بعد زيارة دامت يومي السبت والأحد الماضيين إلى موريتانيا، وصل نائب وزير الخارجية السعودي “عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز” مساء الأحد إلى العاصمة السينغالية داكار حيث التقى بعدد من الشخصيات الهامة بما في ذلك الرئيس السنغالي “ماكي سال”.
وعقب لقائه بالأمير السعودي، قال وزير الخارجية السنغالي مانكير انجاي، إن “حصة السنغال لوحدها من الاستثمارات الموجهة من طرف الصندوق السعودي للتنمية إلى دول غرب أفريقيا تصل حوالي 40%”، مضيفًا أن “الاستثمار السعودي ينصب نحو القطاعات القادرة على الدفع بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية بالبلاد”، مؤكدًا على وجود تقارب في الرؤى بين الجانبين بخصوص الملفات الدولية.
وأما زيارة موريتانيا فقد تبعها إعلان تقديم السعودية لمبلغ 30 مليون دولار لتشييد مبنى لكلية العلوم الاقتصادية والقانونية التي ستحتضن أكثر من 50 في المائة من طلبة جامعة نواق الشط، كما قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الموريتاني “البكاي ولد عبد المالك” إن “مجموعة مشاريع تعليمية سيبدأ تنفيذها قريبًا، منها بناء 35 مدرسة نموذجية في عواصم الولايات بقيمة 10 ملايين دولار”، وأضاف أن “المملكة تمول إنجاز شبكة ماء الشرب التي أطلقت المناقصة في شأنها في وزارة المياه والصرف الصحي”.
الحرب على الإخوان:
وفي المقابل، تحدث محللون أن الدعم السعودي لموريتانيا يأتي في إطار دفع السلطات هناك إلى التصعيد في وجه التيار الإسلامي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، وفي إطار مباركة السعودية لقيام السلطات الموريتانية أوائل شهر مارس/ آذار الماضي بإغلاق جمعية “المستقبل” التي يرأسها العلامة الشيخ “محمد الحسن ولد الددو” نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومؤسسات أخرى محسوبة على الإخوان المسلمين.
وهو ما أكده تقرير صادر عن مركز الصحراء للدراسات والاستشارات بإشارته إلى “احتمال اتساع المواجهة بين الطرفين بطريقة متسارعة تدريجيًا، من خلال قيام النظام بشن حملة من المضايقات والاعتقالات في صفوف التيار الإسلامي”.
دعم الانقلاب في مصر:
مساء أمس – الإثنين – وفور انتهاء زيارة الأمير السعودي لموريتانيا، وصل إلى العاصمة المصرية وفد أفريقي يترأسه مندوب موريتانيا بالاتحاد الأفريقي “حمادي ولد ميمو” وذلك بالتزامن مع لقاءات جمعت السفير المصري بنواق شط مع وزراء موريتانيين بحثوا خلالها موضوع إلغاء قرار الاتحاد الافريقي بتعليق عضوية مصر في الاتحاد بسبب انقلاب 3 يوليو 2013.
ويرى محللون أن النشاط السعودي غرب أفريقيا يأتي في إطار تشجيع دول مثل موريتانيا والسنغال على دعم موقف السلطات الجديدة في مصر أمام الاتحاد الأفريقي الذي سيحسم أمره خلال أيام من مسألة عضوية مصر في الاتحاد وموقف الاتحاد من الانقلاب الذي عاشته مصر ومن الانتخابات الرئاسية التي تعتزم السلطات المصرية تنظيمها.