وسط ترحيبٍ حار في “إسرائيل”، قوبل الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي المتهم بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان خلال حملته القاتلة على المخدرات، في أول زيارة من نوعها أثارت الكثير من التكهنات عن الجوانب الحقيقية للزيارة، والكثير من الجدل عن شخصية الضيف.
الزيارة الرئاسية الأولى للرئيس الفلبيني منذ بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1957، أثارت انتقادات واسعة من جهات وجمعيات حقوقية عدة، طالب بعضها برفض استقباله وبإعلانه “ضيفًا غير مرغوب فيه”، وجاءت بعض هذه الانتقادات من نشطاء حقوق المرأة، فالرئيس الفلبيني يتحدث عن اغتصاب النساء كأمر طبيعي، وأيضًا من نشطاء حقوق الإنسان الذين لا يحبون تصريحاته عن إبادة تجار المخدرات وقتلهم بلا محاكمة.
لكن على عكس موقف الحكومة الإسرائيلية المرحب، هناك من يعارض الزيارة من منطلق معارضة بيع الأسلحة الإسرائيلية للفلبين، لأنها تستخدم في الحملة الدامية لتصفية تجار المخدرات، فقد كتبت المجموعة التي يرأسها المحامي الحقوقي إيتاي ماك: “بالتأكيد ليس هناك مكان لقاتل وشخص يدعم الاغتصاب ويطلق النار على النساء في أعضائهن التناسلية ويفجر المدارس كي يلتقي رئيس (إسرائيل)”.
ما وراء الزيارة الأولى
مع كثرة الانتقادات الموجهة لقدومه بسبب تصريحاتٍ سابقة له عن الهولوكوست، آثرت الحكومة الإسرائيلية أن لا يكون معظم أحداث الزيارة متاحة لوسائل الإعلام، معتبرة أنه إجراء وقائي تحسبًا لأي زلات قد يتفوه بها رئيس الفلبين الذي واجهت أساليبه المتشددة في مكافحة الجريمة وبعض كلماته الانتقادات في الداخل والخارج.
يتضمن برنامج الرئيس الفلبيني غير المعلن في البلاد المشاركة في معارض للأسلحة والمعدات العسكرية الإسرائيلية الحديثة والأكثر تطورًا بإشراف وزارة الأمن
ويظهر من جدول الأعمال المعلن لزيارة الرئيس الفلبيني المثير للجدل، اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى لقاء منفصل بالرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، بالإضافة إلى المشاركة في حدث للفلبينيين في “إسرائيل”، وإجراء جولة في نصب “ياد فاشيم التذكاري” ومتحف المحرقة ومدينة القدس القديمة، وسيزور أيضًا نصبًا تذكاريًا للفلبين بمناسبة فتح حدودها لليهود خلال “الهولوكوست”.
لكن خلاف ما هو معلن، كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن الجانب الخفي من الزيارة يتجاوز كل ذلك، إذ يتضمن برنامج الرئيس الفلبيني غير المعلن في البلاد المشاركة في معارض للأسلحة والمعدات العسكرية الإسرائيلية الحديثة والأكثر تطورًا بإشراف وزارة الأمن، في محاولة لإجراء صفقات، بالإضافة إلى توقيع رخصة للتنقيب عن النفط لشركة “راتيو أويل إكسبلوريشن” المملوكة لـ”إسرائيل”.
يُتهم دوتيرتي بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان خلال حملته القاتلة على المخدرات
وعلى عكس ذلك، برر الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي المعروف عنه تصريحاته شديدة اللهجة تجاه الولايات المتحدة، لا سيما خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما الذي وصفه في أحد خطابته بـ”ابن العاهرة”، زيارته لـ”إسرائيل” بأنها تهدف للاطمئنان على الرعايا الموجودين فيها فقط، حيث يعيش ويعمل بها نحو 76 ألف مواطن فلبيني.
ومن المواضيع المهمة لدوتيرتي أيضًا تحسين ظروف الفلبينيين العاملين بمجال التمريض في “إسرائيل”، ففي 2017 وحدها، أحصت العاصمة الفلبينية مانيلا نحو 30 ألف فلبيني يعملون في “إسرائيل”، فضلاً عن نحو 10 ملايين فلبيني خارج بلادهم في عدة مجالات، وبحسب البنك المركزي الفلبيني فإن عائداتهم ذات أهمية بالغة في اقتصاد البلاد حيث بلغت في 2017 أكثر من 28 مليار دولار، وتعمل سلطات الفلبين على الحصول من العواصم الأجنبية على اتفاقيات لتحسين حقوق عمالها المهاجرين الذين يعتبرون أبطالاً في بلادهم.
مرور طائرة الرئيس الفلبيني فوق الأجواء السعوديّة لم يأت من فراغ، بل كان منسقًا مسبقًا، وتل أبيب ومانيللا حصلتا على موافقة رسمية من السلطات الرسمية السعودية
ووفقًا لما هو معلن أيضًا، سيبحث الرئيس الفلبيني مع السلطات الإسرائيلية إمكانية إطلاق خط طيران مباشر من مانيلا إلى تل أبيب، لكن دون الإشارة إلى مروره فوق الأراضي السعودية، حيث كشفت مصادر سياسية رسمية وواسعة الاطلاع في تل أبيب، النقاب عن أن طائرة دوتيرتي مرت في الأجواء السعودية، ومن ثم واصلت طريقها إلى تل أبيب.
وعلى حد قول المصادر التي تحدثت للمراسل للشؤون السياسية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إيتمار آيخنر، فإن مرور طائرة الرئيس الفلبيني فوق الأجواء السعوديّة لم يأت من فراغ، بل كان منسقًا مسبقًا، وتل أبيب ومانيللا حصلتا على موافقة رسمية من السلطات الرسمية السعودية.
كما عبرت المصادر عن سعادتها بهذه الخطوة السعودية، فعدد سكان هذه الدولة الآسيوية يصل إلى أكثر من 80 مليون شخص، وهناك فرصة كبيرة لفتح خط السياحة أمام الفلبينيين الذي سيدر أرباحًا كبيرة جدًا على ميزانية دولة الاحتلال، علمًا أن أكثريتهم الساحقة من المسيحيين الذين يرغبون في زيارة الأماكن المقدسة بـ”إسرائيل” والضفة الغربية المحتلة، مثل كنيسة البشارة في الناصرة وكنيسة القيامة في القدس المحتلة، وكنيسة مهد الرب يسوع في مدينة بيت لحم، الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي.
اقتصاديًا أيضًا، تسعى “إسرائيل” إلى التوقيع على إذن للتنقيب عن النفط لشركة “Ratio Petroleum“، التي هي بملكية “إسرائيل”، وحصلت قبل 3 سنوات على رخصة فليبينية بحقوق التنقيب البحري لاستكشاف النفط في عطاء وزارة الطاقة في الفلبين، لكن امتياز التنقيب كان ينتظر توقيع دوتيرتي خلال الأشهر الستة الماضية.
نتيجة ذلك، سعت “راتيو” التي تمتلك 15% من حصص حقل “ليفياتان” لإنتاج الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، للحصول على مساعدة وزارة الخارجية الإسرائيلية لتسهيل التوقيع خلال الزيارة، في وقتٍ ذكرت وسائل الإعلام الفلبينية أن منطقة الاستكشاف تحمل إمكانات كبيرة من النفط.
السلاح أولاً.. “لا تشترِ من أي شخص إلا من (إسرائيل)”
بالعودة إلى صحيفة “هآرتس“ التي تحدثت عن جوانب أخرى للزيارة لم تُعلَن، فإن زيارة دوتيرتي لا يمكن أن تتم دون إجراء صفقات بيع الأسلحة، ويرجع ذلك إلى أنها من بين كبار تجار السلاح في العالم، حيث تذهب 60% من صادراتها الدفاعية إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفقًا لبيانات وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وبالنسبة لدوتيرتي، فإن زيارته هذه قد تكون الأكثر أهمية في سعيه للحصول على صفقات أسلحة بعد رفضه مبادرات المبيعات الأمريكية، فمنذ وصوله للسلطة، كان منفتحًا للغاية بشأن ميله إلى السلاح الإسرائيلي، بعد قوله علنًا عام 2016: “لا نحتاج إلى طائرات مقاتلة أمريكية أو غواصات، في مسألة السلاح، قلت، لا تشترِ من أي شخص إلا من (إسرائيل)”.
يريد دوتيرتي أيضًا تحسين التعاون الأمني مع “إسرائيل”، خاصة بعد تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة
ويريد دوتيرتي أيضًا تحسين التعاون الأمني مع “إسرائيل”، خاصة بعد تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، وهنا برزت الفلبين كشريك جديد مهم بالنسبة لـ”إسرائيل” التي باعت للفلبين 3 أنظمة رادار و100 عربة مدرعة، في صفقة بلغت قيمتها 21 مليون دولار.
وكان سبب تدهور العلاقات انتقادات واشنطن للحرب الدامية على المخدرات التي أعلنها رئيس الفلبين، ورد دوتيرتي على تلك الانتقادات بإلغاء طلبية من 27 ألف بندقية هجومية كان قد أبرمها مع الأمريكيين، كما ألغى هذا العام عقد شراء 16 مروحية كندية أيضًا بسبب انتقادات الحكومة الكندية لوضع حقوق الإنسان في الفلبين، وأعاد دوتيرتي توجيه سياسة بلاده الخارجية باتجاه الصين وروسيا، رغم أن التوتر خف بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة.
وفي سعيها للبحث عن مصدر للسلاح خارج الولايات المتحدة، اعتمدت مانيلا في الآونة الأخيرة على أسلحةً إسرائيلية مثل بنادق ومسدسات جليل “Galil“، كسلاح رئيسي لأكثر من 120 ألف شرطي ورجل أمن، يتولون معركة دوتيرتي ضد تجارة المخدرات غير المشروعة والجرائم الأخرى.
اعتمدت مانيلا في الآونة الأخيرة على أسلحة إسرائيلية مثل بنادق “Galil” التي يحملها دوتيرتي
وتسعى مانيلا الآن لإتمام صفقة طائرات، وقد تكون هناك صفقات أكبر على الطريق، فمانيلا تخطط لإجراء إصلاحات في قواتها المسلحة بمليارات الدولارات، ووفقًا لبيانات الحكومة الإسرائيلية، بلغت قيمة الصادرات للفلبين 143 مليون دولار العام الماضى.
من جهتها، قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن الفلبين ظهرت كعميلٍ جديدٍ مهم للأسلحة الإسرائيلية في 2017، وتوقعت إبرام صفقاتٍ أكبر بكثير، في وقتٍ تخطط مانيلا لإصلاحاتٍ بمليارات الدولارات لقواتها المسلحة.
ولطالما أخفت “إسرائيل” طبيعة ونطاق صادراتها العسكرية إلى العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، ولكن المواقع الرسمية وصفحات “فيسبوك” في الفلبين كشفت بالفعل العديد من صفقات الأسلحة التي أبرمت مع “إسرائيل”.
كذلك فعلت السفارة الفلبينية التي امتنعت عن الحديث عن هذا الأمر، حيث سأل صحافي في التليفزيون الرسمي الإسرائيلي “كان”، يوم الجمعة، السفير الفلبيني إذا مت تم استخدام الأسلحة الإسرائيلية في الحملة الفلبينية “الدامية” على تجارة المخدرات، فأجاب السفير أنه لا يستطيع الإجابة عن ذلك.
تريد “إسرائيل” على المستوى الرسمي استغلال زيارة دوتيرتي لتنتزع منه اعترافًا فلبينيًا بالقدس كعاصمة لها
لكن في خطوة بدت وكأنها محاولة لاستعراض أسلحة إسرائيلية، أعدت السفارة الفلبينية في “إسرائيل” جدولاً مستقلاً لوفد من كبار الضباط المتقاعدين من الجيش والشرطة الذين انضموا إلى الرئيس الفلبيني في زيارته “لمعاينة آخر التطورات في المعدات العسكرية الإسرائيلية”، ومن المتوقع أن يزور بعضهم قواعد عسكرية إسرائيلية.
وتأكيدًا لما هو متداول، نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن دوتيرتي أنه أوعز إلى المسؤولين العسكريين في بلاده خلال لقاء الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بشراء الأسلحة من “إسرائيل”، لأنها “لا تضع قيودًا على المشترين خلال عقد صفقات السلاح معها”، ولم يتم إعلان أي صفقة سلاح، وإن كانت هيئة البث الإسرائيلية أشارت إلى أن المحادثات جارية مع وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.
وعلى الصعيد السياسي، تريد “إسرائيل” على المستوى الرسمي استغلال زيارة دوتيرتي لتنتزع منه اعترافًا فلبينيًا بالقدس كعاصمة لها، إذ نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أن هناك آمالًا بأن يخرج الرئيس الفلبيني بمفاجأة ويعلن نقل سفارة بلاده إلى القدس، كما فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطوة أثارت غضب الفلسطينيين والعالم العربى.
وكانت أنباء قد سبقت زيارة الرئيس الفلبيني، قالت إنه ينوي إعلان نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، بعد أن كان دوتيرتي قد بعث برسالة لـ”إسرائيل”، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مفادها أنه معني بنقل السفارة الفلبينية إلى القدس، لكن حكومة دوتيرتي نفت ذلك، حيث قال مسؤول في الخارجية الفلبينية، إن مسألة نقل السفارة ليست على جدول أعمال الرئيس خلال زيارته لـ”إسرائيل”، مضيفًا أن الفلبين لديها “شركاء آخرون في المنطقة” وبالتالي هناك حساسية.
بين الفلبين و”إسرائيل” قصة حب لا تنتهي
تحظى العلاقات بين مانيلا وتل أبيب بتاريخٍ طويل من التنسيق والعمل المشترك، فمنذ تولي دوتيرتي منصبه عام 2016، توثقت العلاقات بين البلدين، وفي مناسبات عديدة، أعربت الفلبين عن تأييدها لسياسات نتنياهو بمختلف القضايا، وامتنعت عن التصويت على العديد من القرارات المثيرة للجدل في الأمم المتحدة.
اصطحب دوتيرتي ابنته سارة معه في زيارته الأولى إلى “إسرائيل”
وتمحورت بداية العلاقة بين البلدين حول موقفين مهمين للفلبين، يعكسان المواقف السياسية للقيادة الفلبينية في حينه، وقد ترسّخ ذلك في الوعي الإسرائيلي والفلبيني معًا، أولهما: قرار الرئيس الفلبيني فتح أبواب الفلبين أمام اليهود في أثناء الحرب العالمية الثانية، في وقتٍ رفضت معظم دول العالم استقبال الفارين اليهود من المحرقة النازية وقد استضافت الفلبين في حينه نحو 1300 يهودي قادم من أوروبا.
أما الموقف الثاني، فهو تصويت الفلبين لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181، عام 1947، الذي مهد الطريق أمام إقامة دول الاحتلال والاعتراف الأممي بها، علمًا أنها كانت الدولة في جنوب شرق آسيا التي تدعم هذا القرار وقتها.
شكّل هذان الموقفان، بحسب مركز رؤية للتنمية السياسية، إشارات أولية للتوجهات الفلبينية تجاه إقامة علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل”، وربما عكس أيضًا مكانة اليهود بالنسبة للرئيس الفلبيني في حينه، مما رسّخ لدى الإسرائيليين شعورًا قويًا بأن الفلبين من الممكن أن تكون قاعدة انطلاق تجاه دول جنوب شرق آسيا.
يُذكر أن بحثًا أجرته جماعة ضد الافتراء ADL”“، أشار إلى أن الفلبين تُعتبر إحدى الدول القليلة التي يُعتبر فيها العداء للسامية شبه معدوم.
امتنعت الفلبين عن تصويت الأمم المتحدة على رفض نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، الإجراء الذي صوتت لصالحه أكثر من 120 دولةً
لكن عام 2016، تعرض دوتيرتي لانتقادات واسعةٍ من اليهود في “إسرائيل” والعالم بعد أن شبَّه حربه على المخدرات، بحملة أدولف هتلر للقضاء على اليهود في الحرب العالمية الثانية، في معرض قوله إن “هتلر ذبح ثلاثة ملايين يهودي، الآن هناك ثلاثة ملايين مدمن مخدراتٍ، في الفلبين، سأكون سعيداً لذبحهم”.
وفي محاولةٍ منه للاعتذار عن تصريحاته زار كنيسًا في مدينة ماكاتي بالفلبين، قائلاً إن تصريحاته موجهة للمنتقدين الذين شبهوه بالزعيم النازي، وتأكيدًا على اعتذاره اصطحب معه في رحلته إلى “إسرائيل”، ابنته سارة دوتيرتي كاربيو، ابنة زوجته اليهودية السابقة وعمدة مدينة دافاو، إحدى أكبر المدن الفلبينية.
وفي أكتوبر 2017، هاتف نتنياهو دوتيرتي كجزءٍ من جهوده لحشد الدعم ضد قرار منظمة اليونسكو التي اعتبرت القدس مدينة مُحتلة، وقال مسؤول بوزارة الخارجية الإسرائيلية وقتها إن المحادثة كانت جيدة، وفي آخر سياسات دوتيرتي، امتنعت الفلبين عن تصويت الأمم المتحدة على رفض نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، الإجراء الذي صوتت لصالحه أكثر من 120 دولةً.