دون أن يحتاج عبد العزيز بوتفليقة للقيام بحملة انتخابية أو لسرد إنجازاته خلال عقد ونصف من حكم الجزائر، ودون أن يحتاج إلى تزوير الانتخابات أو دفع الأموال للعاطلين عن العمل حتى يصوتوا لصالحه، ودون أن يتحرك من على كرسيه المتحرك.. يفوز بوتفليقة بانتخابات الرئاسة منذ الجولة الأولى وبفارق كبير عن أقرب منافسيه علي بن فليس.
ويرى محللون أن كل ما فعله بوتفليقة، الغائب عن كل ما يحدث في الجزائر، هو أنه جعل المواطن الجزائري يختار ما بين بقاء الحال في الجزائر على ما هو الآن أو العودة إلى العشرية السوداء التي انتهت عمليًا عندما ترشح بوتفليقة للانتخابات الرئاسية في ديسمبر 1998 كمرشح مستقل يعلم الجميع أنه مرشح العسكر.
وعند وصوله أول مرة للحكم لم يحتج بوتفليقة للتزوير، فقبل يوم من إجراء انتخابات الرئاسة في سنة 1998 انسحب جميع المرشحين المنافسين له بحجة دعم الجيش له ليبقى هو المرشح الوحيد للانتخابات. ووصفته الأوساط السياسية آن ذاك بالرئيس المستورد الذي أتى به الجنرالات الذين قادوا انقلاب التسعينات ليكون هو رئيسًا ويكونوا هم حكامًا من خلفه.
ورغم أن النتائح الرسمية ستعلن بعد ظهر اليوم الجمعة من قبل وزير الداخلية “الطيب بلعيز”، إلا أن النتائج الأولية التي نشرتها وكالة الأناضول لعمليات فرز الأصوات عبر مختلف محافظات البلاد وأكدتها الصحف الصادرة اليوم بالجزائر، أظهرت أن بوتفليقة فاز وبفارق كبير في الدور الأول للسباق بنسبة تفوق الـ 60 % من الأصوات وهو ما يضمن له عهدة رئاسية رابعة.
وتأتي هذه النتائج رغم أن الرئيس الجزائري لم يكلم أبناء شعبه منذ قرابة العام، ومنذ تعرضه لوعكة صحية أصابته نهاية أبريل/ نيسان 2013، نُقل على إثرها للعلاج بفرنسا، مع العلم أنه بعد عودته للبلاد في يوليو/ تموز الماضي مارس مهامه في شكل قرارات ورسائل ولقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة وضيوف أجانب يبثها التلفزيون الرسمي دون الظهور في نشاط ميداني يتطلب جهدًا بدنيًا أو دون تسجيل كلمة مصورة له.
وفي أول ظهور علني له، أدلى بوتفليقة بصوته أمس في إحدى مدارس العاصمة الجزائرية وبرفقته أخواه الذين يُقال أنهما الحكام الفعليين لقصر الرئاسة، مكتفيًا بتوزيع الابتسامات على الحضور من ممثلي وسائل الإعلام وموظفي مكتب التصويت.
وإذ تفرق الجزائريون ما بين مصوتين لـ”بوتفليقة” خوفاً من الفوضى ومصوتين لـ”بن فليس” المرشح الأقوى في وجه بوتفليقة وكان في السابق رئيس حكومة بوتفليقة لحوالي 3 سنوات، ومقاطعين للانتخابات لعدم اقتناعهم بجدواها، اتحد المغردون العرب خلف هاشتاغ #انتخبوا_المرحوم ساخرين من مشهد إدلاء بوتفليقة بصوته:
هاشتاق #انتخبوا_المرحوم إبداع جديد من الشعب الجزائري الأبيّ، ينضمّ إلى إبداعات الشعوب العربية في مقاومة الاستبداد والهمجية
— محمد مختار الشنقيطي (@mshinqiti) April 17, 2014
شعب قدم مليون شهيد لم يجد من يضحي بنفسه ليكون رئيسا فتقدم المرحوم دون تردد ليقدم نفسه فداءا لمنصب الرئاسة ..#انتخبوا_المرحوم
— Muin Naim (@muin_naim) April 18, 2014
بالرغم من كل سلبيات #الربيع_العربي إلا ان مشهد الرئيس #الجزائري #بوتفليقة على الكرسي المتحرك يكفي لمليون انتفاضة #انتخبوا_المرحوم
— Mustafa (@MustafaFahs) April 18, 2014
وسيحتفل أنصار المرحوم الموتى بفوزه وسترى الجزائر منكر ونكير #انتخبوا_المرحوم
— حبة كرز (@habitkaraz) April 18, 2014
مبروك (بو تفليقة)على كرسي الرئاسة المتحرك
— مركز الوفاق الإنمائي الدولي-ماليزيا (@wefaqdev) April 18, 2014
هما اعلنوا فوز المغفور له #بوتفليقة ولا لسه !!#الجزائر
— جمل انجليزيه مترجمه (@amrhamed29) April 18, 2014