تقدّم وزير الخارجية الأفغاني الأسبق “عبدالله عبدالله” على منافسه “أشرف غني” في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أفغانستان الأسبوع الماضي، وفق ما أعلنت اللجنة الانتخابية المُستقلة، أمس الأحد، بالاستناد إلى النتائج الأولية.
وقال “يوسف نوريستاني” رئيس اللجنة الانتخابية المُستقلة: “نعلن النتائج الجزئية لـ 26 ولاية، بعد فرز 10% من الأصوات في ولايات الشمال والجنوب والشرق والغرب وكابول”.
وأضاف “من أصل 500 ألف بطاقة تصويت في 26 ولاية، حلّ الدكتور عبدالله في الصدارة، بحصوله على 41.9% من الأصوات، وحصل أشرف غني على 37.6% وحلّ في المرتبة الثانية، وحصل زلماي رسول (الذي يدعمه الرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاي) على 9.8% وحلّ في المرتبة الثالثة”.
وأكد مدير اللجنة الانتخابية المُستقلة أنه قد تم فرز نحو نصف مليون صوت من أصل 13 مليون؛ مما يجعل تحديد ما إذا كان سيتم الاحتكام لجولة إعادة أمرًا سابقًا لأوانه، وأوضح أن اللجنة التي تلقت 75% من الأصوات، بدأت في التعامل مع ربع هذه الكمية، إلا أن النتائج المعلنة تخص 10% فقط من بطاقات الاقتراع.
وإذا لم يتمكن أيّ من المرشحين من الحصول على نسبة تأييد تفوق 50% من الأصوات، فسيتم الاحتكام إلى جولة إعادة تجري في نهاية الشهر المُقبل.
واعتمادًا على المؤشرات الأولية فإن التنافس بين عبدالله عبدالله وأشرف غني يطرح أسئلة حول توجهات كل منهما وأثرها في مستقبل أفغانستان.
يُعرف “عبدالله عبدالله” الذي ينتمي إلى أقلية الطاجيك بقربه من إيران والهند ويأخذ عليه البشتون (السنة) دعوته للأميركيين إلى ضرب “معاقل طالبان” في الجنوب الافغاني خلال توليه سابقًا منصب وزير الخارجية، كما يأخذ عليه الباكستانيون حضه واشنطن علنًا على توجيه ضربات إلى مناطق القبائل غرب باكستان والتي تشكل ملاذًا لمتشددي “طالبان” وحلفائهم في القاعدة.
“عبدالله عبدالله” صرح مؤخرًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية قائلا “إن حامد كرزاي لا يملك رؤية للبلاد، وكان يُعتَقد في بادئ الأمر أنه مهتم بتطبيق الديمقراطية لكن الوقت أثبت أنه عكس ذلك، فعلى الصعيد الأمني مثلاً كان كرزاي يعتقد في مرحلة ما أن طالبان والقاعدة لا يشكلان تهديدًا، وقد كان مخطئًا، والآن يعتقد أن أمريكا وبريطانيا هم العدو الأول للبلاد، وهذا خطأ آخر”. في إشارة واضحة على تحيزاته وقربه من الإدارة الأمريكية وهو ما قد يُدخل أفغانستان في حالة من الاضطراب تفوق ما حدث خلال السنوات الأخيرة الماضية.
ولا يختلف “أشرف غني” كثيرًا في توجهاته نحو الغرب عن عبدالله عبدالله، فقد أعلن كذلك عن نيته توقيع اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة كان قد رفضها كرزاي وهي ذات الاتفاقية التي وعد عبدالله بتوقيعها خلال شهر حال توليه السلطة، ويؤكد كلا المتنافسين على بدء علاقة جديدة مع الغرب.
طالبان من جانبها أكدت على لسان متحدثها الرسمي “قاري يوسف أحمدي سيد” أن “هذه الانتخابات غير شرعية، فهي تجري تحت الاحتلال بينما هناك قتال حقيقي في كثير من المدن الأفغانية الكبرى، كلا من الفائز والخاسر مجرمون”
ولا يستبعد المراقبون في إسلام آباد وكابول أن تستغل “طالبان” تقدم عبدالله أو غني، لتصعيد هجماتها ضد الحكومة الأفغانية في وقت تستعد فيه القوات الأميركية والأجنبية إلى الانسحاب من البلاد في نهاية هذا العام.
وتريد الولايات المتحدة من الرئيس الجديد التوقيع على اتفاقية أمنية ثنائية من شأنها أن تسمح لقوات أمريكية بالبقاء في البلاد “بصفة استشارية” عقب الانسحاب الرسمي لسنوات عديدة قادمة.