بينما تتوالى الأخبار عن تقدم للثوار في ريف اللاذقية وعن حالة الذعر التي يعيشها أنصار رئيس النظام السوري “بشار الأسد” على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وبينما تأتي الأخبار من حلب عن قرب سقوط المخابرات الجوية أمام الثوار، خرج بشار الأسد ليُطمئن أنصاره في الداخل والخارج بأن “الأمة في مرحلة انعطاف لصالح النظام”.
اللاذقية:
نشرت وكالة رويترز تقريرًا مطولاً عن الوضع في مدينة اللاذقية السورية، وتضمن التقرير حوارات مع عدد من مناصري بشار الأسد المنتمين للطائفة العلوية عبروا خلالها عن “حالة الذعر” التي يعيشونها مع تقدم الثوار في ريف اللاذقية ومع تراجع قوات النظام.
وبدأ القتال الذي جلب الخوف معه إلى اللاذقية قبل ثلاثة أسابيع عندما دخل مقاتلو المعارضة من تركيا واستولوا على المعبر الحدودي عند قرية كسب التي يسكنها مسيحيون من الأرمن وهي آخر معبر حدودي من تركيا إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.
ونجح الثوار في السيطرة على شاطىء صغير على مقربة من المدينة، ليكون أول موطىء قدم للثوار على ساحل البحر المتوسط الذي يمتد لمسافة 250 كيلومترًا، وذلك بعد سيطرتهم على تلال المدينة والتي تشمل موقعًا لاتصالات الأقمار الصناعية يعرف باسم “نقطة المراقبة 45″، إذ يقول سكان مدينة اللاذقية إن نيران المدفعية الثقيلة يمكن أن تصيبهم بكل سهولة من تلك المواقع.
حلب:
قُتل نحو 15 من جنود النظام في معارك قرب فرع المخابرات الجوية بحلب ودُمرت دبابتين لقوات النظام وسيطرالثوار على عدد من المباني في حي جمعية الزهراء، وقال مراسل الجزيرة نت في حلب “إن من بين المباني التي سيطر عليها الثوار مبنى مديرية الخدمات الفنية وفرع الهلال الأحمر الملاصقان لمقر المخابرات الجوية”.
وأشار المراسل إلى أن ما لا يقل عن مائة جندي من قوات النظام قُتلوا في الأيام الثلاثة الماضية من بينهم أفراد في الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، في حين أدى استخدام النظام للبراميل المتفجرة لقصف حي الشيخ فارس إلى قتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلتان.
الأسد:
وفي الاتجاه المعاكس للأخبار الواردة من اللاذقية وحلب، جاء تصريح رئيس النظام السوري “بشار الأسد” الذي قال خلال لقائه أساتذة وطلاب الدراسات العليا بكلية العلوم السياسية في جامعة دمشق “إن الأزمة باتت تشهد مرحلة انعطاف لصالح النظام” – حسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)-.
وقال الأسد: “هناك مرحلة انعطاف في الأزمة سواء كان من الناحية العسكرية والإنجازات المتواصلة التي يحققها الجيش والقوات المسلحة في الحرب ضد الإرهاب، أو من الناحية الاجتماعية من حيث المصالحات الوطنية وتنامي الوعي الشعبي لحقيقة أهداف ما تتعرض له البلاد”.
وأضاف: “الدولة تسعى إلى استعادة الأمن والاستقرار في المناطق الرئيسية التي ضربها الإرهابيون، لتتفرغ بعد ذلك لملاحقة البؤر والخلايا النائمة”، مشيرًا إلى أن سوريا “مستهدفة ليس فقط بحكم موقعها الجيوسياسي الهام، وإنما بسبب دورها التاريخي المحوري في المنطقة وتأثيرها الكبير على الشارع العربي”.
ورأى محللون أن تصريحات الأسد تأتي في إطار حملته الانتخابية التي يريد من خلال تصوير نفسه في شكل المنتصر قبل 3 أشهر من نهاية ولايته الرئاسية في 17 يوليو القادم.