أتمّت حرب الإبادة الجماعية التي شنتها “إسرائيل” على قطاع غزة عامها الأول، من غير أن يوقف الاحتلال مذابحه اليومية، إذ قتلت “إسرائيل” وجرحت عشرات آلاف المدنيين، واستهدفت كل البنية التحتية، ودمّرت مربعات سكنية كاملة على رؤوس ساكنيها، وتعمّدت إبادة عائلات بأكملها فمسحتها من السجل المدني، وقتلت العلماء والمحاضرين الأكاديميين والصحفيين والعاملين في القطاع الطبي، ولم يسلم الرضع والأطفال من تلك المذابح المروعة، لم يسلم أحد.
وخلال هذا العام الطويل، تأثرنا بشكل خاص بعدد من المحن التي وثقتها عدسات الصحفيين على الهواء مباشرة، قبل أن تطوف العالم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لغزيين فقدوا أحبتهم، فهذه أمّ تبحث عن أطفالها المفقودين في أروقة المشافي، وهذا طفل يبكي كل العائلة ليبقى الناجي الوحيد الشاهد على المجزرة، وهذه طفلة تصرخ: “هي إمي بعرفها من شعرها”.
ونستذكر في هذا التقرير 3 قصص شاهدة على إجرام الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ونحاول أن نروي القصص خلف تلك القصص وكواليسها، ونسمع من جديد تلك الأصوات التي لن ننساها، عن أم يوسف “أبيضاني وشعره كيرلي”، وأم التوأم “سوسو وأبو الورد”، وعن الجدة هالة خريس التي قنصها الجيش الإسرائيلي بشكل متعمد أمام حفيدها.
“أبيضاني وشعره كيرلي”
تجلس روان حسن مع أطفالها لمشاهدة التلفزيون في صالون منزلهم بحي الأمل في مدينة خان يونس، وفيما كان بالها مشغولًا عند زوجها الطبيب محمد أبو موسى الذي يعمل في مشفى ناصر بخان يونس، إذ بصاروخ إسرائيلي غادر يهجم على المنزل، فيقتل ويجرح. كان ذلك منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
تتحدث روان لـ”نون بوست” عن ذلك اليوم: “كنا ننتظر آذان الظهر لنصلي ثم نأكل معًا، وفجأة قطع الصمت أصوات حجارة تتطاير، لم أسمع الصاروخ وهو يسقط، فقط شممت رائحة الغبار وشعرت بثقل على جسدي، ولم أعد أرى أي شيء، كانت الدنيا مظلمة تمامًا أمامي ونحن في عز الظهيرة، ظننت أولًا أنني أحلم ثم سرعان ما أدركت أننا قُصفنا وأنا تحت حجارة البيت الإسمنتية الآن”.
وفي الوقت ذاته، انقبض قلب محمد زوجها وهو يعالج الجرحى في المشفى، سمع صوت القصف لأن منزله قريبًا من مكان عمله، فراح يركض في الاستقبال يبحث عن الجرحى الجدد أو الشهداء، يسأل من حوله: “بيت مين انقصف؟”، في البداية لم يجب أحد لكن سرعان ما قالوا: “بيت أبو موسى”.
تضيف روان: “كان محمد ينتظرنا في الاستقبال بعدما علم بقصف المنزل، فرآنا أنا وجوري وحميد في حالة صعبة، لكن يوسف آخر العنقود مفقود، كان البحث عنه صعبًا بالنسبة إليّ، لم أستوعب أن ابني المدلل ضائع في هكذا حالة، ركضت مع زوجي لنبحث عنه في أروقة المشفى بين الإصابات الجديدة أوصفه لهم تمامًا كما هو: “أبيضاني وحلو وشعره كيرلي”، كانت تلك الدقائق الأصعب في حياتي وكل أملي أن يكون حيًا يرزق”.
في لحظات البحث عن يوسف الذي يبلغ من العمر 7 سنوات، كان أحدهم يصور المشهد بالكامل لينشر لاحقًا لوسائل التواصل الاجتماعي، ويبكي الجميع مع روان وهي تقول: “أبيضاني وشعره كيرلي”.. دقائق طويلة من البحث والأم لديها أمل بأن يوسف بخير، سألت كل من جاء بوجهها هي وزوجها، فظهر مصور صور الحدث ليُري والده صور على هاتفه فيردّ باقتضاب: “اه هوا”، وصوت والدته يعلو: “هواا!.. يمكن مش هوا!”.
وفي ثلاجة الموتى رآه والده أولًا مسجّى بجانب أولاد عمّه الاثنين/ وزوجة شقيقه التي تعرّف عليها زوجها بصعوبة كونها أضحت أشلاء، وكل ما قاله حينها: “الحمد لله وحسبي الله ونعم الوكيل”.
أما روان، أمه، انهارت وبكت كثيرًا، فتحكي وهي تسترجع ذلك اليوم: “بعد بأسبوع من تعبي وعدم تصديقي أن يوسف قد رحل، جاءني محمد وهو يريد مني أن أشاهد الفيديو الذي انتشر بالإعلام ودعوات الناس التي تدعو لنا بالصبر، لم أستطع أبدًا ورفضت، وبعد 6 أشهر من استشهاده شعرت أنني بحاجة لأن أرى ذلك الفيديو، فشاهدته وشعرت وقتها أن يوسف استشهد اليوم، ودخلت في نوبة بكاء كثيفة”.
وبعدها أضحت روان تشاهد فيديو يوم البحث عن يوسف بالمشفى، وكلما شاهدته يدبّ الحزن في قلبها من جديد كأنه أول مرة: “بحس أني مقهورة كل ما أشوفه، بس بهونها على حالي أنه بمكان أحسن، وهاد قضاء وقدر، وبهون عليا أنه يوسف صارت كل الناس تعرفه وبدعولنا بالصبر، وأنا سميته “عزيز العالم” الله يرحمه”.
تخبرنا روان عن الذكرى الأخيرة مع يوسف يوم الاستهداف: “قبل قصفنا بوقت قليل دخل يوسف للاستحمام وحده على غير العادة، فأنا بالعادة أرافقه في كل المهام حتى الصغيرة منها، فخرج وهو ينشّف شعره، قلت له: “يوسف أنت شارب الشامبو”، فضحك، كانت رائحته جميلة جدًّا يومها، بهيًا جميلًا كعادته، فجلسنا سويًا الجلسة الأخيرة حتى قتلته “إسرائيل” وحرقت قلبي عليه”.
لم تنسَ والدة يوسف حينما حدث قصف قريب وكان الصوت مروع جدًّا، فاستيقظوا جميعًا، فحضنها يوسف قائلًا: “ما تخافي أنا جنبك، نامي”، مع أنه يخاف جدًّا من أصوات الغارات لكنه كان يقول مكابرًا: “أنا مبخافش منهم”.
وعن أحلام يوسف التي قتلتها “إسرائيل”، تكمل روان: “كان يحلم أن يصبح لاعب كرة مثل ميسي ورونالدو، وفي أحيان أخرى يقول أريد أن أصبح طبيبًا مثل أبي، أما أنا كل ما كنت أحلمه أن أراه بخير وصحة وفي أعلى المراتب ويحقق كل أمنياته”.
وعن علاقة يوسف بأبيه، تقول روان: “محمد كان عندو قوانين للبيت لكن مع يوسف كل الممنوعات بتزول، كان متعلق فيه جدًّا، ياخده معه على المشفى بأوقات دوامه، مشفتش أب أحن من محمد على ولادنا، هو أب رايق جدًّا وحنون”.
تشعر روان أن يوسف معها بكل خطوة في حياتها، مرَّ عام على الفقدان وما زالت هي وأشقاؤه يقولون: “لو كان يوسف موجود كان صار كزا وكزا”. كانت تجمعه علاقة وطيدة بأخته الكبرى جوري (12 عامًا) وبشقيقه حميد (8 أعوام)، فكانا يفعلان كل شيء معًا، يخبر حميد والدته: “لو يرجع أخويا كمان مرة بديش ألعب مع حد غيره”.
تمرّ الحياة ثقيلة على روحها، كلما ذكرت اسمه تبكي، بمجرد أن تضع رأسها على الوسادة ليلًا يأتي لعقلها شريط الذكريات بالكامل، تقول: “مرَّ عام على الحادثة لكني كل ليلة أذكرها وأخاف جدًّا أن أستيقظ من نومي ولا أجد أولادي أو أتعرض لبتر في الأطراف، لا قوة لدي أن أتعرض لنفس الموقف مرة أخرى”.
أم التوأم وسام ونعيم.. رانيا أبو عنزة
في 2 مارس/ آذار 2024، شنّت الطائرات الإسرئيلية غارة على بيت رانيا أبو عنزة الواقع بمدينة رفح، وقتلت زوجها وطفليها التوأم اللذين وُلدا أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، فظهرت في فيديو وهي تودعهم وتقول: “راحت الحياة راحو.. رحت يما يا قلبي.. وزوجي راح.. مش خسارة في ربنا”.
ما يزيد عن 10 أعوام ورانيا تنتظر أن تصبح أمًّا، حاولت زراعة الأنابيب مرتين وفشلت، لكن الثالثة نجحت لتنجب توأمًا، وسام ونعيم، فلم تسعها الدنيا من فرحتها، لكن لم تطل سعادتها طويلًا، قتلهما الاحتلال الإسرائيلي وهما عمرهما 5 أشهر.
تتحدث لـ”نون بوست” عن يوم استهدافهم: “أيقظني زوجي الساعة العاشرة مساء لأرضع طفلي الذي كان يبكي، أرضعته ثم عدت للنوم، وبعد ما يقارب الساعة شعرت بصوت انهيار للجدران وتطاير الحجارة، فاستيقظت أقول: “ولادي ولادي”، وطلبت من المنقذين أن يخرجوني وينقذوا أطفالي، فأخذوني للمشفى وأنا مغمى عليّ، واستيقظت هناك أسأل عن عائلتي فأخبروني أنهم في العمليات، كل ما أردته حينها أن يبقوا أحياءً”.
لم يطل طويلًا انتظارها بأمل، جاءها الخبر سريعًا: “استشهدوا كلهم”، فردّت: “الحمدلله”، وبعد الفجر بقليل أخذوها لوداع زوجها والتوأم نعيم ووسام، فتكمل: “كانوا على الأرض بجانب بعضهم البعض، لم أعرف من أودع أولًا، قدمي ساقتني إلي طفلي، حضنتهما وقبلتهما كثيرًا وأنا أبكي، فهما كانا الأغلى في حياتي، ويوم مجيئهما في 13 أكتوبر/ تشرين الأول كان بمثابة دخول أول فرحة لقلبي لكني لم أفرح مطولًا”.
هل كان حدسك يخبرك أن شيئًا سيّئًا سيحدث؟ تجيب: “أول ما ولدت كان في خوف بقلبي مش عارفة أتخلص منه طول الحرب وأنا خايفة، لكن كل ما كانوا يكبروا يوم كنت أفرح، بس برضو خايفة لحد ما راحوا كلهم وسابوني”.
كان زوجها حريصًا أن يناموا سويًا بالمكان نفسه، وكان يقول: “إن بنموت بنموت سوا احنا الأربعة محدش يتحسر على التاني”. عاشت معه أعوام عديدة، حاربا بكل السبل لأجل الحصول على طفل، تكمل لـ”نون بوست”: “بعد استشهادهم صلوا عليهم صلاة الجنازة في مشفى أبو يوسف النجار، وأخذوهم للدفن، كنت معهم بالمقبرة طلبت أن أضعهم بنفسي بالقبر لكنهم رفضوا، ووضعوهم بأحضان والدهم في قبر واحد”.
بعد رحيل عائلتها تعيش رانيا في خيمة، وتعاني مرارة النزوح وحدها، وفي الليل الطويل تبقى تتخيّل صغيرَيخا لو كبرا في أحضانها كيف ستكون أشكالهما. وتروي لنا أنها كل ليلة تتنقل بين صورهم واحدة تلو الأخرى، وتشاهد الفيديو الخاص بها الذي انتشر في الإعلام وهي تقول: “صورلي هالقمر أمانة صورلي.. يسعد عينه أبو الورد.. رحت يما يا قلبي.. رحتي يا سوسو.. الله يسهل عليكم، والله ما شبعت منهم، مين بدو يعوضني راحوا مع أبوهم”.
الجدة هالة خريس: إعدام أمام حفيدها
قضى الكثير من الغزيين برصاص القناص الإسرائيلي، الذي يتعمد استهداف العزّل، السيدة هالة خريس واحدة ممّن قُتلوا قنصًا، وانتشر المقطع المصور الذي قتلت به في وسائل الإعلام.
في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني نزحت هالة رفقة عائلتها من بيتها في حي النصر، بعد اتصال هاتفي أبلغها بوجود تنسيق من الصليب الأحمر مع الجيش الإسرائيلي، لتسهيل حركة النزوح من غزة للجنوب.
وبالفعل انطلقت السيدة خريس رفقة أناس كثر ممسكة بيد حفيدها الطفل تيم الذي كان يحمل راية بيضاء، وفي أثناء النزوح كانت هالة بالمقدمة، فطلب الجنود منهم السير نحو اليسار وهذا مناقض لما اتفق عليه، كان يفترض المضي قدمًا للأمام، وبينما تغيّرُ هالة اتجاهها قنصها القناص الإسرائيلي بشكل مباشر.
تقول ابنتها نور خريس، والتي كانت نازحة إلى الجنوب، لـ”نون بوست”: “يوم قنص والدتي حدثتها فجر اليوم لأطمئن عليها، فأخبرتني أنها على أتمّ الاستعداد للمجيء عندي، وبقيت انتظر اللقاء بفارغ الصبر، فأنا لم أعتد على غيابها لوقت طويل، كان بيتي بجانب بيت عائلتي فأزورها يوميًا، مضت الساعات وأنا أحدّث نفسي أنهم على وشك الوصول، لكن وصلني اتصال يفيد بأن هناك إصابة من عائلتنا، سألت من؟ لم يجيبوني”.
بقيت نور على أعصابها تحاول الاتصال بشقيقتها التي برفقة والدتها لكن لا مجيب، حتى جاءها اتصال من ابن خالتها فسألته: “أين أنتم؟”، صمت بصورة أرعبت نور فهوى قلبها من مكانه، فتكمل: “قلي بدك تستعوضي رب العباد وتستهدي بالله أهلك كلهم بخير، بس إمك استشهدت”، لم أصدق أبدًا، فقد وعدتني بالحضور عندي، دخلت بعدها في حالة انهيار عصبي، وما زلت كلما أذكر تلك اللحظة التي سمعت خبر أستشهادها ارتجف”.
تروي لنا نور التي علمت من أشقائها لاحقًا أنه تمّ سحب والدتها من مكان الحادثة بواسطة شقيقها محمد ووالدها، والتوجّه بها نحو منزلهم لدفنها هناك: “والدتي استشهدت على الفور، فالقناص تعمّد إصابتها إصابة قاتلة، حينها كان معها تيم ابن شقيقتي هبة، فركض خوفًا من صوت الرصاص بعيدًا، فتاه عن والدته التي كانت ما زالت في منزلها تلمّ حاجيتها، ووصل للجنوب برفقة إحدى العائلات، ثم وجدناه لاحقًا”.
بعد الحادثة انتشر فيديو قنص السيدة هالة في وسائل الإعلام، فرأته نور، تقول لـ”نون بوست”: “لما شفت الفيديو فتح الجروح من أول وجديد ضليتني أفتحو أشوفو وأبكي وحاسة بقهر جواتي مش طبيعي، ودايمًا بفتحو بمرّ عليه وببكي”.
أما شقيقة نور، سارة، فكانت برفقة والدتها وقت قنصها، فقالت: “مش قادرة انسى، صوت الرصاصة مش مفارقني، مكنتش أعرف وقتها أنه الرصاصة لإمي”.
تعود نور بالذاكرة ليوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، يوم حاصرت الدبابات أهلها في حي النصر، فقد رأت عبر الشاشات صورًا للآليات تتمركز في شارع بيت العائلة، فهاتفت والدتها ككل يوم تخبرها أن تأتي للجنوب فالأوضاع صعبة في مكان سكنهم، لكن والدتها كل مرة كانت ترفض النزوح، وبعد إلحاح مكثّف قبلت أن تنزح.
تكمل لـ”نون بوست”: “أمي بـ 13 أكتوبر/ تشرين الأول لما رموا مناشير الإخلاء للشمال علينا، طلعت مع كل العيلة على أرض إلنا بخان يونس، لكن بعد أيام ما ارتاحت حكت بدي أرجع بيتي مش قادرة أبعد عنه ولا عن غزة، وبالفعل رجعت هناك هي وبابا وخواتي، وضليت أنا بالجنوب مع عيلتي الصغيرة”.
في يوم النزوح الأول من غزة بكت هالة كثيرًا وهي تغادر بيتها، تروي لنا نور أنها كانت تستضيف سيدة مسنّة وابنتها في المنزل، ولم تكن تعرفهما من قبل، ومع ذلك فتحت لهم البيت واستقبلتهم بحفاوة، كعادتها مع الزوار، وحينما نزحت للجنوب أوصلت السيدة المسنة إلى ابنها بدموعها، تردف نور: “إمي فش زيها بالدنيا حنونة على القريب والغريب، مربية أجيال فريدة من نوعها، اتقاعدت لحتى تقضي معنا وقت أكبر لكن “إسرائيل” قتلتها وما سمحت النا نعيش بسلام”.
في يوم السابع من أكتوبر كان لدى عائلة خريس خطوبة ابنهم محمد، وكانت السيدة هالة متحمسة لإتمام الزيجة، لكن انقلبت الأمور رأسًا على عقب، تختم نور حديثها لـ”نون بوست”: “كنت أود رؤية فرحة أمي بتمام زواج شقيقي لكن الحمد لله على أقدار الله، وها نحن كل منا تفرّق في بلد، أنا أقطن بمصر رفقة عائلتي، وباقي العائلة منهم من بقي في غزة يعاني مرارة النزوح، ومنهم من سافر بغية الحصول على نجاة”.
ويؤكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن حصيلة الشهداء النساء بلغت 11 ألفًا و269 شهيدة، والآلاف من المصابات، والعشرات من الأسيرات، والعدد ما زال في ازدياد بسبب استمرار المجازر اليومية التي تستهدف النساء والأطفال بالدرجة الأولى.
وبحسب التقارير الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي بعد مرور عام على حرب الإبادة الجماعية، قد بلغ عدد الشهداء 41 ألفًا و495 شهيدًا و 96 ألفًا و359 إصابة، وما يزيد عن 10 آلاف مفقودًا، و 16 ألفًا و891 شهيدًا من الأطفال.
إضافة إلى 25 ألفًا و973 طفلًا يعيشون من دون والديهم أو من دون أحدهما، كما يوجد 12 ألف جريح بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، و10 آلاف مريض بالسرطان يواجهون الموت وبحاجة للعلاج، ودمّر الاحتلال 150 ألف وحدة سكنية كليًا، وألقى 85 ألف طنًّا من المتفجرات على غزة.