مضى ما يزيد على 12 عامًا منذ أن أرسل “حزب الله” مقاتليه للدفاع عن نظام الأسد، ومنذ ذلك الحين، تغيرت تكتيكاته الحربية وحساباته الاستراتيجية، وكذلك تغير خطاب مقاومة “إسرائيل” الذي كان حاضرًا في الموقف الرسمي، فقد تلاشى في الخلفية لصالح خطاب الحرب ضد الإرهاب في مخاطبة الحزب للغربيين، وضد التكفيريين في مخاطبته للعرب والمسلمين، ولحماية الحدود في خطابه إلى اللبنانيين.
وبعد أن استغرق الأمر حوالي عام ونصف للانتقال من الإنكار الصريح لأي تورط في سوريا إلى تبرير سبب وجودهم، بات “حزب الله” أمام مصلحتين: الأولى تكمن في تحييد الجبهة اللبنانية مع “إسرائيل”، والثانية هجومية ضد المعارضة السورية التي حول طاقاته العسكرية نحوها وخصص لها موارده الواسعة، الأمر الذي لم يحول “حزب الله” إلى ميليشيا تخوض صراعًا طائفيًا فحسب، بل أثر كذلك على تركيزه وجاهزية القتالية ضد “إسرائيل” في جبهة الجنوب.
لقد قاتل عناصر “حزب الله” في مدن ومناطق عدة في سوريا، واستخدموا الأراضي السورية لتدريب مقاتلين جدد، وزعموا أنهم اكتسبوا مجموعة متنوعة من المهارات وخبرة واسعة في بيئة قتالية مختلفة، كما أوضح أحد قادة “حزب الله” أنهم بفضل القتال في سوريا إلى جانب القوات الروسية والإيرانية، اقتربوا من نموذج الجيش التقليدي وأصبحوا جيشًا عسكريًا أقوى من أي وقت مضى.
لكن رغم تضخيم الحزب للخبرة القتالية والمكاسب التي حققها من تدخله في سوريا، فإن هذا التدخل يأتي مع الكثير من الأعباء والخسائر التي أرهقت الحزب وأضرت به على عدة مستويات، واليوم يمكن ملاحظة تداعيات التورط في سوريا حين اختبرت الحرب على الجبهة اللبنانية قدرة الحزب الاستراتيجية. وفيما يلي أبرز التداعيات التي جعلت “حزب الله” أكثر ھشاشة في مواجهته الحالية مع “إسرائيل”.
النعوش العائدة
لا شك أن الحرب في سوريا فرضت ثمنًا باهظًا على “حزب الله”، فقد خسر مقاتلون أمام المعارضة السورية أكثر من خسارته في جميع معاركه وحروبه مع “إسرائيل”، ورغم أنه لم ينشر حتى الآن أي إحصاءات رسمية بشأن عدد جنوده الذين قتلوا في سوريا منذ بداية تدخله العسكري، إلا أن خبراء ومصادر مقربة من “حزب الله”، أكدت تكبده في الفترة من 2011-2018 نحو 2.500 قتيل، بما فيهم 10% من كبار القادة المهمين من الناحية الميدانية والمحاربين القدامى، بجانب حوالي 8000 جريح، والبعض يعتقد أن الخسائر الحقيقية أكبر من ذلك. ومقارنة بصراعه الذي دام 18 عامًا مع “إسرائيل” بين عامي 1982 و2000، فقد “حزب الله” 1200 مقاتل.
الانكشاف الأمني
في عام 2014 نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى دراسة أعدها ضابط في الجيش الإسرائيلي، خلص فيها إلى أن انخراط “حزب الله” في سوريا قد أثر على النهج العام للحزب في التخطيط وتنفيذ العمليات والانتشار العسكري.
ويبدو ذلك صحيحًا بشكل كبير، نظرًا لأن الصراع في سوريا ليس مشابهًا للحروب التي خاضها “حزب الله” مع “إسرائيل” منذ ثمانينيات القرن العشرين، إذ كانت معظم معاركه ذات بدايات ونهايات واضحة وبأسلوب معين، وخاصة بعد تحرير جنوب لبنان في عام 2000.
وفي حين كانت السرية وأسلوب حرب العصابات هي طريقة “حزب الله” في لبنان، لكنه على العكس تمامًا حين ذهب إلى سوريا، تحول إلى جيش شبه نظامي على حد تعبير أحد قادة الحزب، وقاتل المعارضة السورية وهو مكشوف على الأرض، لدرجة أنه افتخر علنًا بتشكيل لواء مدرع، كما استخدم مواقع ثابتة لتخزين ونقل الصواريخ، وكذلك استخدام هواتفه بطريقة عادية.
الأمر الذي أتاح للمسيرات الإسرائيليه والأمريكيه والعملاء ملاحقة ورصد وتجميع كل ما يمكنهم من معلومات عن عناصر الحزب وتحركاته وأماكن تواجده وقيادته العسكرية خلال فترة وجوده في سوريا، وهو ما قد يفسر سهولة استهداف واختراق القوات الإسرائيلية للمنظومة الأمنية ل”حزب الله” اليوم بهذا الشكل الصادم.
مفاجأة يفجرها خبير سيبراني
والواقع أن “حزب الله” عانى بالفعل من العديد من النكسات على المستويات التكتيكية، إذ كُشفت مواقعه في سوريا وتعرض لاستهداف إسرائيلي متكرر، فضلًا عن استهداف الصف الأول في القيادة العسكرية، مع العلم أن “حزب الله” خلال فترة التسعينات وفتره 2006 بلبنان، كانت احتياطاته الأمنية وقدرة أجهزته الاستخبارية أعلى بكثير من اليوم.
استنزاف الخزائن
إن الانتشار العسكري المستمر ل”حزب الله” في سوريا يعني زيادة نفقاته، وهو ما أدى إلى العديد من الضغوط المالية، وحتى منتصف عام 2024، وصل عدد المواقع العسكرية التابعة لـ””حزب الله”” في سوريا إلى 236 موقعًا، منها مواقع مشتركة مع “الحرس الثوري الإيراني”.
وإضافة إلى التكلفة البشرية وعبء رعاية الجرحى وأسر القتلى، يعاني “حزب الله” من مشكلات مالية واقتصادية متفاقمة، والتي تعود في المقام الأول إلى مشاركته في القتال بسوريا، فبسبب ذلك، أُجبر في السنوات الأخيرة على خفض رواتب معظم مقاتليه، على سبيل المثال، وردت تقارير عن خفض رواتب المقاتلين المتزوجين إلى النصف.
كما تم خفض رواتب المقاتلين غير المتزوجين بشكل أكبر، بجانب أن تعويضات الحزب للمصابين والعائلات التي فقدت أبناءها في سوريا، كانت أقل من المبالغ الموزعة خلال حرب 2006 مع “إسرائيل”.
الأهم من ذلك، اضطرار “حزب الله” إلى خفض خدماته الاجتماعية، وتقليص رواتب مقدمي الخدمات في مجالات الاتصالات والتعليم والطب، إضافة إلى غلق حوالي 100 مكتب خدمي في جميع أنحاء لبنان من أجل خفض تكاليف الإيجار. وفي الوقت نفسه، ناشد الحزب عامة الناس بزيادة التبرعات مع تعليق صناديق التبرعات في المساجد والأماكن العامة. صحيح أن إيران ملتزمة بدعم “حزب الله”، ولكن بعد سنوات من القتال، ما زال الثنائي يعاني معًا من النزيف.
مسيّرة – ميّسرة
عبء مزدوج
بغض النظر عن الأسباب التي ساقها “حزب الله” لتورطه في سوريا، فقد خلفت الحرب التي خاضها ضد المعارضة السورية تأثيرًا هائلًا على بنيته التنظيمية، وجعلته أقل تكيفًا مع ساحته اللبنانية. لقد صار غارقًا في الرمال السورية وفي صراع لا يستطيع إنهاءه ولا حتى يريد أن يخسره، وهو ما ساهم في تشتت تركيزه عن الجبهة مع “إسرائيل”، والتي لم يخض فيها مواجهة منذ 17 عامًا.
ويقول المحللون إن قتال “حزب الله” في سوريا ساعده على أن يصبح قوة عسكرية أقوى، لكن في المقابل يشكو بعض اللبنانيين من أن تركيز الحزب في سوريا دفعه إلى إهمال الجبهة المحلية.
وفي حين يبدو أن “حزب الله” قادرًا على التخفيف من هذه الآثار وتحمل التكاليف البشرية والمالية في حربه بسوريا، لكن لا يمكن إنكار أن الانغماس في سوريا، هو بالفعل عبء ثقيل ما زال الحزب يتحمله، وقد حد من حرية المناورة فيما يتعلق بمسارح عملياته في لبنان، ومن الواضح أنه لا يستطيع تحمل حربين على جبهتين في وقت واحد.
استعراض القوة دون ردع
يمتلك “حزب الله” ترسانة عسكرية أكثر تطورًا من تلك التي تمتلكها حماس في غزة، إذ يوجد تحت تصرفه ما بين 120 و200 ألف صاروخ وقذيفة يمكنها الوصول إلى أي مكان في “إسرائيل”، بجانب مخزون كبير من الصواريخ المضادة للدبابات.
مع ذلك، فقد بات مكشوفًا أمنيًا، وتتعرض هذه الترسانة للضربات الإسرائيلية، والواقع أن قدرته على الرد المتناسب أصبحت موضوع شك، خاصة أن أولوياته الرئيسية هي عدم الدخول في صراع مع “إسرائيل” في الوقت الحالي، والانتقام المحدود من الهجمات الإسرائيلية ضد معداته وأفراده، وهو ما تنظر له “إسرائيل” كفرصة لخرق قواعد الاشتباك وضرب ترسانة وخطوط إمداد الحزب ضمن منحى متصاعد.
ومن الممكن القول إن “حزب الله” اهتم كثيرًا باستعراض القوة ومراكمة القدرة العسكرية، فعلى سبيل المثال، التهديد الذي تشكله مجرد ذكر أرقام صواريخ “حزب الله” بالنسبة له أقوى من استخدامها، وإذا استخدم هذه الصواريخ، فسوف يخسرها وسيستغرق الأمر سنوات وجهودًا وموارد لإعادة تزويد ترسانته.
كيف استفادت “إسرائيل” من تدخل حزب إلى سوريا؟
منذ عام 2006، لم ينخرط “حزب الله” و”إسرائيل” في صراع عسكري مباشر عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وحاول الجانبان تجنب المواجهة الكاملة، وكانت الحدود هادئة في الغالب منذ حرب عام 2006.
في الواقع، التزم كلا الطرفين بالقواعد المتفق عليھا، والتي تقضي بأن يقتصر رد “حزب الله” على منطقة مزارع شبعا، مقابل أن تتجنب “إسرائيل” الرد غير المتكافئ، وقد أشار المحللون إلى هذا الوضع باعتباره توازنًا مستقرًا نسبيًا قائمًا على الردع المتبادل.
ومنذ بداية تدخل “حزب الله” في سوريا، رأى العسكريون الإسرائيليون أن انشغال “حزب الله” بالقتال في سوريا يشكل فرصة استراتيجية لإضعافه بشكل أكبر في الجبهة اللبنانية، واستنزاف موارده وتقويض قاعدته الشعبية إقليميًا، خاصة أن صراع عام 2006 أظهر صعوبة استئصال مواقع “حزب الله” في لبنان، والحصول على معلومات استخباراتية لضربه بشكل أكثر فعالية.
كذلك في نفس الوقت، أبقت “إسرائيل” عينھا مفتوحة على الحزب وھو ينزلق في المستنقع السوري، واستطاعت جمع معلومات عن مخططات الحزب وتحركاته وقيادته من جميع المناطق التي عمل فيها، سواء داخل لبنان أم خارجه.
في الحقيقة عملية الإتيان بالمعلومات عن “حزب الله” أصبحت أسهل بكثير مما كانت عليه قبل تدخله في سوريا، وهذه كانت من أهم الثغرات التي استغلتها “إسرائيل”. مع العلم أن العديد من عناصر “حزب الله” كانوا بالفعل يتباهون بالقتال في سوريا من خلال نشر صور وفيديوهات ومعلومات عن أماكن وجودهم.
كذلك كانت الولايات المتحدة تأمل في أن يؤدي الصراع في سوريا إلى إضعاف “حزب الله” من خلال استنزاف موارده وقوته البشرية، وليس من المستغرب خاصة في عهد أوباما، التغاضي الدولي عن التدخل العسكري ل”حزب الله” في سوريا.
فقد كانت التدابير ضد “حزب الله” الذي أدرجته الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب مقتصرة على بعض العقوبات المالية، وأظهرت بعض التقارير أن الولايات المتحدة في عهد أوباما تعاونت بشكل غير مباشر وفي أكثر من مناسبة مع “حزب الله” (من خلال الجيش اللبناني) في عمليات مكافحة الإرهاب في سوريا.
وعلى سبيل الردع، نفذت “إسرائيل” منذ عام 2013 عشرات الضربات في سوريا ضد الأهداف الاستراتيجية ل”حزب الله”، ولم يكن الفارق في حجم العمليات وعددها، بل في نوعها أيضًا، فقد استهدفت هذه الغارات الإسرائيلية مخابئ أسلحة “حزب الله”، وأسماء بارزة وقيادية بالحزب. ويعتبر العسكريون الإسرائيليون أن الهجمات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي ضد “حزب الله” في سوريا هي أهم إنجازاته.
كما يزعم المسؤولون الإسرائيليون أنهم أحبطوا عدة عمليات لتهريب الأسلحة إلى لبنان. وأمام هذا الوضع ظهرت مفارقة في موقف “حزب الله”، فقد صمت إزاء الضربات الإسرائيلية في سوريا، ولم يتخذ مسارًا تصعيديًا، في حين نجح في فرض مبدأ الردع المتبادل في لبنان.
لعنة الدم.. ماذا لو لم يتدخل “حزب الله” في سوريا؟
لا يمكن تجاهل أن “حزب الله” قبل الثورة السورية كان ينظر له كحركة مقاومة من قطاعات واسعة في العالمين العربي والإسلامي، وارتفعت شعبيته إلى عنان السماء لأنه خاض حروبًا ضد “إسرائيل”، وكان برنامجه المعلن يقوم على مقاومة “إسرائيل” حتى لو نظر له البعض وقتها باعتباره أكثر ارتباطًا بإيران ومتشابكًا في هوية شيعية، فقد تزامن توقيت ظهوره مع صعود الشيعة في لبنان والمنطقة.
قصة حقيقية:
كان لدي صديق يعمل في لبنان عندما وقعت حرب تموز ٢٠٠٦ بين إسرائيل وحزب الضاحية الجنوبية، فذهب للتطوع في صفوف الحزب أداء للواجب، فلم يقبلوه طبعا بحجة الضرورات الأمنية.
في عام ٢٠١٣ قُتل برصاص الحزب والميليشيات الطائفية أثناء اقتحامها إحدى مدن إدلب وارتكاب مذابح مذهبية!
— Firas Faham فراس فحام (@Fr_faham) September 22, 2024
لكن مكانة “حزب الله” وسمعته انهارت منذ أن تدخل في سوريا لحماية نظام الأسد، وتحول من بطل للمقاومة الفلسطينية واللبنانية إلى مليشيا طائفية، وأطلق عليه في كثير من الأحيان لقب “حزب اللات”، ومهما كانت التسمية قاسية، فإنها تعكس عمق التحول.
وهذا الإرث الدموي في سوريا، سيظل مرتبطًا بـ”حزب الله” إلى الأبد، وسيؤثر بشكل كبير على دوره ومكانته بالمستقبل في السياق الإقليمي الأوسع. مع العلم أن “حزب الله” في نعيه للقيادات التي اغتالتها “إسرائيل”، تباهى بدورهم في قتل السوريين وتهجيرهم، وإن غلّف ذلك بغلاف “قتال الجماعات التكفيرية” على طريقة نظام بشار الأسد في وصف معارضيه.
ومن اللافت أن المواجهة الجديدة للحزب مع “إسرائيل” لم تحيي روح التضامن الذي تمتع به في السابق، بل إن كثيرين خاصة السوريين يعتبرون أن ما يجري اليوم هو “عدالة إلهية” مما ارتكبه الحزب في سوريا، وهو ما استفز قادة الحزب وإعلاميه الذين ظنوا أن مجرد تجديد المعركة مع “إسرائيل” قد يمحي المسار الذي سلكوه في سوريا.
اختصارًا، ليس هناك شك في أن التدخل في سوريا ألحق ضررًا كبيرًا بـ”حزب الله”، وفي حين تتقارب الآراء حول مكاسب “حزب الله” في سوريا، إذ يتفق الكثيرون على أنه حقق خبرة قتالية كبيرة، لكن المكاسب التي حصل ويحصل عليها “حزب الله” اليوم في سوريا، لا تتناسب مع الفاتورة التي يدفعها الآن وسيدفعها في المستقبل.
فحتى “الانتصارات” العسكرية التي حققها في سوريا، تقابل اليوم بهزائم كثيرة على المستوى الاستراتيجي، وفي الواقع، يجد “حزب الله” نفسه اليوم في مفترق طرق حرج على الصعيدين الداخلي والإقليمي، ما بين الجبهة في لبنان وتورطه المستمر في سوريا.
وبالنظر إلى انتشاره الحالي في سوريا، والحرب الطويلة التي خاضها لأكثر من 12 عامًا ضد السوريين، بجانب رغبته في تجنب المخاطرة بخسارة الإنجازات التي حققها، فإن الظروف الحالية لـ”حزب الله” ليست ملائمة لخوض معركة مع “إسرائيل”.
والواقع أن معركة “حزب الله” اليوم مع “إسرائيل” لا تدور -برأيي كثيرين- حول مساعدة الفلسطينيين، أو حتى حماس، بل حول الحفاظ على الذات، ويشعر الحزب بالضغط للاحتفاظ بمصداقيته كفاعل مقاوم لـ”إسرائيل”. لقد علمتنا المحطات التي اتخذها “حزب الله” منذ سنة تقريبًا، أنه لا يريد تجاوز القواعد الضمنية للصراع التي تم تحديدها مع “إسرائيل” بعد حرب عام 2006.
وفي أحسن الأحوال، يحاول الحزب إبقاء الجبهة اللبنانية ضمن حدود الحد الأدنى من الإسناد، لا الذهاب أكثر ولا الجلوس جانبًا، لأنه حتى إذا جلس جانبًا، لن يعد ذلك بمثابة تخليه عن المقاومة فحسب، بل سيمثل انكسارًا معنويًا وسياسيًا يستثمره ضده كل أعدائه، كما سيتشدد الإسرائيلي والأمريكي أكثر في فرض شروطهم على الحدود اللبنانية تحت القرار الدولي 171.