رحيل الشيخ السميط، رائد العمل الإنساني في أفريقيا‎

sumait

وفي اليوم الداعية الكويتي الدكتور عبدالرحمن السميط بعد صراع مع المرض.
وقال نجل الشيخ السميط صهيب على حسابه الشخصي على موقع تويتر أن والده قد توفي صباح اليوم الخميس. عن عمر يناهز السادسة والستين عاما وبعد صراع مع المرض.

ويعتبر الشيخ السميط شخصية رائدة في مجال العمل الخيري والاغاثي حيث أفنى عمره بهذا المجال في مختلف أنحاء العالم ولاسيما في القارة الافريقية وأصبح أحد أعلامه البارزين على مستوى العالمين العربي والاسلامي 

ولد الدكتور عبدالرحمن حمود السميط في الكويت يوم 15 أكتوبر 1947م، متزوج وله خمسة أولاد، خريج جامعة بغداد- كلية الطب، ثم حصل على دبلوم أمراض مناطق حارة- جامعة ليفربول بإنجلترا، تخصص في جامعة ماكجل- مستشفى مونتريال العام- في الأمراض الباطنية ثم في أمراض الجهاز الهضمي  وله أبحاث في سرطان الكبد.

عمل السميط طبيبًا ممارسًا في مستشفى مونتريال، ثم طبيبًا متخصصًا في لندن، ثم طبيبًا متخصصًا في أمراض الجهاز الهضمي بالكويت، تفرغ منذ 1983م للعمل في لجنة مسلمي إفريقيا بجمعية العون المباشر كأمين عام ثم رئيس مجلس الإدارة حتى 2008.

وبحسب صفحته على ويكيبيديا فالسميط شارك في تأسيس ورئاسة جمعية الأطباء المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا 1976 م. كما شارك في تأسيس فروع جمعية الطلبة المسلمين في مونتريال 1974- 1976، ولجنة مسلمي ملاوي في الكويت عام 1980 م، واللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة 1987 م، وهو عضو مؤسس في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وعضو مؤسس في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضو في جمعية النجاة الخيرية الكويتية، وعضو جمعية الهلال الأحمر الكويتي، ورئيس تحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الأفريقي، وعضو مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، وعضو مجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن، ورئيس مجلس إدارة كلية التربية في زنجبار ورئيس مجلس إدارة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كينيا. ورئيس مركز دراسات العمل الخيري.

وقد أسلم على يدي الشيخ السميط وعبر جهوده وجهود فريق العمل الطموح الذي ظل يرافقه أكثر من سبعة ملايين شخص في قارة أفريقيا فقط، وأصبحت جمعية العون المباشر التي أسسها هناك أكبر منظمة عالمية في أفريقيا كلها. يدرس في منشآتها التعليمية أكثر من نصف مليون طالب وتمتلك أكثر من أربع جامعات وعدداً كبيراً من الإذاعات والمطبوعات وقامت بحفر وتأسيس أكثر من (8600) بئر وإعداد وتدريب أكثر من (4000) داعية ومعلم ومفكر خلال هذه الفترة وقد عمل على تطبيق ما كان يسميه “المنهج الإسلامي الواسع في التنمية المستدامة” للأمم.

وقد انضم السميط عبر مسيرته الحافلة إلى بعض الجماعات الإسلامية كالتبليغ والإخوان المسلمين، وأسهموا في تشكيل فكره، قبل أن ينتهي به المسار إلى احتراف العمل الخيري لمساعدة المجتمعات المهمشة في أفريقيا.
انتماءاته السياسية أدت به إلى السجن مرتين، الأولى في بغداد عام 1970 وكاد يعدم، والثانية عام 1990 عندما اعتقلته المخابرات العراقية أثنـاء غـزو العراق للكويت ولم يعرف مصيره وقتها. وتعرض لتعذيب شديد على أيدي المخابرات العراقية في بغداد.
وتعرض في أفريقيا لمحاولات قتل مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين

كما كان للسميط العديد من المؤلفات مثل كتاب «لبيك إفريقيا»، و«دمعة إفريقيا» بالاشتراك مع آخرين، و«رحلة خير في إفريقيا» و«رسالة إلى ولدي»، كما له عديد من المشاركات العلمية والإسلامية، في المؤسسات والمجالس العربية والإسلامية والعالمية.

ونال السميط عدداً من الأوسمة والجوائز والدروع والشهادات التقديرية مكافأة له على جهوده في الأعمال الخيرية، ومن أرفع هذه الجوائز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، والتي تبرع بمكافأتها لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء أفريقيا. ومن عائد هذا الوقف تلقت أعداد كبيرة من أبناء أفريقيا تعليمها في الجامعات.

وكان السميط قبل وفاته يعاني من العديد من الأمراض، فقد أصيب بثلاث جلطات جلطة بالقلب مرتين وجلطة بالمخ، إضافة إلى داء السكري الذي عاني منه قبل وفاته لفترة طويلة، كما تعرض للعديد من الإصابات أثناء عمله الانساني، وكسرت فخذه وأضلاعه والجمجمة أثناء قيامه بأعمال إغاثة في العراق

وتأثرت الأوساط الكويتية والعربية بخبر وفاة الداعية السميط، الذي كرس حياته في العمل الخيري.