روى نشطاء وصحفيون شهاداتهم على ما حدث في فض اعتصام رابعة العدوية، والذي قامت قوات الأمن والجيش بفضه بوحشية وعنف شديدين أدى لاحقا لمقتل المئات وجرح الآلاف من المعتصمين السلميين بينهم صحفيون وإعلاميون ونساء وأطفال وكبار في السن.
وفيما يلي نقل لبعض الشهادات التي قالها النشطاء والحقوقيون والصحفيون أثناء وعقب فض الاعتصام.
فقد قال عماد الدين السيد، المعد بشبكة الجزيرة أنه تم اعتقاله وضربه وتعذيبه بواسطة قوات الجيش، وأنهم بدأوا في ضربه أكثر بعد رؤيتهم لهويته الصحفية وعلمهم بعمله في قناة الجزيرة.
مراسل الجزيرة مباشر عماد الدين السيد تم اعتقاله وضربه وأخذ كل معداته وبطاقته بواسطة الجيش في محيط #رابعة العدوية.
— Amr Magdi (@ganobi) August 14, 2013
“كنت خارج مع موحد من الاعتصام … شارع يوسف عباس … وكنت مخبي كارنيه الجزيرة في جيب خفي في الشنطة علشان ميعرفوش اني اعمل بها … بس الجيش فتش كل حاجة ولقى الكارنيه … وبدأ كل واحد يباصيني لرتبة أكبر … اركنهم على جنب … وبدأت الشتيمة وإحنا ساكتين … لحد ما جه لواء جيش … سألني إنت بتاع الجزيرة؟ … وراح ضربني قلم على وشي وشلوت في قصبة رجلي … العساكر حبوا يعملوا الواجب ويكملوا ضرب … بدأت أزعق وأقول محدش يلمسني … وأنا عاوز أتكلم في التليفون … راح منفعل ومزعق: إنت بتهددنا يعني … بتهددنا؟ … فين حاجته … هي دي كاميرتك … هتروح المخابرات الحربية وهم يتصرفوا معاك”
ونقل عماد عن ضابط بالجيش اعترافه بقتل المتظاهرين العزل قائلا “وضابط جيش قال لي بالحرف: هتعمل نفسك رجل … آخرتك رصاصة … وتترمي في الزبالة … زي ما ناس كتير النهاردة اخرتها رصاصة واترموا في الزبالة … زي الكلاب”
بعض أصدقائي ذهبوا بالقرب من طيبة مول للبحث عن صديق مفقود. الجثث هناك على الأرض في مداخل العمارات. حقيقة الأعداد مروعة ومرعبة.
— Amr Magdi (@ganobi) August 14, 2013
وقال عماد أن الضابط أخذ منه ومن صديقه “الموحد بالله” المعد بنفس القناة، الكاميرا وأجهزتهم المحمولة وحواسيبهم، ومسحوا الكثير من عمله من عليها بالاضافة لدخولهم على حساباتهم على فيس بوك وحذفهم الكثير مما كتبوه سابقا.
وروت رميساء رمضان، والتي كانت معتصمة بميدان رابعة العدوية شهادتها قائلة: “الساعة السادسة والنصف تقريبا كنت عند مدخل طيبة مول … وفجأة القنابل بتنفجر من كل حته ، من الطيارات ومن على المدرعات اللى كانت وصلت للمدخل ومن على البنايات اللى عند المدخل ، مفيش حد فينا بقا شايف أى حاجة ووشنا بيتحرق من الغاز ومحدش عارف يتنفس وفى نفس الوقت بنجرى فى كل حته ، وبدأ ضرب النار علينا بجنون من كل مكان ، مطر من الرصاص والناس بتقع قدامى وورايا وقدامى زى الرز ، جانب من جوانب الشارع فيه شوارع جانبيه صغيرة والجاتب التانى عبارة عن سور طويل ، معظم الشهداء وقعوا فى الجانب اللى ناحية السور لان مفيش اى حاجة يحتموا بيها ، وحبيبة [تقصد حبيبة عبدالعزيز الصحفية المشاركة في تغطية الاعتصام] كانت فى الاتجاه ده ، خدت الرصاص قدامى ، قدام عينى وانا بجرى”
وقالت رميساء أن الشرطة لم تكن تكتفي بالقتل فقط، بل إنهم كانوا يحرقون بعض الجثث بعد قتلها، كما أحرقوا العديد من الخيام وبداخلها معتصمون أحياء.
وأضافت رميساء “اللى كان بيحصل وقتها كان أبشع ما رأته عينى على الاطلاق ، الجنود بيضربوا بجنون ، بيولعوا فى الشجر اللى على الجانبين فى طريق النزهه ،حرقوا أوتوبيسين واقفين ، كان فى اتنيين من الشباب معديين بعربية عادى مش تبع الاعتصام اصلا اتصابوا واجد منهم مات والتانى لحقوه فى المستشفى ، القناصة فوق العمارات بيصوبوا على اى حد ماسك كاميرا “
وقالت رميساء آنها بينما كانت تحاول الهروب خارج الميدان أو الوصول لأماكن آمنة وجدت جنود الجيش في وضعية الاستعداد ويغلقون جميع المداخل والمخارج “الجيش فى وشنا مباشرة وواخدين وضع الاستعداد من على الدبابات وجوا المدرعات وفى سلك شائك وورا السلك كان وصل عدد كبيير جدا من المتظاهرين بيحاولوا يدخلوا الميدان ولما الاعداد بدأت تزيد أوى بدأ الجيش يرمى قنابل تانى وفتح الرشاشات بجنون ، أقسم بالله ما شفت حتى فى افلام زيه ، رصاص زى المطر وفى كل اتجاه وبدأت الناس تقع على الارض”
وروى حقوقيون شهادتهم عما حدث من هجوم على المستشفى الميداني وما تواتر عن حرق الجثث، قال اسماعيل الاسكندراني، الحقوقي والناشط “مؤكد: تم استخدام قنابل حارقة في الهجوم على المستشفى الميداني مما أصاب النوافذ ثم أشعل الأكفان فحرقت الجثث بهذا التسلسل ولم يتم استهدافها بالحرق المباشر” وأضاف “تم نقل 80 جثة متفحمة منها جثة متفككة من التيبس .. ولا تزال عشرات الجثث في الطابق الثاني ومثلها في الثالث”
كما قالت الناشطة آلاء عطية أن بعض الجثث قتلتها القوات المهاجمة حرقا “فى مسجد الايمان فى اتنين من الجثث ماتوا محروقين وهما احياء يمكن كانوا مصابين وحرقوهم . وهم مجهولين مش معروف هوياتهم ولقينا ان مفيش جدوى من تصويرهم لان صعب جدا التعرف عليهم”
وعقب وفاة المئات حاول أهلهم وذووهم استصدار تصاريح الدفن كي يتمكنوا من دفن جثثهم، إلا أن شهودا رووا أن وزارة الصحة رفضت إصدار تصاريح الدفن وحاولت القول أن القتلى قضوا منتحرين، يقول أحمد بدر الدين الذي قُتل خاله في الأحداث “انا فى المستشفى مع خالو ، روحنا مشرحة زينهم عشان نطلع تصريح الدفن مسبب بالسبب الحقيقى وهو طلق نارى المشرحة رفضت وبتطلع للناس تصاريح مسببة بالانتحار ، الناس رافضة والجثث مرمية بالمئات امام المشرحة فى الجو الحر دا ، مسجد الايمان كمان فيه حوالى 250 شهيد رافضين يطلعولهم تصاريح الدفن حتى الان عشان ما يتفضحوش ، الناس لازم تصر على حقها وتسجل الشهداء بالاصابات الحقيقية ، اللهم انتقم يارب”
وقال محمد السيد الذي فقد ابن خاله برصاص الجيش والشرطة أن وزارة الصحة رفضوا تسليمهم الجثمان قبل إقرار الأهل بوفاة فقيدهم بالسكتة القلبية “عشان الكل يفهم ويعرف جثمان “ابن خالي” أحمد صلاح الدين مدني محمود لحد دلوقتى فى القاهرة .. ومش راضيين يسلمونا الجثه الا لو مضينا انه مات بسكتة قلبية .. مع العلم ان أحمد اتضرب 3 رصاصات الاولى فى رجله واتعالج .. ورجع تانى للتأمين بالميدان وجاتله رصاصه فى صدره ومنتصف الرأس”