ترجمة وتحرير نون بوست
“حامد أبو طالبي” كان اختيار إيران ليكون سفيرها القادم في الأمم المتحدة، اعترف مؤخرًا أنه عمل كمترجم لمجموعة الطلاب التي اقتحمت السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 في أزمة امتدت لـ 444 يومًا. عضو الكونغرس “تيد كروز” من ولاية تكساس، رأى أبوطالبي إرهابيًا والجمعة الماضية أعلن البيت الأبيض أنه يتفق مع كروز رافضًا إعطاء أبو طالبي تأشيرة دخول للولايات المتحدة ليصبح أول سفير للأمم المتحدة يتم رفض تأشيرته من قبل واشنطن.
يوم الخميس كان الكونغرس قد وافق على تمرير قانون يسمح بمنع أي سفير للأمم المتحدة قد شارك في أعمال إرهابية ضد أمريكا من دخول البلاد، البيت الأبيض أكد تضامنه مع الكونغرس وقال “جاي كارني” المتحدث باسم البيت الأبيض “إن واشنطن أبلغت الأمم المتحدة وطهران بهذا القرار”.
“حميد بابائي” المتحدث الرسمي باسم البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة قال في تصريح للصحفيين “إن هذا قرار مؤسف ويخالف القانون الدولي وواجب البلد المضيف والحق الأصيل للدول الأعضاء لتعيين ممثليها في الأمم المتحدة”.
قرار حظر أبو طالبي من توليه منصبه يأتي في أعقاب محادثات في فيينا بين طهران ودول غربية بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية قالت “إن قرار منع أبو طالبي لن يؤثر على تلك المحادثات”.
قرار الولايات المتحدة – كما قال المتحدث الإيراني – يخالف اتفاقية الأمم المتحدة مع الولايات المتحدة الأمريكية كبلد مضيف، حيث تحظر بوضوح على واشنطن إتخاذ مثل تلك الإجراءات.
تقول الوثيقة إنه “يجب على السلطات الاتحادية والمحلية وعلى مستوى الولايات ألا تضع أي عوائق على العبور من وإلى منطقة المقر لممثلي الدول الأعضاء”، ووفقًا للاتفاقية، فإن تسويات المشاكل بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة يجب أن تكون عبر التحكيم.
من جانبه رفض “ستيفان دوجاريك” المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، التعليق على قرار البيت الأبيض.
هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها واشنطن إجراءات من هذا القبيل، ففي عام 1988 رفضت الولايات المتحدة السماح لياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية بإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكرد سريع من المنظمة الدولية تم نقل الجلسات إلى جنيف مؤقتًا، وقبل عام من تلك الحادثة حاولت الولايات المتحدة إغلاق مكاتب منظمة التحرير في مقر الأمم المتحدة إلا أن جهودها فشلت في نهاية المطاف.
لسنوات ماضية، اتهمت إيران وعدد من الدول المعادية للولايات المتحدة، واشنطن باستغلال وجود مقر الأمم المتحدة على أرضها عبر تأخير إصدار تأشيرات الدخول، لكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية رفضت هذه الاتهامات.
لكن برقيات من ويكيليكس أكدت أن الولايات المتحدة تعمدت في حالات كثيرة تأخير التأشيرات لمندوبي الأمم المتحدة، كان أحدها عندما منعت مسؤولاً إيرانيا يُدعى علي رضا شريف عبادي في 2009.
الأمر تكرر مع ممثل الديكتاتور الليبي معمر القذافي في فبراير 2011، عندما أخرت الولايات المتحدة إعطاء “عبد السلام التريكي” تأشيرة دخول لحضور نقاش جلسات مجلس الأمن الذي أجاز العمل العسكري ضد القذافي.
بشكل بائس اقترح القذافي إرسال دبلوماسي من نيكاراغوا كان في الولايات المتحدة حينها بتأشيرة دخول سياحية، حينها رفض الأمريكيون ذلك بشدة، وقالت سوزان رايس ممثلة أمريكا في الأمم المتحدة إن “تأشيرة السياحة لا تسمح (لك) بتمثيل أي بلد، سواء كانت نيكاراغوا أو ليبيا أو أي دولة أخرى في الأمم المتحدة”.
المصدر: فورين بوليسي