قد لا يكون خبر انتهاء الصيف أمرًا سارًا للجميع وخاصة بالنسبة إلى الطلاب والأهالي، لأن ذلك يعني اقتراب موسم المدرسة وما يتبعها من التزامات وواجبات، ومن الشائع أن يسمع الأهالي تذمرات أولادهم عن عدم رغبتهم في بدء مرحلة جديدة من التوتر والضغوط النفسية على حساب الأوقات الممتعة التي عاشوها خلال أشهر الصيف.
في هذا الخصوص، يرى خبراء التربية أن التوتر وغيره من المشاعر السلبية تجاه المدرسة قد تختفي تدريجيًا من خلال تطبيق إستراتيجيات بسيطة مع الطفل، على سبيل المثال يعتقد البعض أن اختيار الطالب لمستلزماته المدرسية الخاصة بنفسه أو التحدث معه عن الأشياء الإيجابية التي سيمر بها مثل تكوين صداقات جديدة والانضمام إلى الأنشطة الترفيهية قد يساعده على إيقاظ روح الحماس والإثارة بداخله لاكتشاف هذا العالم من جديد.
الاجتهاد أفضل من الموهبة، فقد يؤدي الجد والنشاط إلى تطوير الشخص بشكل كبير أفضل من الملكات الفطرية
كما يشير العلماء إلى أهمية هذه المرحلة في حياة الطفل وتكوينه، فبحسب عالم النفس إيندا ميرفي، فإن الأطفال يمرون بثلاث مراحل رئيسية في حياتهم حيث يواجهون فيها تغييرات هائلة وجذرية: الأولى عندما يبدأون المدرسة والثانية عندما ينتقلون إلى المدرسة الثانوية والثالثة حين يتوجهون للمرحلة الثالثة، ويضيف “أي تغيير مفاجئ في روتين الطفل يمكن أن يرهقه للغاية، فمن المهم تمهيد الأمور له قبل بدء المدرسة حتى لا يشعر بالتوتر”.
في هذا الحال، يمكن الاستعانة بمحاضرات منصة تيد الشهيرة وما تحتويه من معلومات وتجارب ثمينة يرويها الطلاب والأساتذة، ومن أبرزها:
سر النجاح: المثابرة
توضح لنا أنجيلا لي داكويرث في هذا الفيديو ما يختلف فيه الطلاب الناجحون عن أولئك الذين يعانون في الدراسة وما الذي ينقصهم للالتحاق بأقرانهم الموهوبين، مؤكدةً أن معدل الذكاء ليس الشيء الوحيد الذي يشير إلى نجاح الطالب أو فشله، وذلك بعد توليها وظيفة في إحدى مدارس نيويورك لتعليم الرياضيات لطلبة الصف السابع ومرورها بتجربة شخصية عندما كانت طالبة وتحاول تعلم اللغة الإنجليزية؛ ما جعلها تدرك أن العمل بجهد والتزام أكثر من الآخرين سيدفعها إلى الأمام دومًا.
هناك ألاعيب يمكن للمعلمين ممارستها في أثناء عملية التدريس والشرح، مثل تحيير الطلاب وإرباك مخزونهم العلمي لإجبارهم على إثارة الأسئلة والتفكير بطرق حديثة وإبداعية
على سبيل المثال، ترى داكوريث أن الرياضيين يتمتعون بموهبة فطرية لكنهم في نفس الوقت ما زالوا مضطرين إلى بذل جهد كبير للاقتراب من أهدافهم والفوز بها، واعتبارًا لذلك، تعتقد أن الاجتهاد أفضل من الموهبة، فقد يؤدي الجد والنشاط إلى تطوير الشخص بشكل كبير أفضل من الملكات الفطرية.
ثلاث قواعد لإيقاد شرارة التعليم
يوجه رمزي مسلم مدرس كيمياء من سان فرانسيسكو، هذه المحاضرة إلى المعلمين، وفيها يتحدث عن ثلاث قواعد أساسية ترافق عملية التدريس وأولها إثارة الفضول لأنه البوابة إلى العلم ومن ثم تقبل الفوضى في أثناء التجريب وأخيرًا ممارسة التفكير للانفتاح على خيارات أفضل، وخاصة في المواد التي تحتاج إلى تخمينات وإثبات نظريات مثل الرياضيات والفيزياء.
كما يروج مسلم إلى ألاعيب يمكن للمعلمين ممارستها في أثناء عملية التدريس والشرح، مثل تحيير الطلاب وإرباك مخزونهم العلمي لإجبارهم على إثارة الأسئلة والتفكير بطرق حديثة وإبداعية، حيث يكون التحدي الأكبر في زرع الفضول والحماس في عقولهم.
التعلم حتى التمكن وليس من أجل التحصيل الدراسي
ممارسة الأساسيات مرارًا وتكرارًا سيدفع الطلاب إلى تقوية نقاط ضعفهم وجعلهم أكثر تقدمًا.
يخبرنا سال خان عن معاناة أقاربه في مادة الرياضيات وتعرقلهم بالكثير من الثغرات التي صعبت من مشوراهم التعليمي وكانوا مهزومين تمامًا من الناحية النفسية واعتقادهم بأنهم لا يمتلكون الجينات التي تمكنهم من فهم هذه المعادلات والمسائل، ولكن عند انضمامهم إلى مدرسة “خان أكاديمي” تمكنوا من تخطي هذه الصعوبة بنجاح غير مسبوق.
يعتقد خان أن السبب في ذلك يعود إلى الطريقة التي يتعلم بها الطلاب الأساسيات، فعلى سبيل المثال إن كنت ستتعلم الفنون القتالية فعليك أن تدرب نفسك على مهارات الحزام الأبيض في البداية، حتى تتمكن من الانتقال إلى الأحزمة الأخرى تدريجيًا، وبهذا يعتبر خان أن ممارسة الأساسيات مرارًا وتكرارًا سيدفع الطلاب إلى تقوية نقاط ضعفهم وجعلهم أكثر تقدمًا.