دعت هيئة فلسطينية تطلق على نفسها اسم “الوفاق الوطني الفلسطيني” كافة الفصائل الفلسطينية إلى اعتماد “خارطة طريق” لترتيب البيت الفلسطيني، وضرورة تنفيذ اتفاقيات المصالحة الموقعة.
وقال أمين سر هيئة الوفاق” جميل سلامة” في مؤتمر صحفي عقده في مقر مركز بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات بغزة “نأمل أن يحرص الجميع على عدم إضاعة فرصة زيارة وفد حماس ووفد الرئيس محمود عباس للقطاع، فهذه لحظة تاريخية في طريق إتمام المصالحة الفلسطينية”، مؤكدًا على دعم هيئته لمهمة الوفود الزائرة للقطاع لإنجاز المصالحة.
ودعا سلامة إلى ضرورة “التوافق على مرجعية قضائية وطنية ودستورية للبت في أي خلافات حالية أو مستقبلية أثناء تطبيق اتفاقيات المصالحة”.
من جانبه وصف “حسن عبده” العضو في الهيئة، المصالحة الفلسطينية في الوقت الراهن بـ “الاضطرارية” بالنسبة للحركتين؛ لما تعانيه المنطقة العربية من توترات في أوضاعها، وما تواجهه حركة فتح في مفاوضاتها مع إسرائيل.
وكان قد وصل أمس – الإثنين – نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) موسى أبو مرزوق إلى قطاع غزة؛ للمشاركة باجتماعات المصالحة الفلسطينية عبر معبر رفح الحدودي مع مصر
وقال “مصطفى البرغوثي” الأمين العام لحركة المبادرة الفلسطينية إن الوفد المكلّف من الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” بزيارة قطاع غزة لبحث آليات تنفيذ المصالحة مع حركة حماس سيصل اليوم – الثلاثاء -، مضيفًا أن الوفد يواجه صعوبات في الوصول إلى غزة في أقرب وقت بسبب ما وصفه بالتعنت الإسرائيلي في إصدار تصاريح لدخول القطاع عن طريق معبر بيت حانون (إيريز) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.
وتابع البرغوثي لوكالة الأناضول قوله: “حتى اللحظة لم أتلقَ تصريحًا من قبل السلطات الإسرائيلية يسمح لي بدخول غزة، وبالنسبة لباقي الوفد فقد حصل على تصاريح، وسنكون يوم غدٍ على أبعد تقدير في القطاع لبحث تنفيذ آليات المصالحة مع حركة حماس”.
وأكدّ “حسن أحمد” الناطق باسم حركة “فتح” بغزة، أن وفد المصالحة سيكون في قطاع غزة اليوم – الثلاثاء – بسبب إغلاق معبر بيت حانون (إيريز) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية بسبب الأعياد اليهودية، مضيفًا أن وفد فتح سيكون برئاسة “عزام الأحمد” يرافقه “مصطفى البرغوثي” الأمين العام للمبادرة الفلسطينية، و”جميل شحادة” الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية، والأمين العام لحزب الشعب “بسام الصالحي”، إضافة إلى رجل الأعمال “منيب المصري”.
كما قال أحمد إن الوفد المكلّف سيصل قطاع غزة، من أجل البدء في تنفيذ اتفاق المصالحة بما يشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد مواعد الانتخابات وتفعيل إطار منظمة التحرير.
وتشهد المرحلة الحالية هدوءًا في التصريحات المتبادلة بين الطرفين والاتهامات، في خطوة يقول المراقبون إن من شأنها تهيئة أجواء إيجابية لما قبل اجتماعات المصالحة، كما أفرجت حركة حماس التي تدير حكومة قطاع غزة عن 10 من حركة فتح من سجونها كخطوة استباقية لتهيئة الأجواء.
وكانت كلا الحركتين قد توصلتا إلى اتفاقين، الأول في العاصمة المصرية القاهرة عام 2011، والثاني في العاصمة القطرية الدوحة عام 2012، كأساس لتفعيل المصالحة بينهما، من خلال تشكيل حكومة موحدة مستقلة برئاسة الرئيس الفلسطيني زعيم فتح “محمود عباس” تتولى التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية.
إلا أن “حماس” تشترط أن تقترن تلك الانتخابات بعملية إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، بما يسمح بإنضمام باقي الفصائل بما فيها “حماس” للمنظمة التي تسيطر عليها “فتح” وحتى اليوم لم يتم تنفيذ نتائج الاتفاقين.
وتفاقمت الخلافات بين حركتي فتح وحماس عقب فوز الأخيرة بغالبية مقاعد المجلس التشريعي في يناير/ كانون الثاني 2006، وبلغت تلك الخلافات ذروتها بعد الاشتباكات المسلحة بين الحركتين في غزة منتصف يونيو/ حزيران من العام 2007، والتي انتهت بسيطرة “حماس” على قطاع غزة، وهو ما اعتبرته فتح “انقلابًا على الشرعية.”
وأعقب ذلك الخلاف، تشكيل حكومتين فلسطينيتين، الأولى تشرف عليها حماس في غزة، والثانية في الضفة الغربية وتشرف عليها السلطة الوطنية الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس رئيس حركة فتح.
غضب إسرائيلي
وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” توجه السلطة الوطنية الفلسطينية للمصالحة مع حركة حماس، مشيرًا إلى أنه على السلطة الفلسطينية أن تختار بين حلها أو الوحدة مع حماس.
جاءت هذه التصريحات مساء البارحة قبل ساعات من توجه وفد من حركة فتح إلى قطاع غزة الثلاثاء لبحث إنهاء الانقسام.
ونقل “أوفير جندلمان” المتحدث باسم نتنياهو للصحافة العربية في بيان له مساء الإثنين، عن رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله ” نشاهد السلطة الفلسطينية التي تحدثت أمس عن حلها، واليوم هي تتحدث عن الوحدة مع حماس”، مستدركًا “إذن يجب عليها أن تختار – حل السلطة أم الوحدة مع حماس – وعندما تريد السلطة السلام فعندئذ يجب عليها أن تتصل بنا، لأننا نريد السلام الحقيقي”.
وكانت وسائل إعلام اسرائيلية قد ذكرت مؤخرًا أن القيادة الفلسطينية تفكر بحل السلطة الفلسطينية في حال فشل المفاوضات مع إسرائيل، وهو ما لم يؤكده أي مسؤول فلسطيني، الأمر الذي يعني نقل مسؤولية الإدارة في الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل بوصفها دولة إحتلال، وهو الخيار الذي تضاربت تصريحات لمسؤولين فلسطينيين حول اللجوء إليه من عدمه.