لم يخبره أحد أن تدريب نادٍ بحجم ريال مدريد سيكون سهلاً خصوصًا بعد مغادرة زين الدين زيدان وكريستيانو رونالدو، ولكن بالتأكيد لم يتوقع المدرب جوليان لوبيتيجي هذه البداية الصعبة التي يواجهها الآن، فما زال لوبيتيجي يكافح ليفرض فلسفته التكتيكية على الفريق، ومع ذلك بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه المنصب، يواجه المدرب الإسباني ورطة حقيقة على أرض الملعب.
ريال مدريد في أزمة حقيقية من حيث الأداء والنتائج في الوقت الذي يتم فيه التحفظ على بعض خيارات لوبتويجي الفنية، فبعد الخسارة الأخيرة أمام دبورتيفو ألافيس في الدقيقة الأخيرة عنونت صحيفة “أس الإسبانية” في عددها الصادر بعد المباراة مباشرة أن مباراة ريال مدريد أمام برشلونة في الكلاسيكو القادم الامتحان الأخير قبل الإقالة المحتملة بعد سلسلة النتائج السلبية مؤخرًا، فهناك العديد من التحديات التي تواجه لوبيتيجي بعد فترة التوقف الدولي ليثبت أحقيته كمدرب لريال مدريد.
الخروج من أزمة النتائج السلبية ومعالجة العقم الهجومي
في افتتاحية الموسم خسر ريال مدريد لقب كأس السوبر الأوروبي أمام أتليتكو مدريد بأربعة أهداف مقابل هدفين، كانت الخسارة بمثابة تحذير قوي للمدرب لوبيتيجي لمعالجة الأخطاء التي ظهرت في تلك المباراة، بعد ذلك حقق الريال الفوز بأول ثلاث جولات في الدوري المحلي أمام خيتافي وجيرونا وليغانيس وروما في دوري أبطال أوروبا، من ثم بدأت النتائج السلبية بتعادل أمام أتليتكو بلباو ومدريد وخسارة أمام أشبيلية ودبورتيفو ألافيس وسسسكا موسكو في دوري أبطال أوروبا.
فلوبيتيجي مطالب بمراجعة الأسباب الفنية والتكتيكية التي أدت إلى هذه النتائج السلبية وإيجاد التوليفة المناسبة لإرجاع الريال إلى سكة الانتصارات مرة أخرى على الرغم من تعرض بعض لاعبيه للإصابة وهم الإسباني إيسكو والبرازيلي مارسيلو والفرنسي بنزيما، وهذا سيكون تحديًا إضافيًا قبل الكلاسيكو في آخر الشهر الحاليّ.
منذ أن خسر الريال لقب السوبر الأوروبي ودخل ما يعرف بـ”العقم الهجومي”، وغاب عنه اللاعب الحاسم، ظهر جليًا تأثير خروج رونالدو من الفريق على الرغم من إنكار الفريق والتأكيد على جماعية الفريق بعد رحيله
كما يواجه لوبيتيجي تحديًا كبيرًا وصعبًا وهو العقم الهجومي، حيث يعود آخر هدف سجل للريال للاعب أسينسيو في مرمى إسبانيول بالجولة الخامسة من الدوري الإسباني ثم دخل الفريق في موجة جفاف تهديفية وذلك لتراجع أداء الفرنسي كريم بنزيما والويلزي جاريث بيل وعدم إعطاء دقائق إضافية للقادم من ليون الفرنسي ماريانو دياز.
لاعبو ريال مدريد في معضلة حقيقية لكسر العقم الهجومي في المباريات الأخيرة
التعامل مع اللاعبين الجدد وإثبات أحقية قدومهم إلى ريال مدريد
ريال مدريد كان قد تعاقد هذا الصيف مع الدونوميكاني ماريانو دياز، والبرازيلي فينسوس والإسباني أدريوزولا، والحارس البلجيكي كورتوا. إلا أن المدرب لوبيتيجي لم يدخل المهاجم دياز أساسيًا، فعلى الرغم من الأداء المتواضع من جانب كريم بنزيما، فإنه لم يشارك لدقائق قليلة حتى الآن ليثير السخط عن جدوى استقطابه من ليون الفرنسي، حيث سجل دياز 18 هدفًا الموسم الماضي.
كما يواجه البرازيلي فيسنسوس أيضًا الموقف ذاته، حيث لم يحصل على ثقة لوبيتيجي بعد رغم تألقه مع فريقه السابق فلامنجو في الدوري البرازيلي، بينما شارك الإسباني أدريوزولا في لقاء إسبانيول بعد إصابة كارفخال وقدم أداءً طيبًا إلا أنه لم يحصل على دقائق إضافية إلا في حالة إصابة أو طرد كارفخال، وتكمن المعضلة الأخرى للمدرب الإسباني في خيار حراسة المرمى بين البلجيكي كورتوا الحائز على جائزة أفضل حارس مرمى في العالم 2018 ، والكوستاريكي الحائز على أفضل حارس مرمى في أوروبا 2018 نافاس، لكن استخدم لوبيتيجي خيار المداورة حتى الآن بحيث يلعب كورتوا للدوري المحلي ونافاس دوري أبطال أوروبا.
ماريانو دياز رغم ارتدائه قميص رونالدو، فإنه لم يحصل على دقائق كافية إلى الآن
الخروج من شبح رونالدو
مشجعو ريال مدريد الإسباني لم يستوعبوا خروج هدافهم التاريخي إلى صفوف يوفينتوس الإيطالي الصيف الماضي
منذ أن خسر الريال لقب السوبر الأوروبي ودخل ما يعرف بـ”العقم الهجومي”، وغاب عنه اللاعب الحاسم، ظهر جليًا تأثير خروج رونالدو من الفريق على الرغم من إنكار الفريق والتأكيد على جماعية الفريق بعد رحيله، لكن لم يدم هذا الصمت الزائف حيث خرج الحارس نافاس بتصريح بعد خسارة ريال مدريد أمام سسكا موسكو قائلاً: “لا يمكنك تغطية الشمس بإصبعك” في إشارة إلى تأثير رونالدو على الترسانة الهجومية لريال مدريد في السنوات الأخيرة، لذا هل يستطيع ريال مدريد الصمود بعد رحيل قائد السفينة أم أنه سيدخل بكامل ثقله في سوق الانتقالات الشتوية؟