بعد تجربة حركة النهضة التونسية في الحكم لسنتين، خرجت عن السلطة طواعية في حالة مميزة من التوافق الوطني، فكيف تقيم النهضة تجربتها؟ وما الذي تطور في حركة النهضة منذ التسعينات وحتى الآن؟
في حوار مع صحيفة الشروق التونسية، يتحدث عضو اللجنة المركزية لحركة النهضة “العجمي الوريمي” عن قيادة الحركة وتصوراتها ونقدها الذاتي لفترة بقائها في السلطة.
وفيما يتعلق بسياسة النهضة قال الوريمي إن “سياسة النهضة ليست التنازلات بل التضحية من أجل المصلحة الوطنية”.
وقال الوريمي في معرض تقييمه لحكومة مهدي جمعة، إنها “حكومة شابة بكل معاني الكلمة”، مؤكدًا أن جمعة “سيدخل التاريخ بإنجاح الانتخابات القادمة والتي ستنافس فيها النهضة بقوة”.
وبدأت النهضة – بحسب الوريمي – في تقييم تجربة الحكم التي استمرت قرابة السنتين، قائلاً إن أبرز أخطاء حكم النهضة كانت في “الحذر المبالغ فيه والإبقاء على ترسانة قوانين النظام السابق؛ مما ساهم في تعطيل تنفيذ بعض مشاريع التنمية وعرقلة إرادة الحكومة في إجراء إصلاحات عميقة وواسعة وشاملة رغم أن المرحلة هي مرحلة وضع أسس الإصلاح أكثر مما هي مرحلة تنفيذ خطة كاملة للإصلاح باعتبار أن الحكومة انتقالية ومدتها محددة بأجل قصير.”
ويقول مسؤول الإعلام في حركة النهضة إنه “لم يخطر ببال النهضة بعد فوزها في انتخابات 23 أكتوبر أن تحكم بمفردها أو أن تتصرف كحزب مهيمن، وقد سعت إلى شراكة حقيقية وفعلية وائتلاف واسع وكان يُمكن أن يكون ضمن الائتلاف أطراف أخرى لم تبذل ما يكفي من الحرص للإنضمام ولم يُبذل كل ما في الوسع لإقناعها بالمشاركة”، وهو ما يشير إلى استفادة النهضة الجلية من تجربة الإسلاميين في دول الربيع العربي الأخرى.
وقال الوريمي إن حركة النهضة تعيش حركية غير مسبوقة منها ترتيب للوضع القيادي والاستعداد للاستحقاقات القادمة بعد أن استعادت الحركة أرصدتها بمغادرة وزرائها للحكومة واستعادتهم لدورهم في مؤسسات الحركة”، مؤكدًا أن الحركة صار ينظر إليها كحزب حكم؛ مما يجعلها أمام مسؤولية اعتبار الآخرين لها واعتبار أبنائها أنّها معنية بالشأن الوطني والمطالبة بالإسهام في إنجاح المرحلة بغض النظر عن الموقع الذي تهيئه لها الأقدار والاستحقاقات.
وقال الوريمي “لا شكّ في أنّ بعض التغيير طرأ على الثقافة السياسية لقادة النهضة إذ صاروا يميزون أكثر من أي وقت مضى بين ثقافة وسلوك المعارض وبين مسؤولية وواجبات وتمشي رجل الدولة، فالنهضة 2014 هي بالتأكيد ليست نهضة التسعينات ولا هي حركة بداية الألفية الثالثة.”
وعلق الوريمي على الأحكام القضائية الأخيرة بتبرئة قتلة الثوار في تونس أو سجنهم لمدد قصيرة، قائلا إن “الأحكام كانت مفاجئة للجميع بما في ذلك الموقوفون وعائلاتهم”.