غدت الحياة السياسية الأمريكية ساحة قتال، أو هكذا بدت في الفيلم الوثائقي “ترامب في حرب” الذي أطلقه ستيف بانون المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويوجه فيه صرخة تعبئة إلى قاعدة ترامب في الذكرى السنوية الثانية لتصريح المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كيلنتون، التي قالت: “نصف أنصار ترامب يستحقون الشجب”.
الأهم أن الفيلم عُرض قبل شهرين من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي يُنظر إليها على أنها استفتاء على ترامب نفسه، فالكثير من الناس يتخوفون مما سيقوم به ترامب لاحقًا، وكيف سيؤثر في معيشتهم، لذلك تصاعد اتجاه رجل الأعمال الذي يتاجر بأي شيء للتلاعب بمصير الآخرين وتوظيف قضايا السياسة الخارجية لاختبار شعبيته ضمن حملات الدعاية الانتخابية لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة في 6 من نوفمبر 2018.
“أمريكا أولاً” وشعوب الدول آخرًا
كشف فترة الدعاية الانتخابية للرئاسة الأمريكية تناقضًا بدا صارخًا في مواقف ترامب السياسية إزاء المسلمين كبشر وإزاء ثرواتهم كمعين لا ينضب لثروته الشخصية، فمن ناحية لم ير ترامب غضاضة في الدعوة لإغلاق حدود بلاده أمام المسلمين، لكنه لا يتورع في نفس الوقت عن وصف أصدقائه من كبار الأثرياء في العالم الإسلامي بأنهم أصدقاء أوفياء طالما يجني من ورائهم ملايين الدولارات.
وبعد أن أصبح بطل الدعايات والخمور والبيتزا وكومبارس الأفلام رئيسًا لأربع سنوات عادت معه عروضه مجددًا، لكنها كثرت مع اقتراب موعد تحديد مصيره بعد عامين من الرئاسة، فكان العرب والسعوديون تحديدًا أبطالها، وعنوانها “سنجعل من أمريكًا عظيمة مجددًا بأموالكم أنتم”.
يستمر التاجر الغاضب الذي يسعى لجمع المال في الوفاء بوعوده التي ترضي الناخبين بأي طريقة حتى لو كان ذلك بـ”البلطجة” وعلى حساب مواطني دول أخرى
جعل ترامب من كرسي الرئاسة فرصة لتهديد الحكومات الثرية وابتزازها، وفرصة أيضًا لتسويق نفسه، فصنع دعاية مجانية لا حاجة فيها لممثلين وكومبارس وشركات إنتاج، فضلاً عن زياردة شعبيته التي بدت في هبوط مضطرد، حتى بدا لكثيرين منهم أنه يكفيهم بطل يُدعى ترامب.
نجح ترامب في التلاعب باتجاهات الأمريكيين بعد نجاحه في ابتزاز العرب مرة بعد مرة، فعقب أول زيارة خارجية له إلى الرياض عاد من الشرق محملاً بمليارات الدولارات، مبشرًا مواطنيه بملايين الوظائف، وقال في تغريدة له: “إحضار مئات مليارات الدولارات من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة يعني وظائف، وظائف، وظائف”، أما ولي العهد فقد قبل ضخ الأموال السعودية دون كلل، باستثناء تلك التي يقايضها ترامب بالحماية.
Bringing hundreds of billions of dollars back to the U.S.A. from the Middle East – which will mean JOBS, JOBS, JOBS!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) May 27, 2017
يستمر التاجر الغاضب الذي يسعى لجمع المال في الوفاء بوعوده التي ترضي الناخبين بأي طريقة حتى لو كان ذلك بـ”البلطجة” وعلى حساب مواطني دول أخرى، فهو معتاد على أخذ المال من الآخرين أيًا كانت صورته، فهو يضغط على السعودية لرفع إنتاج النفط لمنع ارتفاع أسعار الوقود بالولايات المتحدة خاصة خلال الانتخابات التي سيتم فيها انتخاب جزء من مجلسي النواب والشيوخ، ويتوقع أن تعبر عن توجهات الأمريكيين إزاء ترامب وإدارته.
ويواصل ترامب مطالبته للسعودية بالدفع مقابل الحماية الأمريكية للمملكة، فللمرة الخامسة خلال أقل من أسبوعين، يكرر قوله أمام حشود انتخابية إنه “ما كان للسعودية أن تكون موجودة لولا الحماية الأمريكية”، وبحسب صحيفة “فرانكفورتر” الألمانية يعود ذلك إلى التوقيت الذي اختاره ساكن البيت الأبيض لممارسة هذه الضغوط في فترة وجيزة لا تتعدى فترة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
يستغل ترامب عمليًا موضوع خاشقجي لغايات انتخابية، ويراهن على الوقت، ويُبقي على موقف بلاده من مطالب بعض أعضاء الكونغرس الملحة بوقف صفقات السلاح للسعودية
ومع اقتراب موعد الانتخابات النصفية يريد ترامب دغدغة مشاعر مؤيديه، فيستغل عمليًا موضوع خاشقجي لغايات انتخابية، ويراهن على الوقت ويُبقي على موقف بلاده من مطالب بعض أعضاء الكونغرس الملحة بوقف صفقات السلاح للسعودية، فهو يتعجل إنهاء القضية حتى لا يضطر تحت الضغوط المحيطة به لفرض عقوبات قد تشمل صفقات أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار وأمور تؤمن الوظائف لمواطنيه.
وفرضيًا لو اختفى جمال خاشقجي يوم 7 من نوفمبر، أي بعد الانتخابات بيوم واحد من الانتخابات الأمريكية النصفية، كان يمكن أن يكون ردة الفعل الأمريكية مختلفة تمامًا، فبالنسبة للديمقراطيون فإن السعوديين حلفاء ترامب ووضعهم في خامة الاتهام يخدم العملية الانتخابة، أما بالنسبة للجمهوريين فيرون أنه لا يجب السماح للخصوم باستغلال السيناريو الأكثر فظاعة، وهو قتل خاشقجي وتقطيعه.
توظيف قضايا السياسة الخارجية لخدمة الحملات الانتخابية
كما جرى في “جريمة القنصلية”، عمد الحزبان الجمهوري والديمقراطي، إلى توظيف الكثير من قضايا السياسة الخارجية ضمن حملات الدعاية الانتخابية للانتخابات النصفية القريبة، رغم أنه من المفترض أن يركز المرشحون في الانتخابات على القضايا الداخلية التي تؤثر على الناخب الأمريكي بشكل مباشر، لكن في هذه الانتخابات تزايد توظيف قضايا السياسة الخارجية للتأثير على الناخبين باعتبارها قضايا أمن قومي.
وتشير الخبرات السابقة إلى أنه كثيرًا ما تُرجِّح قضايا السياسة الخارجية كفة أحد الأحزاب، فعلى سبيل المثال، سبق أن استخدمت إدارة جورج بوش حملتها للحرب على الإرهاب للفوز بانتخابات التجديد النصفي عام 2002، ويعزز من هذه الرؤية ما يحاول ترامب تصديره للأمريكيين بضرورة التصويت بكثافة لصالح الحزب الجمهوري في هذه الانتخابات للحفاظ على المكتسبات التي استطاع تحقيقها خلال العامين الماضيين.
وما يصب في مصلحة الديمقراطيين أنهم تمكنوا من تسليط الضوء ليس فقط على القضايا إنما أيضًا على إبراز أن انتخابات مرشحين ديمقراطيين يمكن أن يحموا الأمريكي العادي من ترامب، أما مرشحو الحزب الجمهوري فيحاولون توظيف سياسات ترامب الخارجية على أنها قضايا داخلية من منظور ارتباطها بالأمن القومي.
تعد هذه الانتخابات بمثابة استفتاء على سياساته التي اتبعها منذ وصوله لسدة الرئاسة، بالإضافة إلى أنها فرصة لاختبار شعبيته تمهيدًا لخوضه انتخابات 2020،
فمن ناحية، عملت الإدارة الأمريكية التي يقودها ترامب بحزبه على عقد صفقات ناجحة مع كوريا الشمالية وتركيا، وإنهاء الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة مع كندا والمكسيك، والتصدي للتمدد التجاري للصين، والإفراج عن المعتقلين الأمريكيين.
في المقابل، عمد الحزب الديمقراطي ومرشحوه إلى الانتقاص من جدوى سياسة خصومهم، فوجهوا الانتقادات لتقليص ميزانية وزارة الخارجية، وتراجع التمثيل الدبلوماسي الأمريكي حول العالم، وتوالي استقالات الكوادر المنفذة للسياسة الخارجية من إدارة ترامب، بالإضافة إلى تزايد حدة التوترات مع حلفاء أمريكا، والتسبب في تصدع حلف الناتو ومجموعة السبع الصناعية.
وبالنسبة لترامب، تُمثل انتخابات التجديد النصفي أهمية خاصة له ولحزبه، حيث تعد هذه الانتخابات بمثابة استفتاء على سياساته التي اتبعها منذ وصوله لسدة الرئاسة، بالإضافة إلى أنها فرصة لاختبار شعبيته تمهيدًا لخوضه انتخابات 2020، وفي حال خسارة حزبه – كما صرح – فسينقض الحزب الديمقراطي على ما أنجزه لا سيما في الحرب التجارية مع الصين وكندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي.
ازدواجية ترامب في سياق الحملات الترويجية
حاول ترامب تركيز جهوده في الحملات الترويجية لحزبه قُبيل انتخابات التجديد النصفي على ما يتصل مباشرة بمصلحة الناخب الأمريكي وإن كان على مصلحة مواطني دول أخرى، وبحسب مدير أبحاث السلع في شركة “كلير داتا” ماثيو سميث، يجد ترامب نفسه داخلاً على الانتخابات في ظل هذه الظروف وهو لا يريد أسعار نفط مرتفعة، في الوقت ذاته لديه العقوبات التي ستدخل حيز التنفيذ على إيران.
جعل ترامب من الحفاظ على أرواح مواطنيه غاية قد يلجأ في مقابلها للاستغناء عن الصفقات التجارية والمصالح السياسية كما قال
علاوة على ذلك، تجلت براغماتية ترامب في كثير من قضايا السياسة الخارجية وقدرته على عقد الصفقات على المستوى الخارجي تمكنه من تحقيق مكاسب فيما يتعلق بتغيير الخريطة التجارية مع الصين وكندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي لصالح الولايات المتحدة، وعقده صفقات مع كوريا الشمالية وتركيا، والتزامه بشعار “جعل الولايات المتحدة عظيمة مجددًا”.
كما يحاول ترامب هذه الأيام التركيز على إنجازاته، خاصة تلك التي قطعها على نفسه في أثناء حملته للانتخابات الرئاسية عام 2016، بل يعمد في كثير من الأحيان إلى زيادتها بإنجازات لم يتعهد بها لتعزيز شعبيته المتآكلة بعد تصاعد حدة الاتهامات الموجهة لكبار مساعدي حملته الانتخابية، وفقدانه دعم كثير من الأقليات والنساء.
Late last night, our deadline, we reached a wonderful new Trade Deal with Canada, to be added into the deal already reached with Mexico. The new name will be The United States Mexico Canada Agreement, or USMCA. It is a great deal for all three countries, solves the many……
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) ١ أكتوبر ٢٠١٨
وجعل ترامب من الحفاظ على أرواح مواطنيه غاية قد يلجأ في مقابلها للاستغناء عن الصفقات التجارية والمصالح السياسية – كما قال – فقبل دفعه كيم جونج أون للجلوس على مائدة المفاوضات، أفرجت كوريا الشمالية عن 3 أمريكيين؛ لذلك يُروج ترامب أنه نجح فيما فشل فيه الرؤساء السابقون، وعلى هذه الشاكلة علَّق أي انفتاح مع طهران.
وبعد إطلاق تركيا سراح القس الأمريكي أندرو برونسون اعتبرها ترامب خطوة مهمة لتحسين العلاقات بين واشنطن وأنقرة، ما قد يساعد على تمكين ترامب من الحفاظ على أصوات الإنجيليين بعد أن كان معرضًا لفقدانها نتيجة الفضائح الأخلاقية التي لاحقته مؤخرًا، فالطائفة الإنجيلية تمثل نسبة كبيرة من سكان الولايات المتحدة الأمريكية.
سبق أن اتهم ترامب بكين بمحاولة التأثير على انتخابات التجديد النصفي بعد فرضها رسومًا جمركية كرد فعل على قرار مماثل لترامب
ومن الناحية التجارية، تمكن ترامب من تعديل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية “نافتا” التي يراها مجحفة لبلاده، وقد جاء تعديلها قبل انتخابات التجديد بمثابة ورقة رابحة ستؤثر على الناخبين، إذ كان من المقرر تعديلها بعد انتخابات التجديد النصفي، وهو ما سيؤثر على العمالة الأمريكية في القطاعين الصناعي والزراعي.
أما الحرب التجارية مع الصين، فهي لا تبعد كثيرًا عن سياق سياساته الخارجية قبل الانتخابات النصفية، فترامب سبق أن اتهم بكين بمحاولة التأثير على انتخابات التجديد النصفي بعد فرضها رسومًا جمركية كرد فعل على قرار مماثل لترامب، وقال: “وجدنا أن الصين تحاول التدخل في الانتخابات المقبلة في شهر نوفمبر ضد إدارتي”.
ويُمكن اعتبار ما قام به ترامب حملة دعاية مبكرة من أجل الاستعداد للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها 2020، ويؤكد ذلك حرصه على كسب مزيد من أصوات الجماهير، وذلك من خلال تركيزه على إنجازاته التي تصب مباشرة في مصلحة الناخب الأمريكي.
واقع شعبية ترامب
يزداد الاستقطاب السياسي حدة على مشارف الانتخابات النصفية للكونغرس التي يخشى ترامب من أن فوز خصومه الديمقراطيين فيها قد يفاقم متاعبه في شبهة سياق التحقيقات في شبهة التدخل الروسي، فضلاً عن تعطيل أجندته لما تبقى من رئاسته.
تعصف بإدارة ترامب مجموعة من الأزمات تمثلت في المتاعب القضائية لعدد من المقرين منه
وتبين بعض استطلاعات الرأي – التي لا يثق فيها ترامب ويتهمها بعدم الحياد – خطورة الغضبة التي يواجهها ترامب قبل أيام قليلة من الانتخابات النصفية، حيث يظهر استطلاع لجامعة كوينيبياك أن الديمقراطيين متقدمون بفارق 14 نقطة بالمعركة على مجلس النواب، وقال 58% إنهم يريدون دورًا أكبر للكونغرس في تحجيم ترامب، مقابل 27% لا يؤيدون ذلك.
وفي استطلاع آخر مشترك لراديو “أن بي آر” وكلية ماريست أظهر أن الديمقراطيين متقدمون بفارق 12 نقطة في المعركة على مجلس النواب، وأن نسبة التأييد الشعبي لترامب بلغت 39% مقابل 52%؛ ليكون بذلك خامس استطلاع بالآونة الأخيرة يظهر أن نسبة تأييد الرئيس أقل من 40%.
لذلك يعتبر ترامب هذه الانتخابات اختبارًا حقيقيًّا لسياسته، خاصة بعد أن أثار غضب فئات عديدة بالمجتمع، الأقليات والشباب والمتعلمين جامعيًا والبيض سكان الضواحي خصوصًا النساء، بل وحتى المستقلين الذين ساهموا في صنع انتصارات الديمقراطيين بأماكن غير معتادة.
نجح ترامب في التلاعب باتجاهات الأمريكيين بعد نجاحه في ابتزاز العرب مرة بعد مرة
كما تعصف بإدارة ترامب مجموعة من الأزمات تمثلت في المتاعب القضائية لعدد من المقرين منه، على رأسهم بول مانفورت المدير السابق لحملة ترامب الرئاسية ومايكل كوهين المحامي الخاص للرئيس، وقد أظهر استطلاع لشبكة “سي إن إن” أن الأمريكيين يؤيدون ما يقوم به المحقق الخاص روبرت مولر بنسبة كبيرة، فهم يرون أن ما يقوم به “أمر خطير يتوجب التحقيق فيه على أكمل وجه”.
وبالتزامن مع الاستعداد لهذه الانتخابات رسم كتاب جديد للصحفي بوب ودوارد ومقالة رأي بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بتوقيع مسؤول رفيع في إدارة ترامب لم تكشف الصحيفة اسمه صورة عن بيت أبيض تعمه الفوضى، ويسعى المسؤولون فيه للحد من أضرار وجود رئيس يفتقر إلى الكفاءة.
يمكن القول إن هذه الانتخابات بمثابة استفتاء على سياسات ترامب التي اتجهت للانكفاء على الداخل عملاً بشعار “أمريكا أولًا”
هذه الأزمات يسعى الديمقراطيون لاستغلالها وقد جندوا الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما العائد من باب الحملات الانتخابية، وقد أنذر أوباما الناخبين الأمريكيين من ولاية كاليفورنيا بأن امتناعهم عن الاقتراع قد يؤدي بالأوضاع إلى مزيد من السوء.
ووفقًا لهذه المعطيات، يرى الكاتب بصحيفة “واشنطن بوست” غريغ سارجنت أن موجة الغضب التي يواجهها الرئيس دونالد ترامب تزداد قوة، وتكتسي مزيدًا من الأهمية مع اقتراب موعد الانتخابات التي يركز فيها المرشحون الديمقراطيون على إخفاقات الرئيس “ترامب” في مجال السياسة الخارجية والطبيعة الصراعية لسياسته الخارجية.
لذا يمكن القول إن هذه الانتخابات بمثابة استفتاء على سياسات ترامب التي اتجهت للانكفاء على الداخل عملاً بشعار “أمريكا أولًا”، مستغلاً في ذلك قضايا السياسة الخارجية، كما يحاول إبراز نجاح سياساته للنخبة السياسية في حزبه التي لم تكن متحمسة بما يكفي عند إعلان فوزه بالرئاسة الأمريكية أواخر 2016.