الخطيب يكشف لـ”نون بوست”: “مخطط عربي خبيث لبيع القدس”

الشيخ كمال الخطيب في حوار خاص لـ”نون بوست”:
– دول عربية تتواطأ مع “إسرائيل” لبيع القدس وإنهاء دورها.
– موقف السعودية من صفقة القرن “مخزٍ” وهناك مخطط لتضييع القضية الفلسطينية.
– الأقصى يتعرض لأخطر المشاريع الإسرائيلية والصمت وفر له الضوء الأخضر.
– غزة كانت عنوانًا للصمود والتحدي ويجب رفع الحصار عنها فورًا.
تُحيط بالقضية الفلسطينية الكثير من المتغيرات السياسية والاقتصادية التي باتت تتحكم فيها قوى إقليمية وعربية ودولية، وفَّرت غطاءً مشجعًا للاحتلال الإسرائيلي، للاستمرار في عدوانه وتصعيده الممنهج ضد الفلسطينيين وحقوقهم ومقدساتهم الإسلامية.
هذه المتغيرات الشائكة والمتصاعدة والأسئلة الكثيرة التي تلاصقها بانتظام، نقلناها كاملةً إلى الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، ليكشف تفاصيلها، ويضع حلولاً وإجابات تفسر الوضع القائم والقادم على القضية الفلسطينية بملفاتها المتشعبة.
الشيخ كمال الخطيب، بدأ حواره مع “نون بوست”، بالحديث عن ملف المسجد الأقصى المبارك نظرًا لحساسيته وخطورة ما يُحاك ضده داخل الغرف المغلقة من الحكومة الإسرائيلية ووزرائها المتطرفين، متطرقًا لملفات الأخرى تباعًا في سياق هذا الحوار.
مشاريع خطيرة
“المسجد الأقصى يتعرض الآن لأبشع وأخطر مراحل تغيير معالمه الإسلامية ومكانته المرموقة التي ترسخت على مر الزمان”، هذا ما بدأ به الشيخ كمال الخطيب حديثه معنا، مضيفًا: “هذه الحملة الممنهجة على المسجد الأقصى جاءت بعد أن أخذت “إسرائيل” الضوء الأخضر الأمريكي بعد إعلان دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” نهاية العام الماضي.
وأضاف الخطيب: “حكومة الاحتلال تستغل جيدًا الظروف العربية والإسلامية والدولية المحيطة والمتردية لخدمة أهدافها ومخططاتها الخبيثة والعنصرية للسيطرة على المسجد الأقصى بأكمله، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، وسلخ الطابع الإسلامي عنه واستبداله بطابع يهودي مزيف”.
اتهم الخطيب دولاً عربية كبيرة بمشاركة الاحتلال في السيطرة على مدينة القدس، مؤكدًا وجود مشاريع مشتركة بين دول عربية و”إسرائيل” للسيطرة على المدينة المقدسة بشراء عقارات مقدسية وبيعها لليهود
وتابع الخطيب حديثه: “المسجد الأقصى يتعرض بشكل يومي لانتهاكات عنصرية بشعة شملت منع الصلاة والاعتداء على المرابطين والمرابطات واعتقالهم، وتركيب البوابات الإلكترونية لتفتيش المصلين، وتدنيس باحاته من المستوطنين المتطرفين، إضافة للحفريات التي تجري أسفله وباتت تشكل خطرًا كبيرًا على وجوده”.
ولفت نائب رئيس الحركة الإسلامية، إلى أن كل الخطوات التي تقوم بها حكومة الاحتلال بحق المسجد الأقصى بشكل خاص ومدينة القدس المحتلة بشكل عام، جاء بضوء أخضر من المجتمع الدولي وكذلك الدول العربية التي لم تحرك ساكنًا لإنقاذ الأقصى ومدينة القدس.
واتهم الخطيب دولاً عربية كبيرة بمشاركة الاحتلال في السيطرة على مدينة القدس، مؤكدًا وجود مشاريع مشتركة بين دول عربية و”إسرائيل” للسيطرة على المدينة المقدسة بشراء عقارات مقدسية وبيعها لليهود وإنشاء شركات ومؤسسات كلها تخدم مصالح الاحتلال على حساب المقدسيين وحقوقهم.
إعلان حرب
وحول ملف “صفقة القرن” الأمريكية، وما يتم التجهيز له على أرض الواقع لطرحها، أكد الشيخ الخطيب أن الإدارة الأمريكية وبالتعاون مع دولة عربية بدأت بتنفيذ بنود الصفقة على الأرض، بدءًا بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ومن ثم نقل السفارة الأمريكية إليها، وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين حول العالم للأبد.
عبر الخطيب عن رفضه لمشاركة دول عربية وعلى رأسهم المملكة السعودية، وموقفها “المخزي” بحسب ما أسماه في الترويج ودعم “صفقة القرن” الأمريكية
واعتبر أن تلك التطورات المتلاحقة على الساحة الفلسطينية والعربية وكذلك الدولية، ما هي إلا جزء أساسي مما تسمى “صفقة القرن”، لافتًا إلى أن الصفقة هي إعلان حرب على الفلسطينيين وحقوقهم التي دافعوا عنها طوال السنوات الماضية.
وفي سياق حواره لـ”نون بوست”، عبر الخطيب عن رفضه لمشاركة دول عربية وعلى رأسهم المملكة السعودية، وموقفها “المخزي” بحسب ما أسماه في الترويج ودعم “صفقة القرن” الأمريكية، مؤكدًا أن أهداف إنهاء القضية الفلسطينية وتشتيت ملفاتها كافة بما يتماشى مع مصالح الاحتلال باتت تجمع الدول العربية بالإدارة الأمريكية.
وحذر الشيخ من التساوق مع الصفقة الأمريكية، معتبرًا الهدف الأول والأخير من تلك الصفقة المشبوهة هو القضاء على القضية الفلسطينية بأكملها، وحماية دولة الاحتلال وجعلها حليفًا بالمنطقة بعد أن كانت عدوًا.
وتأتي هذه التطورات المتلاحقة تزامنًا مع رواج الحديث عن “صفقة القرن” التي يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تنفيذها في الشرق الأوسط لـ”إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين”. والصفقة دعمتها دول عربية، من بينها السعودية ومصر، بحسب وسائل إعلام عبرية، في وقت يواصل فيه الفلسطينيون التعبير عن قلقهم إزاء ضياع قضيتهم.
حصار غزة
أخيرًا، وحول ملف قطاع غزة وما يتعرض لها من حصار مشدد، وحول مسيرات العودة التي أشعلت المواجهات على الحدود، أكد الخطيب، أن قطاع غزة يقدم أسمى أشكال المقاومة والبطولة في وجه المحتل الإسرائيلي، الذي بات ينعم بالأمن والأمان من الأنظمة العربية المتواطئة.
الخطيب: سعي الفصائل لتحقيق تهدئة في الوقت الراهن لرفع الحصار المفروض منذ 12 عامًا يعد مصلحة وطنية لتتعافى غزة
وقال الخطيب: “غزة سيكتب لها النصر قريبًا، وما تقدمه نموذجًا مشرفًا من البطولة والتضحية في وجه هذا العدو الغاشم، وما يجري على حدودها يعبر عن وعي شعبي قوي وصامد، رغم كل المؤامرات والحصار المشدد المفروض على غزة من القريب قبل البعيد”، بحسب وصفه.
وشدد الخطيب في ختام حواره، على ضرورة رفع الحصار المفروض على سكان قطاع غزة، مؤكدًا أن سعي الفصائل لتحقيق تهدئة في الوقت الراهن لرفع الحصار المفروض منذ 12 عامًا وشل كل مناحي الحياة، يعد مصلحة وطنية لتتعافى غزة وتكون أقوى وأشد عودًا.
ويعاني قطاع غزة الذي يزيد سكانه على مليوني فلسطيني، تردّيًا كبيرًا في الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، جراء الحصار الإسرائيلي المفروض منذ نحو 12 عامًا، وتعثُّر جهود المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وتحاول إدارة ترامب استغلال تلك الظروف وإغراء حماس من خلال تقديم مشاريع اقتصادية تُخرج قطاع غزة من أزماته.