ترجمة حفصة جودة
يعد جايير بولسونارو شخصية شديدة الاستقطاب؛ والذي نجا عشية الانتخابات من محاولة اغتيال سياسية، ليصبح قائدًا لأكبر الاقتصادات الموجودة في أمريكا اللاتينية، امتدح بولسونارو بينوشيه (حاكم تشيلي الديكتاتوري السابق)، وعبر عن دعمه للتعذيب وطالب بإطلاق النار على المعارضين السياسيين، مما أكسبه لقب “أكثر المسؤولين المنتخبين كراهية في العالم الديموقراطي”.
لكنه تمكن من قيادة حملة انتخابية ناجحة مبنية على الخوف من ارتفاع جرائم العنف والغضب من فضائح الفساد المتكررة، وتمكن من استثمار وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال.
يقول بريان وينتر -رئيس تحرير مجلة أميركان كوارتلي-: “بالنسبة إلى مؤيديه يمثل بولسونارو النظام والقانون وهو أمر مُلّح بشدة في بلد يحدث فيها 60 ألف جريمة قتل في العام، وحدث فيها أكبر فضيحة فساد”.
يتحدث بولسونارو بكل حنين عن الدكتاتورية العسكرية التي حكمت البلاد منذ عام 1964 وحتى 1985، ووعد بأن يشكل حكومته من قادة عسكريين سابقين وحاليين، كان بولسونارو عضوًا في الكونغرس منذ عام 1991 رغم أنه لم يقدم خلال كل هذه الفترة سوى مقترحين أصبحا قانونين، واشتهر دائمًا بتعليقاته الهجومية والتحريضية.
خصوم بولسونارو السياسيين فهم يكرهونه بسبب هجومه التحريضي على النساء والأشخاص السود والأجانب
وبالرغم من عمله في السياسة لثلاثة عقود نجح جندي المظلات السابق في الإعلان عن نفسه كمنافس من خارج العمل السياسي، وأنه على استعداد لتهيئة المؤسسات وتجفيف مستنقع الطبقة السياسية التي أثبتت أنها مليئة بالفساد النظامي.
نجح الاقتصاد البرازيلي في الخروج من حالة الركود الكارثية مؤخرًا، بينما تعرض مجموعة من السياسيين من جميع الأحزاب الرئيسية في البلاد إلى التحقيق بشأن تداول العقود العامة من أجل الحصول على الرشاوى والعمولات.
يقول وينتر: “حصل ترامب على أصوات الناخبين عندما قال إن الجريمة داخل المدن أصبحت خارج السيطرة وأن اقتصاد البلاد في كارثة والطبقة السياسية بأكملها فاسدة، هذه الأشياء الثلاثة حقيقية تمامًا في البرازيل”.
أما خصوم بولسونارو السياسيين فهم يكرهونه بسبب هجومه التحريضي على النساء والأشخاص السود والأجانب ومجتمعات السكان الأصليين، حتى أنه تعرض من قبل للتغريم وواجه اتهامات بسبب خطاب الكراهية الذي يبثه، وفي عام 2015 حُكم عليه بدفع تعويض لإحدى زميلاته في الكونغرس عندما قال إنها “لا تستحق الاغتصاب”.
“أنا أؤيد الديكتاتورية، فلن نتمكن من حل المشكلات الوطنية الخطيرة من خلال تلك الديموقراطية غير المسؤولة”.
قبل شهر من إجراء الجولة الأولى للانتخابات تعرض بولسونارو لهجوم أثناء إحدى أحداث حملته ونجا من محاولة طعن بالسكين قاتلة، واستمر في حملته من سريره بالمستشفى، حيث أطلق الكثير من التغريدات وقام بتسجيل منشورات يومية لمتابعيه على فيسبوك وعددهم 5 مليون شخص ومتابعيه على يوتيوب وعددهم 900 ألف شخص.
وفي تصريح صدر مؤخرا يقول بولسونارو: “من العام القادم بإذن الله سوف نغير مصير البرازيل معًا”، وإليكم مجموعة من أكثر تصريحات بولسونارو الهجومية والمثيرة للجدل:
بالنسبة إلى اللاجئين:
“لقد انتشر حثالة سكان الأرض في البرازيل، كما لو أننا ليس لدينا ما يكفي من مشاكلنا الخاصة لننظر إلى مشكلاتهم” – (سبتمبر 2015)
بالنسبة إلى الديموقراطية والدكتاتورية:
“لن نستطيع أن نغير أي شيء في البلاد من خلال الانتخاب، لا شيء أبدًا فلسوء الحظ الأمور لا تتغير إلا عندما تشتعل حرب أهلية ونقوم بالعمل الذي لم يقم به النظام العسكري، هل يتسبب ذلك في قتل 30 ألف مواطن! فلنقتلهم! وإذا مات بعض الأبرياء فلا بأس في ذلك”. (1999)
“أنا أؤيد الديكتاتورية، فلن نتمكن من حل المشكلات الوطنية الخطيرة من خلال تلك الديموقراطية غير المسؤولة”. (1992)
بالنسبة لحقوق الإنسان:
“أنا أؤيد التعذيب”. (مايو 1999)
“السجون البرازيلية أماكن رائعة، إنها المكان الذي يدفع فيه الناس ثمن أخطائهم، لا ليعيشوا حياة المنتجعات، فهؤلاء الذين يغتصبون ويخطفون ويقتلون سيعانون هناك ولن يحصلوا على أي راحة”. (فبراير 2014)
“هل نحن ملزمون بمنح هؤلاء المجرمين حياة جيدة؟”
“هل نحن ملزمون بمنح هؤلاء المجرمين حياة جيدة؟ إنهم يقضون حياتهم في إيذائنا، أما نحن الذين نقضي حياتنا في العمل فيجب علينا أن نمنحهم حياة جيدة في السجن، اللعنة عليهم”. (فبراير 2014)
بالنسبة إلى النساء:
“لدي 5 أطفال، 4 منهم رجال وفي المرة الخامسة كنت أعاني من لحظة ضعف فجاءت فتاة”. (أبريل 2017)
“أقول إنني لم أكن لأغتصبك لأنك لا تستحقين ذلك”. (ديسمبر 2014، وهي جملة موجهة للسياسية ماريا دو روزاريو)
بالنسبة إلى العرق:
“لن أخاطر بأن أرى أطفالي يولدون من امرأة سوداء، لقد حصل أطفالي على تنشئة جيدة” (مارس 2011)
“لقد ذهبت لزيارة كيلومبو (مستوطنة أسسها أحفاد الهاربين من العبودية)، كان أحد الأفارقة الأخف وزنًا هناك يزن حوالي 100 كيلوجرام، إنهم لا يفعلون أي شيء، لا أعتقد حتى أنه بإمكانهم التناسل أكثر من ذلك”. (أبريل 2017)
المصدر: الغارديان