؤولية تدريب المنتخب الوطني
لكن المتابعين للشأن الكروي يقولون إن بلماضي في إمكانه تجاوز هذه المشاكل حتى إن وجده في حالة أسوأ مما كان عليه مع المدربين السابقين، وذلك في حال احتفاظه بحماسه وحتى اندفاعه الكروي الذي عُرف به لما كان لاعبًا في صفوف الخضر.
ويبدو أن المدرب السابق لنادي الدحيل القطري لا يزال سائرًا على هذا الطريق، فقد قال في حوار مع الموقع الرسمي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم “فخور ومتحمس مثلما كان عليه الأمر عندما ارتديت قميص المنتخب الوطني لأول مرة كلاعب”.
وأضاف جمال بلماضي أن الفرق الوحيد الآن هو مستوى المسؤولية الذي أصبح أكبر، وأشار إلى أن تداول اسمه في مرات عديدة لتدريب الخضر شجعه على تطوير نفسه وإثبات قدراته قبل تحمل مسؤولية تدريب المنتخب الوطني.
وأردف قائلًا: “لو راودني الشك في إمكاناتي لما جلست على طاولة المفاوضات مع الرئيس زطشي، أعتقد أنني جاهز لإنجاز هذه المهمة، لدي الخبرة اللازمة، أنا في المجال التدريبي منذ 10 سنوات، وهذا سوف يساعدني في وظيفتي الجديدة”.
أبرز العوائق والتحديات التي سيواجهها بلماضي لإعادة الجزائر إلى المنافسة العالمية تتمثل في عامل الوقت
وبشأن التعاون الذي سيكون مع رئيس الاتحادية خير الدين زطشي، قال بلماضي: “تحدثنا عن تسيير المنتخب ورؤية العمل وما يجب القيام به لإخراج المنتخب من الوضعية السيئة التي يمر بها، أدركنا أن أفكارنا متقاربة وأن التعاون ممكن”.
تحديات
أبرز العوائق والتحديات التي سيواجهها بلماضي لإعادة الجزائر إلى المنافسة العالمية تتمثل في عامل الوقت، فالمدرب الجديد تنتظره في شهر سبتمبر/أيلول المقبل مواجهة مهمة ضد غامبيا برسم التصفيات المؤهلة لكاس إفريقيا 2019 بالكاميرون.
ويقول بلماضي في هذا الإطار: “تدريب المنتخب ليس مهمة سهلة، لكنني مستعد لرفع هذا التحدي بالعمل وبمساعدة الجميع، سأعلن في منتصف هذا الشهر قائمة موسعة لللاعبين لخوض مباراة غامبيا قبل تحديد القائمة النهائية”.
وأضاف “أنا مثل كل الجزائريين أتمنى التأهل لكأس العالم 2022 بقطر، بعد غيابنا المخيب عن المونديال الأخير، لكن قبل ذلك هناك كأسين إفريقيتين في 2019 و2021، لهذا يجب الذهاب خطوة بخطوة”.
ولعل التحدي الأساسي الذي سيعمل بلماضي على تخطيه هو إعادة روح الفريق والفوز إلى صفوف المنتخب، بعد الخيبات المتوالية التي مني بها، وكذا بعث اللحمة بين لاعبيه عقب التشتت الذي عاشوه خاصة مع ألكاراز وماجر.
بلماضي يرغب أيضًا في انتداب مساعدين يكونون على دراية بخبايا المنتخب الجزائري وقريبين من اللاعبين
ويبدو أن بلماضي مدرك لذلك، فقد تحدثت الصحافة الجزائرية عن سعي بلماضي لإعادة اللاعبين المغضوب عليهم في وقت ماجر، وفي مقدمتهم حارس الاتفاق السعودي رايس وهاب مبولحي وسفيان فغولي لاعب وسط هجوم نادي غلطة سراي التركي الذي أدى العام الماضي موسمًا ممتازًا ويتطلع للعودة إلى صفوف المنتخب، يضاف إليهما لاعب أمباكت مونتريال الكندي سفير تايدر.
وحسب الأخبار المتداولة فإن بلماضي يرغب أيضًا في انتداب مساعدين يكونون على دراية بخبايا المنتخب الجزائري وقريبين من اللاعبين، لذلك تتجه الاحتمالات للاستنجاد بالدولي السابق مجيد بوقرة الذي لعب إلى جانبه كلاعب في المنتخب ولعب تحت إشرافه في لخويا ومدرب زميل في الدحيل.
لكن قبل الوصول إلى مونديال قطر الذي سيكون الأول في المنطقة العربية، سيكون جمال بلماضي مطالبًا بالعمل على مواجهة انتقادات الصحافة الجزائرية اللاذعة بتحقيق نتائج تحد من تعليقاتهم الحادة خاصة في الموعدين الإفريقيين 2019 و2021، وقبل كل هذا تقديم طريقة لعب مقبولة ترضي شغف الجماهير الجزائرية المولعة بالساحرة المستديرة.