يتوقع الخبراء أن تصل تكاليف عمليات البحث عن طائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية والتي اختفت في ظروف لا تزال غامضة في الثامن من آذار/ مارس، إلى مبالغ هي الأعلى في تاريخ الطيران، لا سيما وأنها قد تستمر لوقت طويل.
وإن رفضت أستراليا – التي تتولى تنسيق عمليات البحث في منطقة نائية من المحيط قلما أن تعبرها سفن – التطرق إلى كلفة العمليات؛ فقد قال وزير المواصلات والدفاع الماليزي هشام الدين حسين: “حين يتعلق الأمر بانتشال حطام طائرة على عمق 4.5 كلم، فليس هناك أي جيش قادر على القيام بذلك، علينا استخدام شركات خاصة والكلفة ستكون هائلة”.
وقدر “رافيكومار مادارافام” الخبير في النقل الجوي في مكتب الاستشارات “فروست أند ساليفان” كلفة عمليات البحث الجارية منذ 8 آذار/ مارس بنحو مائة مليون دولار، مشيرًا إلى أن ماليزيا وأستراليا والصين هي الدول التي ستتكفل بشكل كبير بدفع هذه النفقات، مع العلم أن 153 من ركاب الطائرة كانوا صينيين.
وأما “ديفيد غلين” خبير الأمن الجوي في جامعة لوبورو البريطانية، قال: “إن عثروا على الطائرة الآن، فإن الكلفة ستصل إلى مستوى مائة مليون دولار أمريكي، وكلما استمرت العملية ارتفعت الكلفة، وبعد العثور على حطام الطائرة، ستضاف إلى الفاتورة تكاليف أخرى سيتوقف حجمها على عمق القعر ومدى تبعثر الحطام”.
وتذكر عمليات البحث هذه بعمليات البحث عن طائرة إير فرانس 447 التي تحطمت في المحيط الأطلسي في حزيران/ يونيو 2009، واستمرت عمليات البحث عنها سنتين، وتراوحت كلفتها بين 80 و100 مليون يورو – بحسب مكتب تحقيقات وتحليلات الهيئة الفرنسية المكلفة بالتحقيقات في مجال الطيران المدني -.
وفيما يخص ما تم إنفاقه حتى الآن، قال المركز المشترك لتنسيق الوكالات المكلف بتنظيم العمليات لفرانس برس: “الكلفة كبيرة، ويتحملها شركاؤنا الدوليون الذين ساهموا بالرجال والتجهيزات المدنية والعسكرية”، مضيفًا: “في الوقت الحاضر يتكفل كل بلد بتكاليفه”.