كثيرًا ما يتعرض مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي العرب للتهميش من إدارة تلك المنصات، خاصة في منع أو تأخير وصول بعض الميزات لهم بالمساواة مع بقية المستخدمين في الغرب، أو في دعم هذه المنصات للغة العربية أسوة باللغات العالمية الأخرى، بالإضافة إلى ذلك ضعف التفاعل مع خدمات الدعم الفني للمستخدمين باللغة العربية.
دعا هذا الأمر العديد من المستخدمين والمهتمين العرب بالإنترنت للمطالبة بخلق منصات تواصل اجتماعي عربية أو تراعي الخصوصية العربية على الأقل، أنشئت بعضها بالفعل لكن أغلبها لم يكتب لها التوفيق لأسباب مختلفة منها سيطرة العديد من المنصات الكُبرى مثل فيسبوك وتويتر على سوق المستخدمين منذ سنوات، كذلك الاحتياجات المادية تعتبر التحدي الأهم أمام هذه المبادرات.
منصة عربية صاعدة
باز Baaz منصة اجتماعية عربية جديدة نسبيًا، تُعبر عن الجيل الجديد في عالم التواصل الاجتماعي، وتستهدف المستخدمين في جميع دول العالم مع التركيز بشكل أساسي على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المنصة التي ابتكرتها عقول عربية شابة، تهدف إلى توفير وسط تفاعلي عربي يجمع صناع المحتوى والقراء بكل الأعمار والاهتمامات، متفهمة بذلك احتياجات المستخدمين العرب الذي انطلق مؤسسها من هذه القاعدة، وتوجد مكاتبها في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط.
تقدم باز ميزة ربط أكثر من 150 شبكة تواصل اجتماعي في مكان واحد مما يساعد المستخدم في صناعة عنوان اجتماعي واحد شامل لكل حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي
سأل “نون بوست” تسبيح أمين وهي مسؤولة التطوير المجتمعي في القسم العربي بمنصة باز، عما تقدمه المنصة للمستخدم العربي على وجه الخصوص وجعلهم يعولون على انجذاب المستخدم العربي لهم، فقالت: “منذ انطلاقتها حرصت باز على أن تكون اللغة العربية لغة أساسية فيها جنبًا إلى جنب مع اللغة الإنجليزية، مع تقديم جميع خدماتها للمستخدمين العرب واستجابة على مدار الساعة من فرق الدعم الفني للمستخدمين باللغة العربية”.
تحدثت أيضًا عن ميزة المواضيع المتداولة التي توفرها منصة باز للمستخدمين العرب لمتابعة الأحداث من حولهم، وقالت: “تقدم باز للمستخدم العربي خلاصة المواضيع المتداولة والأخبار في منصات التواصل الرئيسية في قوالب مناسبة له لتمكنه من متابعة الأحداث من حوله تبعًا للاهتمام وتجمعها في مكان واحد باستخدام تقنيات معالجة اللغة الطبيعية التقنية Natural Language Processing التي تعمل على فهم وتحليل الكلمات المفتاحية عن المحتوى المنتشر، وتصنيفه وفق خوارزميات تتيح للمستخدم متابعة أهم وأكثر المواضيع شيوعًا في الدول، مدعمة بآليات من شأنها حذف المحتوى الفوضوي داخل المواضيع الذي يعمل على تشتيت المتابع عن المحتوى الأساسي”، مؤكدة أن ملاحقة الحسابات الوهمية التي تدعو للكراهية وتنتحل أسماء الآخرين جزء مهم من اهتمامات فريق باز.
تضيف أمين: “نؤمن أن مستقبل باز يعتمد بشكل أساسي على المواهب المبدعة وصناع المحتوى من الشباب خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فهؤلاء يشاركونا رؤيتنا في بناء الجيل الجديد من شبكات التواصل الاجتماعي، لذلك نقدم لهم ما يُمكننا من دعم كالمساعدة في ترويج محتواهم داخل المنصة وتقديم الدعم المادي لصناع المحتوى المميز داخل باز ليساعدهم في تطوير محتواهم من خلال الأدوات المناسبة، كذلك نعمل في باز على التجهيز لبرنامج آخر يساعد ناشري المحتوى العربي من المؤسسات والمواقع الإلكترونية من نشر محتواهم بشكل أفضل والوصول إلى أكبر نسبة ممكنة من الجمهور”.
كذلك تحدثت عن المزيد من الميزات ستأتي تباعًا ومن شأنها دعم المحتوى العربي على الإنترنت وتوفير بيئة مناسبة للمستخدمين والناشرين على حد سواء.
بالإضافة إلى الميزات الأساسية الموجودة في منصات التواصل الاجتماعي، تقدم باز ميزة ربط أكثر من 150 شبكة تواصل اجتماعي في مكان واحد مما يساعد المستخدم في صناعة عنوان اجتماعي واحد شامل لكل حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي مع إمكانية النشر والمشاركة مرة واحدة على هذه المنصات المرتبطة معًا.
صعوبات عديدة تواجه المبادرات الإلكترونية الجديدة خاصة تلك التي بحجم منصة تواصل اجتماعي، أهمها صعوبة المنافسة في سوق مزدحمة جدًا مع عشرات شبكات التواصل الأخرى
يستخدم المنصة من الحاسوب أو تطبيقات الهواتف المحمولة مئات الآلاف من المستخدمين النشطين كما تقول أمين التي تخبرنا عن اسم المنصة “باز” من أين أتى: “الاسم مشتق من كلمة طائر الباز وهو طائر جارح يعرف بحدة بصره من ارتفاعات شاهقة، وبالمثل، نحن نؤمن بأن منصة باز توفر للمستخدمين هذه القدرة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مما يسمح لهم بتصفح المواضيع والأخبار المتداولة بوضوح”.
تحديات وعقبات
صعوبات عديدة تواجه المبادرات الإلكترونية الجديدة خاصة تلك التي بحجم منصة تواصل اجتماعي، أهمها صعوبة المنافسة في سوق مزدحمة جدًا مع عشرات شبكات التواصل الأخرى، الأمر الذي يزيد الجهد المبذول في خلق الوعي لدى المستخدم الذي بحاجة لمنصة جديدة تتفهمه وتراعي خصوصيته.
كذلك يعتبر تأمين الموارد المالية والبشرية التي تتطلبها هكذا مشاريع تحديًا أساسيًا تواجه الشركات الناشئة في هذا المجال، وهي التي تحكم بشكل أساسي – بالإضافة إلى تقبل الجمهور للفكرة – على استمرارية المشروع من فشله وهذا الأمر يعتبر التحدي الأكبر هو الاستمرار ودخول المنافسة من أبواب أوسع عالميًا.
في ظل الثورة التكنولوجية التي نعيشها والانتشار الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي التي يزداد أعداد مستخدميها يومًا بعد يوم، يبقى أمل المستخدم من توفير الميزات التي تتلاءم مع احتياجاته مع الوقت وتسهل عليه التواصل مع الآخرين، ويبقى الخوف يلاحق أصحاب الشركات من العثرات التي قد تؤدي بمشاريعهم إلى طريق مسدود ولنا في تجربة غوغل بلس Google+ التي أُعلن توقفها خير عبرة.
والجدير بالذكر أن منصة باز هي الجيل الجديد من شبكات التواصل الاجتماعي، فقد تم إنشاؤها لخدمة الجمهور العربي بالأساس، مع مراعاة خاصة للغة والثقافة العربية، وتوفر التواصل بين الزوار، كأفراد او مجموعات، في بيئة آمنة خالية من فوضى منصات التواصل الاجتماعي الاخرى من إعلانات غير مرغوب بها وحسابات وهمية واخبار كاذبة.