في خرق واضح للهدنة المتفق عليها بين الأطراف الثلاثية (روسيا وإيران وتركيا)، بدأت قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها بالترويج لعملية عسكرية قريبة تستهدف الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة، وقالت مصادر مقربة من النظام إن قواته بكامل جاهزيتها للهجوم على إدلب.
عن تفاصيل ما يحدث في الشمال السوري قال الصحفي أبو هدى الحمصي: “قصفت طائرات النظام ريف إدلب الجنوبي مما خلف عددًا من القتلى والجرحى في أوساط المدنيين، كما خلف القصف دمارًا واسعًا في المنطقة، تركز القصف على كل من بلدة خان شيخون وريفها وبلدة التمانعة ومحيطها، وسقط على إثر ذلك القصف أكثر من 9 قتلى، بالإضافة إلى عدد من المصابين، كما شنت الطائرات الروسية هجمات واسعة على ريف حلب الغربي، حيث استهدفت بلدة أورم الكبرى، وأوقعت أكثر من 20 قتيلاً وعددًا كبيرًا من الجرحى، إضافة إلى وجود أشخاص تحت الأنقاض والحصيلة النهائية غير معروفة حتى هذه اللحظة”.
يقول الصحفي أبو هدى الحمصي: “نحن اليوم أمام سيناريوهات متعددة مثل استمرار الحرب وتحويل إدلب إلى درعا أخرى، أو إيقاف المعركة عند حد معين كما أشارت التقارير الروسية وبالتحديد قاعدة حميميم حينما قالت إن المعركة في إدلب ستشمل جبال اللاذقية وجزءًا من ريف إدلب
وأضاف الصحفي في حديث لـ”نون بوست”: “أما أسباب هذه الحملة الجوية تعود إلى أن تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير قامتا بعمليات واسعة في المناطق “المحررة”، شملت مداهمات واعتقالات لشخصيات تابعة للنظام، كانت تجري اتصالات مباشرة مع قاعدة حميميم، حيث إن تلك الشخصيات تروج لدخول النظام إلى إدلب، لذا شنت طائرات النظام وروسيا هجومها على الشمال السوري”.
أما عن السيناريوهات المتوقعة في الأيام القادمة يقول الصحفي: “نحن اليوم أمام سيناريوهات متعددة مثل استمرار الحرب وتحويل إدلب إلى درعا أخرى، أو إيقاف المعركة عند حد معين كما أشارت التقارير الروسية وبالتحديد قاعدة حميميم حينما قالت إن المعركة في إدلب ستشمل جبال اللاذقية وجزءًا من ريف إدلب، بمعنى معركة محدودة يكون الهدف منها إبعاد الفصائل المقاتلة عن الساحل السوري والطريق الواصل بين اللاذقية وحلب، وهذا يعني تقسيم مناطق سيطرة المعارضة السورية وأن موجة نزوح قادمة، ستكون كارثة لا يستهان به على تركيا وأوروبا تحديدًا، حيث يوجد نحو 3 ملايين إنسان في الشمال السوري المستهدف”.
من جهته يرى الناشط المقرب من الفصائل أبو حيدرة القلموني أن المكتب الأمني التابع لتحرير الشام شن حملة واسعة استهدفت خلايا النظام في ريفي إدلب وحماة، حيث استهدفت لجان المصالحات والمهادنات مع النظام التي كانت سببًا رئيسيًا في سقوط جبهات الغوطة والجنوب السوري.
وقال الناشط في حديث لـ”نون بوست”: “تكللت حملات الهيئة بنجاحات كبيرة تم فيها ضبط عدة خلايا والقبض عليها ومصادرة أجهزة رصد وشرائح طيران ومعدات عسكرية وأسلحة متطورة كانت بحوزة تلك الخلايا المتعاونة مع النظام، فأدت هذه الحملة إلى كسر أهم وسائل النظام للسيطرة على إدلب”.
وعن الموقف التركي يقول الناشط: “الموقف التركي لن يكون كما تمنى البعض “ضامنًا” ولا أعتقد أن باستطاعته منع هذه المعركة القادمة، فهو سيكتفي بسحب نقاط مراقبته من أرض المعركة”.
يستغل النظام السوري الوضع الاقتصادي التركي، فالحكومة التركية ستكون مشغولة بما يترتب على الأزمة الاقتصادية الحادة
وقالت مصادر في المعارضة السورية إن النظام يريد أن يوجه رسائل عدة للداخل وللخارج من خلال تصعيده الأخير، منها أنه يريد أن يقول للمدنيين وللفصائل على حد سواء بأنه قادم ولا طاقة للجمع به، كما أنه يريد أن يضغط على المدنيين من أجل القبول بحلوله التي يريد فرضها على الشمال السوري، ويعطيهم انطابعًا بأنه أكثر شراسة وقوة، وبذلك يشكل حالة من الهلع ستنتشر عندما يبدأ معركته المرتقبة.
أما رسائله للخارج وفقًا لتلك المصادر هي أنه بذلك يجس نبض المجتمع الدولي وخاصة تركيا، فيريد أن يثبت بأنه وروسيا لا يقيمان أي اعتبار لما يقال إنه خط أحمر تركي أوروبي، وبهذا يستغل النظام الوضع الاقتصادي التركي، فالحكومة التركية ستكون مشغولة بما يترتب على الأزمة الاقتصادية الحادة.