تحدث مفوض العلاقات الخارجية لجماعة الإخوان المسلمين سابقًا “يوسف ندا” عن إمكانية تحرك جنرال مصري من داخل الجيش للإطاحة بالانقلاب العسكري وبالجنرال عبد الفتاح السيسي على غرار المشير السوداني عبد الرحمن سوار الذهب الذي دافع عن حكم الرئيس السوداني السابق جعفر النميري في مطلع السبعينات ثم انقلب عليه وسلم السلطة للشعب في منتصف الثمانينات.
مثيرًا بذلك تساؤلات كثيرة حول مدى إمكانية حدوث أمر كهذا في مصر وعن قصة سوار الذهب التي ربما لم يقرأ عنها عدد كبير من أبناء الجيل الجديد.
والمشير “عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب” هو الرئيس السابق للجمهورية السودانية ورئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية حاليًا، وصل إلى السلطة أثناء انتفاضة أبريل 1985 بصفته أعلى قادة الجيش وبتنسيق مع قادة الانتفاضة من أحزاب ونقابات، ثم قام بتسليم السلطة للحكومة المنتخبة في العام التالي.
وسلم سوار الذهب مقاليد السلطة للحكومة الجديدة المنتخبة برئاسة رئيس وزرائها “الصادق المهدي” ورئيس مجلس سيادتها “أحمد الميرغني” وبعدها خرج من الجيش واعتزل العمل السياسي وتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.
وكان يشغل منصب رئيس هيئة أركان الجيش السوداني، ثم أصبح وزير الدفاع وذلك في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، وعُرف برفضه لتسليم حامية مدينة الأبيض العسكرية عندما كان قائدًا للحامية في أيام الانقلاب الذي تعرض إليه النميري من قبل الجنرال هاشم العطا سنة 1971، وهو ما أدى إلى فشل الانقلاب واستعادة النميري لمقاليد الحكم بعد ثلاثة أيام.
وفي سنة 1972 أُبعد من الجيش السوداني ومن السودان تعسفيًا، فلجأ إلى قطر حيث عمل مستشارًا للشئون العسكرية لدى الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني حاكم قطر آنذاك، وكان بمثابة قائد للجيش والشرطة، ويُذكر له أنه كان أول من فرز الأرقام العسكرية القطرية وحدد أرقامًا منفصلة للشرطة وأرقامًا أخرى للجيش، وقام قام بفصل الجيش عن الشرطة وأسس كيانين مستقلين هما شرطة قطر والقوات المسلحة القطرية.
وبفضل حسن أدائه في قطر أُتيح لسوار الذهب العودة إلى السودان والتدرج في سلم الرتب في الجيش السوداني حتى عُين رئيسًا لهيئة الأركان ثم عين في مارس 1985 قائدًا أعلى للقوات المسلحة السودانية لتكون له الكلمة الأخيرة في الإطاحة بالنميري في أبريل 1985.
ويراهن يوسف ندا ومعه كثيرون على أن الجيش المصري يضم “شرفاء” أو “شريفًا” من أمثال عبد الرحمن سوار الذهب، حتى أن ندا قال مجيبا على استبعاد مقدم البرنامج أحمد منصور لإمكانية حدوث أمر كهذا داخل الجيش المصري: “لعله يشاهد برنامجك الآن، وستذكر كلامي بعد ستة شهور من الآن وستقول إن يوسف كان محقًا”.