من بين كل الفئات الاجتماعية المتأثرة بالحرب المستمرة في السودان، بين الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة وقوات الدعم السريع وحلفائها من المليشيات الأخرى، منذ 15 أبريل/ن يسان 2023، يمكنك ملاحظة أن الأطفال هم الأكثر تأثرًا، ويمثّل الأطفال السودانيون تحت الـ 14 عامًا حوالي 40% من مجموع السكان البالغ عددهم 49.4 مليون نسمة، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان عام 2024.
وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 24 مليون طفل قد تأثروا بشكل مباشر أو غير مباشر بالنزاع، سواء من خلال العنف الجسدي المباشر، فقدان وصولهم إلى التعليم، النزوح الداخلي واللجوء إلى دول الجوار، أو فقدان أسرهم وأمنهم وتضرُّر صحتهم النفسية، إلى جانب مشاكل سوء التغذية.
إضافة إلى ذلك، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن الذين أُجبروا على الفرار من منازلهم في السودان تجاوز عددهم الـ 13 مليون شخص، وأن حوالي 52% ممّن نزحوا داخليًا هم أطفال تحت سن الـ 18 عامًا، ويتطلب أكثر من 14 مليون طفل مساعدات إنسانية عاجلة للبقاء قيد الحياة، وأن أكثر من 10 آلاف طفل فقدوا جزءًا أو أجزاء حيوية من أجسادهم خلال النزاع الجاري.
في هذا السياق، أحدث فيديو منتشر لعناصر من الدعم السريع وهم يعذبون طفلة ضجة واسعة، وسيكون هذا الحدث مدخلًا لنا لتسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية المؤلمة التي تواجه أطفال السودان. يهدف هذا التقرير إلى تقديم صورة شاملة عن تأثير الحرب عليهم، بما في ذلك جوانب الصحة النفسية والتعليم وسوء التغذية، مع توجيه نداء للدعم اللازم من المنظمات الدولية والمحلية المهتمة بهذا الشأن.
التأثير النفسي للحرب على الأطفال
تسبّبت حرب أبريل في صدمات نفسية عميقة للأطفال، نتيجة تعرضهم للعنف إضافة إلى العيش في ظروف صعبة، مع تملك مشاعر الخوف والقلق والاكتئاب التي أصبحت شائعة بين الأطفال الذين شهدوا أهوال الحرب بشكل مباشر. في هذا الصدد، إن الأطفال النازحين واللاجئين هم الأكثر تأثرًا، فيجدون أنفسهم في بيئات غير مألوفة وبعيدة عن منازلهم ومدارسهم، وسط تحديات الاندماج في المجتمعات الجديدة.
تحدث الدكتور مؤتمن بادي، وهو طبيب نفسي، إلى “نون بوست” عن التأثيرات النفسية المباشرة للحرب على الأطفال، بقوله: “عندما يتعرض الطفل لانتهاكات كفقد منزله أو أحد أفراد أسرته او أن ينفصل عنهم، يفقد الطفل إحساس الأمان والبيئة الحامية”.
ويضيف: “قد يتأثر أيضا الطفل بصورة غير مباشرة كسماع الأخبار التي تعتبر مخيفة ومليئة بالمشاعر السلبية عند الأطفال، وقد لا يمتلكون مهارة كافية للتعامل مع تلك المشاعر”، ويردف: “تعطيل التعليم، الذي يمثل بيئة آمنة للأطفال، يجردهم أيضًا من فرصة الحصول على تغذية كافية ورعاية صحية، ما يعزز من تداعيات الحرب النفسية”.
نتيجة لذلك، قد تزيد احتمالية الإصابة باضطرابات نفسية حادة، من أهمها “اضطراب ما بعد الصدمة، اضطراب القلق والاكتئاب، اضطرابات النوم، فقدان الأمان والانسحاب العاطفي، العنف وتغير الشخصية، الى جانب الأعراض الجسدية وأذية الذات”، على حد تعبيره.
ويشدد الدكتور بادي في ختام حديثه على أهمية الوعي الشعبي بالمخاطر النفسية التي يتعرض لها الأطفال، بأن “الأثر النفسي للنزاعات قد يكون طويل المدى ويلازم الطفل مدى الحياة”، ويؤكد على ضرورة توفير العناية النفسية المبكرة والوقائية لتقليل “خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية وتخفيف وطأة الحرب على الأطفال”.
في سياق متصل، أوضحت إيناس، وهي مختصة نفسية، تهديد النزاع لشعور الأطفال بالأمان، بقولها إن “النزاع يجعل الأطفال يشعرون بالقلق والخوف المستمرَّين، ويفقدون الثقة في العالم المحيط بهم”، وأن هذا الشعور بالتحديد يترك آثارًا عميقة على تطورهم العاطفي، “ما يصعّب عليهم بناء علاقات صحية في المستقبل” بحسب وصفها.
وتؤكد أن “الضغط النفسي والقلق المستمرَّين يعيقان قدرة الأطفال على التركيز والتعلم، قد يؤدي هذا إلى تراجع في أدائهم الدراسي أو حتى انسحابهم تمامًا من التعليم”.
إضافة إلى ذلك، تذكر إيناس أن “بعض الأطفال قد ينزلقون نحو الانطواء أو فقدان الاهتمام بالحياة اليومية، كما يمكن أن يتجهوا إلى سلوكيات عدوانية أو ضارّة كوسيلة للتعامل مع الضغط النفسي”.
وتشير إلى أهمية الدعم الأسري بقولها: “الأطفال الذين يحصلون على دعم عاطفي من عائلاتهم يتكيفون بشكل أفضل مع الضغوط، هذا الدعم يخلق بيئة أكثر استقرارًا بالنسبة إليهم وسط الفوضى”، وتردف: “اللعب والرسم أو أي نوع من التعبير الإبداعي يوفر للأطفال منفذًا آمنًا للتعبير عن مشاعرهم، ما يساعد في تخفيف الأثر النفسي”.
وتختتم إيناس حديثها بالإشارة إلى آليات التحصين النفسي، حيث تقول: “بعض الأطفال يطورون آليات دفاع نفسية طبيعية، مثل تجاهل الأحداث السلبية أو بناء قصص خيالية لتغيير الواقع الذي يعيشونه”.
تعليم.. تاثير الحرب على الطلاب ومستقبلهم
أما في ملف التعليم، فتشير إحصائيات وكالات أممية إلى أن 19 مليون طفل خارج منظومة التعليم بسبب حرب 15 أبريل/ نيسان، التي أدت إلى إغلاق العديد من المدارس في 18 ولاية في السودان.
وأقرَّ اجتماع حكومي برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار، ترتيبات بدء امتحانات الشهادة السودانية، بانعقادها لطلاب العام 2023 قبل نهاية العام الحالي، على أن يحدَّد تاريخها خلال الأيام القادمة وفق خارطة عمل تضمن تذليل كافة العقبات التي تحيط بانعقادها.
في هذا الصدد تقول سنية أشقر لـ”نون بوست”، وهي معلمة وعضوة المكتب الإعلامي للجنة المعلمين السودانيين، إن “طلاب الشهادة السودانية دفعتان، وقرار أن تكون هناك امتحانات هو قرار سياسي، مع عدم وجود ضمانات، وأعتقد أن الشهادة السودانية هي قضية أمن دولة، مع صعوبة تأمين مراكز الامتحانات والطلاب في هذه الفترة”.
وتضيف: “الحرب دمّرت البنية التحتية للدولة ككل، بما فيها البيئة التعليمية، وأصابت العملية التعليمية في مقتل، ودمّرت أكثر من 10 آلاف و400 مدرسة وأصبحت ثكنات عسكرية، جزء منها تدمّر كليًا والجزء الآخر أصبح مقابر للجثث، وقد لا تصلح للطلاب إذا توقفت الحرب إلا بعد صيانتها وإعادة إعدادها بشكل كامل”، وتردف: “كما تمّ نهب العديد من المدارس بما فيها مكاتب التعليم والوزارات في الولايات التي شهدت نزاعًا”.
وتؤكد أن “نسبة المدارس في ولاية الخرطوم تقدَّر بـ 54% من العدد الكلي للمدارس في السودان وقد تدمّرت بالفعل، أما المتبقي من المدارس في المناطق الآمنة أصبحت مراكز إيواء للفارين من الحرب، وهي أساسًا غير مهيَّأة لتكون سكنًا للمدنيين”.
وتستطرد: “حتى المدارس التي عملت في ولايات شبه مستقرة لم تستمر، مثلًا في ولاية نهر النيل تعرض النازحون للطرد بالقوة الجبرية لفتح المدارس مع دمج الطلاب، والذي نتج عنه تكدّس في الفصول الدراسية، وفي مدينة الأبيض وقعت قذيفة في إحدى المدارس ما تسبّب في مقتل عدد كبير من الطالبات”.
وإن “غالبية الأطفال في سن الدراسة لا يأتون إلى المدرسة أساسًا، وقد أصبحوا عمالة في الأسواق وباعة متجولين، نظرًا إلى احتياج أسرهم إليهم في ظل الظروف المعقدة الحالية”، على حد تعبيرها.
فيما يتعلق بأوضاع المعلمين، تقول: “تشرد المعلمون بين لاجئ ونازح، وقد قُتل جزء كبير من المعلمين برصاص القوات المتحاربة، وجزء آخر مات بالأمراض ولم يجدوا الدواء، مع توقف مرتباتهم منذ اندلاع النزاع”.
وتردف: “الأطفال الذين نزحوا مع أسرهم من الخرطوم إلى الولايات تعرضوا لاستغلال اقتصادي وجنسي وعمالة أطفال، وتعرض المعلمون أيضًا لصعوبات كثيرة، وأتذكر في ولاية القضارف فتح لهم أحد المسؤولين فرصًا للعمل كعمال نفايات”.
وتختتم حديثها بأن “وزارة التربية والتعليم أصلًا نازحة، وأن هناك طلابًا في الخرطوم ما زالوا مع أسرهم، فكيف تفتح المدارس في مناطق وفي مناطق أخرى لا، وأيضًا هناك طلاب في مناطق اللجوء لا يستطيعون الحصول على التعليم بسبب أنه باهظ التكلفة، وآخرون يقف حاجز اللغة عائقًا أمامهم، ونحن في لجنة المعلمين السودانيين نقول إن التعليم هو البوابة الأساسية للسلام والعدالة، وأن من حق أي طالب الحصول على التعليم”.
بدورها، تشير الأستاذة منال، وهي معلمة في المدارس السودانية، في حديثها لـ”نون بوست” إلى تأثيرات الحرب على الطلاب، وتصف: “منذ اندلاع الحرب، فقد الأطفال في السودان كل شيء تقريبًا، فقدوا الأمان، البيوت، والأهل”، وأن العديد من العائلات نزحت أكثر من مرة، ما يضيف أعباء على الأطفال الذين يعيشون في حالة من عدم الاستقرار.
وتوضح الأستاذة منال أن “الطلاب فقدوا بيتهم الثاني الذي يقضون فيه من 5 إلى 7 ساعات يوميًا، وهذا يعنى فقدان العلم والرفاق”، ما سبّب فجوة في التعليم عانى إثرها الأطفال من “نسيان الأساسيات الدراسية”.
وتضيف: “بعض الطلاب الذين تمكنوا من الالتحاق بالمدارس تعرضوا للتنمر، وصفهم البعض بأنهم سبب مشكلة في المدارس بسبب اكتظاظ الفصول”، والبعض الآخر “لم يتلقوا الكتب التي سُلّمت للتلاميذ الأصليين، وجلسوا في نهاية الفصول، وبعضهم تمنى البقاء في المنزل بسبب التنمر، وماتت أحلامهم وأشواقهم للمدرسة”.
من جانب آخر، تؤكد الأستاذة منال أن المعلمين أيضًا يعانون “النزوح والتشتت وضيق ذات اليد، وهذا من أكبر أسباب معاناتنا”. كما هو الحال مع الكثيرين، يجد المعلمون أنفسهم في مواجهة تحديات هائلة تؤثر على قدرتهم على تقديم الدعم اللازم لأنفسهم أولًا وللطلاب.
رغم ذلك، أشارت الأستاذة منال إلى أمل الطلاب في العودة إلى حياتهم السابقة بكل تفاصيلها، وأن هذا الأمل “هو ما ظل يخفف من معاناتهم ويعطيهم دفعة للاستمرار”.
تجنيد الأطفال
إلى ذلك، قالت اليونيسف إنه في عام 2023 شهد السودان أعلى عدد من الانتهاكات الجسيمة الموثقة ضد الأطفال منذ أكثر من عقد من الزمن، وأن التقديرات تشير إلى أن 72% من الانتهاكات شملت قتل وتشويه الأطفال، يلي ذلك تجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة والعنف الجنسي.
كما قال ممثل منظمة اليونيسف في السودان، شيلدون يت، إن “موجة الفظائع التي أطلقت على أطفال السودان يجب أن تتوقف”، وذكر أنه في عام 2023 شهد السودان أعلى عدد من الانتهاكات الجسيمة التي تمّ التحقق منها ضد الأطفال منذ أكثر من عقد من الزمان.
وأشار المسؤول الأممي إلى أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، أفادت التقارير بمقتل أو إصابة ما لا يقلّ عن 30 طفلًا بفعل القصف العشوائي لقوات الدعم السريع على مدينة سنار في السودان.
في هذا الصدد، تحدثت إلى “نون بوست” السيدة أروى صابر، محامية ومدافعة عن حقوق الإنسان، بقولها: “يجب على جميع الأطراف المتحاربة أن تفي بالتزاماتها بحماية الأطفال وإنهاء الانتهاكات الجسيمة ضدهم في أوقات الحرب، ويجب على الجهات التي تتمتع بالنفوذ أن تستخدم نفوذها لدعم الأطراف المتحاربة في اتخاذ خطوات لتحقيق ذلك”.
وأشارت أروى إلى ضرورة اتخاذ الأطراف المتحاربة في السودان العديد من التدابير، من ضمنها “إنهاء الهجمات المتعمدة والهجمات العشوائية التي تقتل الأطفال وتصيبهم بجراح”، و”إنهاء الهجمات على التعليم، بما في ذلك الهجمات والتهديدات ضد الطلاب والمعلمين والمدارس، وكذلك إنهاء استخدام المدارس لغايات عسكرية”.
إضافة إلى ذلك، يجب عليهم “الوفاء بالالتزامات الدولية بتحقيق عالم خالٍ من تهديد الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب، والمتفجرات اليدوية الصنع”، إلى جانب “إنهاء تجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل القوات والجماعات المسلحة، وإنهاء احتجاز الأطفال الذين يزعم أنهم مرتبطون بقوات أو جماعات مسلحة”.
كما أشارت إلى “تسريح الأطفال المرتبطين بقوات أو جماعات مسلحة وإحالتهم إلى خدمات الحماية، ودعم إعادة إدماجهم في مجتمعاتهم المحلية، بما في ذلك الإعادة الآمنة للأطفال الأجانب إلى بلدانهم الأصلية، حيثما تقتضي مصلحتهم الفضلى ذلك”.
ختامًا، نبّهت إلى ضرورة “إنهاء اختطاف الأطفال في النزاع الحالي، ووقف كافة ممارسات العنف الجنسي، وغيرها من أشكال العنف الجنساني ضد الأطفال”.
سوء التغذية
وفي جانب آخر، توصلت لجنة استعراض المجاعة التابعة للأمم المتحدة، إلى أن ثمة مجاعة جارية حاليًا في مخيم زمزم الذي يأوي أكثر من 400 ألف مهجَّر، وهي أول نتيجة تؤكدها اللجنة منذ أكثر من 7 سنوات، والمرة الثالثة فقط التي تؤكد فيها اللجنة وقوع مجاعة منذ تأسيس نظام الرصد هذا قبل 20 سنة.
ويُتوقع أن يعاني ما يقدَّر بـ 730 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم في هذا العام، وهو الشكل الأكثر تهديدًا للأرواح من أشكال سوء التغذية.
في بعض المناطق مثل معسكرات النازحين، وصلت نسبة سوء التغذية إلى 33.7% بين الأطفال، وتضاعف معدل الوفيات بشكل مخيف بسبب سوء التغذية والأمراض ذات الصلة.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم طرق الإمداد، ما جعل من المستحيل تقريبًا إدخال الأغذية العلاجية والأدوية والإمدادات الأساسية إلى المخيم، منذ تكثيف القتال حول الفاشر في مايو/ أيار 2024.
ويؤكد الخبراء أن المجاعة بدأت تظهر بشكل مقلق في المناطق التي تعتمد على الزراعة، لكن بسبب النزاع واستخدام قوات الدعم السريع “التجويع” كسلاح، إلى جانب سرقتها للمحاصيل والآليات الزراعية خصوصًا في الإقليم الأوسط، توقفت الأنشطة الزراعية، وانقطعت طرق الإمداد، ما أدّى إلى نفاد المخزون الغذائي بشكل شبه كلّي.
توقعات صادمة
حذّرت صحيفة “ذي إيكونوميست”، في عددها الصادر بتاريخ 29 أغسطس/ آيار، من أن الجوع قد يقتل حوالي 2.5 مليون شخص في السودان بحلول نهاية العام، ما سيشكّل كارثة أسوأ من تلك التي شهدتها إثيوبيا خلال الثمانينيات.
وقدّرت الصحيفة عدد الضحايا في صفوف المدنيين حتى اللحظة بـ 150 ألفًا، كما وصفت عجز الأمم المتحدة والغرب عن وقف الحرب بأنه يمثل حالة من “الشلل” وقلة الاكتراث لما وصفته بالكارثة الإنسانية الأكبر في العالم اليوم، وأيضًا قنبلة جيوسياسية موقوتة، ورأى التقرير أن أطرافًا خارجية إقليمية ودولية تغذي النزاع الحالي، وذلك بتقديم الدعم لطرفَي الحرب، ما جعل السودان “سوقًا قاتلًا”.
وإن العنف سيزعزع استقرار الجيران ويؤدي إلى تدفقات لاجئين إلى أوروبا، لأن السودان يمتلك حوالي 800 كيلومتر من الساحل على البحر الأحمر، لذا فإن انهياره يهدد قناة السويس، وهي شريان رئيسي للتجارة العالمية.
وتوقعت ازدياد الأمر سوءًا، ما سوف يجبر الناس على أكل العشب والأوراق إذا استمر نقص الغذاء، وقد يموت ما بين 6 إلى 10 ملايين شخص جوعًا بحلول عام 2027، وفقًا لمركز أبحاث هولندي يقوم بنمذجة الأزمة.
وخلصت الصحيفة إلى أنه من الخطأ الجسيم أن يتجاهل العالم الخارجي السودان، لأسباب أخلاقية ومصالح ذاتية، ومن الخطأ تصور أنه لا يمكن فعل أي شيء، فالغضب الشعبي من شأنه أن يفرض ضغوطًا على “الحكومات الديمقراطية” لتفعل المزيد.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن ما من أحد يستطيع إعادة السودان إلى وضعه الطبيعي، ذلك لأن إصلاح ما دمّرته الحرب سيستغرق عقودًا من الزمن، لكن من الممكن “إنقاذ ملايين الأرواح” وتقليص احتمالات حدوث “صدمات جيوسياسية كارثية” إذا تصرف العالم الآن، وأن السودان ظل لفترة طويلة في الحرب التي اختار “الجميع تقريبًا تجاهلها” وقد “حان الوقت للانتباه”.