مقتل مئات السودانيين جرّاء هجمات في الجنوب

تحولت عدد من المدن في شمال السودان إلى مجالس عزاء، وفُجع الرأي العام السوداني بالمجزرة التي وقعت قبل أيام وقُتل فيها نحو مئتي إلى ثلاثمائة مدني أغلبهم من التجار الشماليين المقيمين في مدينة بانتيو في دولة جنوب السودان التي تسيطر عليها قوات المتمردين بزعامة “رياك مشار” وسط تبادل للاتهامات بين طرفي الصراع في جنوب السودان حول ما جرى.
فالحرب الجارية في دولة جنوب السودان بين الحكومة والمتمردين تركت لها ذيولاً واتسعت دائرة ضحاياها، لتطال هذه المرة تجارًا شماليين من السودان.
فقد قالت الأمم المتحدة في تقرير لها أمس إن “القوات المناوئة للحكومة في جنوب السودان قتلت مئات من المدنيين الذين كانوا يحتمون في مسجد ومستشفى وكنيسة، عندما سيطروا على مدينة بانتيو الغنية بالنفط الأسبوع الماضي”.
وكان المسلحون الموالون لنائب الرئيس السابق في جنوب السودان “رياك ماشار” قد استعادوا السيطرة على بانتيو (عاصمة ولاية الوحدة) قبل ستة أيام.
ونددت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بما وصفته بأنه قتل يستهدف المدنيين بناء على أعراقهم، وقالت البعثة إن “أعضاء المعارضة استخدموا محطة الإذاعة المحلية لبث رسائل لنشر الكراهية، لكن المتمردين ينفون تلك الادعاءات”.
وقالت البعثة إن “أكثر من 200 مدني، كانوا في المسجد الرئيسي في المدينة قتلوا وأصيب أكثر من 400″، وأضافت أن مذبحة أخرى حدثت في كنيسة وفي مستشفى، وفي مجمع مهجور لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
وكان مسلحون قد اقتحموا مجمع الأمم المتحدة بعد يومين من الاستيلاء على المدينة، وقُتل في الاقتحام 58 شخصًا، وقد تصدت قوات حفظ السلام للمسلحين لحماية أكثر من 5000 شخص يختبئون في المجمع كان المسلحون يريدون قتلهم.
ومن جانبه حمل وزير الداخلية السوداني “عبد الواحد يوسف” الجبهة الثورية المتمردة المسؤولية عن الضحايا، واتهمها بالتورط في القتال الدائر حاليًا بين أطراف الأزمة في دولة جنوب السودان.
يُذكر أن جنوب السودان ما زال يعيش حالة حرب أهلية تخوضها القوات المتمردة ضد نظام سيلفا كير وتسعى إلى إسقاطه متهمة إياه بالفساد، وخلال الأشهر الماضية سيطرت تلك القوات على بعض المدن الاستراتيجية التي تقع فيها الآبار والمنشآت النفطية.
وانفصل جنوب السودان عن دولة السودان في عام 2011 في أعقاب نزاع دولي ودموي أفضى إلى استفتاء؛ ليصبح أحدث دولة تنضم إلى الأمم المتحدة.