كشفت بلدية الاحتلال، النقاب عن أن شركة إماراتية تقدمت بعرض لمناقصة مشروع استيطاني صدقت السلطات الإسرائيلية على إقامته على أرض مقبرة “مأمن الله” الإسلامية التاريخية في مدينة القدس المحتلة، وقالت القناة السابعة في التلفزيون الإسرائيلي – الجمعة – إن الشركة المسجلة في دبي ويملكها رجل أعمال لبناني تقدّمت بواسطة وكيلها في تل أبيب بطلب المشاركة في تنفيذ مشروع إقامة مدينة ألعاب ترفيهية تحمل اسم “حديقة الاستقلال” على أراضي مقبرة “مأمن الله”، مشيرةً إلى أن شركتين إسرائيليتين أخرتين تقدّمتا بالطلب ذاته إلى جانب الشركة الإماراتية.
وقالت القناة السابعة: إن الشركة الإماراتية تقدمت بطلب وضع دولاب دوار عملاق في مدينة الملاهي التي تحمل اسم “حديقة الاستقلال” والتي يتوقع أن تُفتتح خلال الاحتفالات باستقلال إسرائيل (ذكرى النكبة الفلسطينية).
وتقدمت الشركة بالعرض لبلدية الاحتلال في القدس في أعقاب إعلان البلدية نيتها قبول عروض لإقامة منشآت جاذبة للسياحة في حديقة الاستقلال لفترة محددة.
ولم تذكر القناة الإسرائيلية اسم الشركة، لكنها أشارت إلى أنها تنتج مجسمات عملاقة في العديد من دول العالم من بينها هونغ كونغ وتايلاند وفرنسا وقبرص ولبنان، ومقرها الرسمي دبي في الإمارات العربية المتحدة، ومن المتوقع أن تعقد بلدية القدس الاحتلالية جلسة قريبة لدراسة العروض التي قُدمت لها.
وكانت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس قد أعلنت نيتها إقامة “مدينة ملاهي” ضخمة على أرض مقبرة “مأمن الله” الإسلامية التاريخية في المدينة، ابتداءً من الشهر القادم، وذلك ضمن ما أسمتها “فعاليات ترفيهية” تقوم عليها وذلك بعد تحويل أغلبها لحدائق ترفيهية للكلاب ومتنزه لليهود ومشروعات ترفيهية، وذلك على أنقاض المقبرة التى تضم رفات كثير من صحابة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الذين شاركوا فى فتح فلسطين، وأكثر من 70 ألف من مسلمي المدينة بعدما قُتلوا على يد الصليبيين، وكثير من فقهاء وعلماء وأدباء فلسطين.
ومقبرة “مأمن الله” أو “ماميلا” تقع غرب القدس القديمة على بعد مئات الأمتار من باب الخليل، وهي أعرق وأكبر مقبرة إسلامية تاريخية في القدس، تقدر مساحتها بـ 200 دونم، حوّلت بلدية الاحتلال الإسرائيلي جزءًا كبيرًا منها لمراكز سياحية وحدائق عامة ومواقف لسيارات وحديقة (لترفيه الكلاب) ومطعم، ولم يتبق منها سوى 19 دونمًا، وأعلنت مؤخرًا عن عدة مشاريع ترفيهية تنوي تنظيمها في القدس خلال الفترة القريبة، ومن بينها إقامة مدينة ملاهي عملاقة لليهود والكلاب على أرض المقبرة تشارك فى بنائها شركة إماراتية.
وتحتضن المقبرة رفات الصحابة أمثال “عبادة بن صامت”، وقد ذكر المقبرة النابلسي في رحلته فقال: “إنها بظاهر القدس من جهة الغرب، أكبر مقابر البلد، وفيها خلق كثير من الأكابر والأعيان والشهداء والصالحين وفيها عدد كبير من الصحابة والتابعين”. ومنذ عام 1948م والمقبرة تتعرض لأبشع وأخطر الاعتداءات الإسرائيلية في انتهاك واضح لقدسيتها ومكانتها.
وكانت صحيفة هآرتز الإسرائيلية قد قالت في تقرير لها ديسمبر الماضي عن رجل أعمال إسرائيلي أمريكي يُدعى طل كنعان، إنه “يُدير ملايين العرب من أبراج تل أبيب”.
ويقول كنعان إن بعض رجال الأعمال العرب من السعودية والإمارات لا يخجلون من العمل معه، بل إن أحد رجال الأعمال المشهورين في السعودية أخبره أنه لا يثق سوى بالإسرائيليين “إذا تعلق الأمر بإيجاد محامٍ أو طبيب قلب أو حتى مدير مالي”.
رغم أن رجل الأعمال الإسرائيلي يتحدث عن أنه يجد معظم زبائنه عن طريق الصداقات المشتركة خاصةً في الإمارات، حيث يُرشحه زبائنه العرب لأصدقائهم الذين لا يجدون غضاضة أبدًا في التعامل مع رجل الأعمال الإسرائيلي.