“Singapore It’s a fine city” يتندر زوار سنغافورة بتلك المقولة، فهي تحمل معنيين: المعنى الأول أنها مدينة جميلة، ولكن المعنى الحقيقي الساخر هو أنك مُعرض للغرامات دائمًا، معرفتك بالقوانين المحلية للدولة من الممكن أن تُنقذك من الحصول على غرامة أو من أن يُقبض عليك، فعلى سبيل المثال إذا عبرت الطريق في غير موضع عبور المشاة فذلك سيكلفك غرامة تصل إلى ألفين دولار.
هناك العديد من الغرامات التي قد تستغربها وتتعجب لوجودها من الأساس، أشياء مباحة تمامًا في عالمنا العربي أو عدد كبير من الدول الأخرى لكنها ليست كذلك في سنغافورة، إليك بعض الغرامات التي ستفاجئك إذا زرت يومًا سنغافورة.
1- بيع ومضغ العلكة
“إذا كنت لا تستطيع التفكير بسبب توقفك عن مضغ العلكة؛ جرب الموز!” لي كوان يو
تحاول الإقلاع عن التدخين وتكتفي بمضغ العلكة؟ تستخدم العلكة بديلًا لمعجون الأسنان بعد تناولك للغداء في عملك؟ تُحب مضغ العلكة لما لها من فوائد طبية تفيد الذاكرة؟ حسنًا العلكة شيء يجب عليك التخلص منه قبل ذهابك إلى سنغافورة، فوفقًا لقانون سنغافورة، يُمكن أن تصل العقوبة الأولى لبيع العلكة إلى 100 ألف دولار أو السجن لمدة تصل إلى عامين!
عقوبة مضحكة، أليست كذلك؟ لكن دعنا نعرف تاريخ هذا القانون المضحك.
يعود ذلك القانون إلى “لي كوان يو” الرجل الذي حول سنغافورة من مجرد ميناء صغير إلى مركز تجاري عالمي، لكنه أصر أيضًا على تحسين السلوك الشعبي وجرم مضغ وبيع العلكة، ولكن ليس هذا القانون فقط، فهناك عدة قوانين أخرى صارمة خاصة بالكتابة على الجدران والبصق وإلقاء القمامة سنعرض لها بعد قليل، لكن فيما يخص العلكة، فقد كان تنظيفها من فوق الأرصفة والمقاعد وأبواب القطارات والمترو يستغرق وقتًا وطاقة ومالًا وفيرًا؛ لذلك كان من الأسهل منع العلكة.
لكن عام 2004 ووفقًا لاتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وسنغافورة، سمحت سنغافورة ببيع العلكة “العلاجية” لبعض المرضى مع وصفة طبية، وهذا يشمل العلكة الخالية من السكر.
2- الموسيقى في الأماكن العامة
هل تُحب الموسيقى؟ تُبهرك تلك المسلسلات التي يجلس فيها أحدهم يعزف الغيتار واضعًا أمامه كوبًا من أجل بعض الجنيهات، أو رُبما يفعل ذلك دون رغبته في الحصول على مقابل؟ هل تمنيت دومًا زيارة إحدى الدول الأوروبية ومشاهدة هذا المشهد؟ حسنًا هذا لا يحدث في سنغافورة لأنه سيكلف العازف ببساطة ألف دولار!
مجرد تسببك لشخص مار بالإزعاج قد يُكلفك كل ما تملك، لذلك تمنع سنغافورة لعب الموسيقى في الأماكن العامة، وهذا لا يقتصر على الموسيقى في الأماكن العامة فقط، فلو فقط كنت في مزاج جيد، جيد كفاية لدرجة أنك بدأت تُغني، أو تُغني أغنيات بها معاني فاحشة؛ فهذا سيتسبب بسجنك لثلاثة أشهر أو غرامة أو كليهما!
3- الطائرات الورقية
هل تُحب الطائرات الورقية؟ لعبة طفولتك التي لا تتخلى عنها؟ للأسف لا مكان لها هُنا؛ فالطائرات ورقية قد تتسبب في إعاقة حركة الطرق، وليس فقط الطائرات الورقية، بل أي ألعاب تُعطل الطرقات، هذا سيُكلفك 5 آلاف دولار! لذلك ودع ألعابك قبل ذهابك إلى هناك.
4- البصق
ليس أفضل شيء تقوم به في مكان عام، رُبما يكون لدينا بعض القوانين في بلادنا لكنها ليست صارمة كفاية، فإذا بصقت في أحد المقاهي أو الأسواق أو المطاعم أو بيت أحدهم أو المدارس أو المسارح أو المباني العامة أو الأماكن العامة والطرقات العامة سوف تُكلفك تلك البصقة ألف دولار!
5- الدخول على “الواي فاي” الخاص بشخص آخر
هل صادف أن كنت في أحد الأماكن ووجدت شبكة إنترنت مفتوحة فولجت إليها دون أن تعرف من صاحبها أو يسمح لك بذلك؟ هل حدث واخترقت شبكة “الواي فاي” الخاصة بجارك أو حمّلت أحد تلك البرامج التي تستطيع فك شفرات الشبكات؟ حسنًا هذا يكلفك الكثير في سنغافورة.
هناك قانون صارم جدًا في سنغافورة خاص بالأمن السيبراني وإساءة استخدام الحاسوب وشبكة “الواي فاي” الخاصة بشخص آخر، فإذا قُبض عليك وقد قرصنت شبكة أحد جيرانك سوف تُغرم بمبلغ 10 آلاف دولار أو مواجهة السجن لمدة ثلاثة سنوات أو كليهما!
6- إطعام الحمام
قد تظن أن لا أهمية لإلقائك فتات شطيرتك للحمام في الحدائق والميادين العامة، لكنك ستُفكر مرتين عندما تكون في سنغافورة وتعلم أن إطعام الطيور هُناك سيُكلفك 500 دولار!
لا يمكنك ضمان عدم انتشار الأمراض من الحمام إلى البشر سواء عن طريق فضلاتهم الملوثة أو من خلال اتصال البشر مع الطيور المريضة، فتغذية الحمام في سنغافورة جريمة، ويُمكن مقاضاة الذين يرمون الطعام – في محاولة منهم لإطعام الحمام – من مجلس الإسكان والتنمية السنغافوري.
7- العبور العشوائي للمشاة
في سنغافورة ستُغرم إذا عبرت الشارع بعيدًا بنحو 164 قدمًا (50 مترًا) من خط عبور المشاة، فغرامتك الفورية ستكون 20 دولارًا، وهناك غرامات تصل إلى ألف دولار وثلاثة أشهر من السجن، وستتضاعف عقوبتك إلى غرامة تصل إلى ألفين دولار وستة أشهر في السجن إذا قمت بهذا الفعل مرتين!
لكن بعيدًا عن كل تلك الغرامات هناك العديد من الأماكن الرائعة التي قد ترغب بزيارتها هناك مثل شارع “أورتشرد” إذا كنت من محبي التسوق، أو “يونفيرسال ستوديوز” بجزيرة “سانتوسا” إذا كنت من محبي صناعة الترفيه، هناك أيضًا عدد كبير من الأحياء مثل الحي الهندي والصيني، وبالطبع شارع العرب الذي يوجد فيه “مسجد سلطان” الشهير، الذي يُعتبر أيقونة الفن الإسلامي في سنغافورة.
هل قرأت عن سنغافورة من قبل؟ أخبرني عن أغرب الأشياء التي سمعتها إذًا.