ترجمة حفصة جودة
في المنظمات التي تسعى لجذب أفضل المواهب الشابة، تصبح القدرة على العمل بمرونة إحدى وسائل الجذب، ومع ذلك يعتقد الكثير من قادة الأعمال أن الفكرة في تراجع، رغم أن العديد من الشركات ما زالت تستثمر في التكنولوجيا التي تسهل حدوث ذلك، لذا هل يشير ذلك إلى حدوث تحول في التفكير التجاري أم أن ممارسات العمل في بعض الحالات تثبت أنها بطيئة التغيير؟
يانيف بيرنشتاين: مسؤول التكنولوجيا في شركة “Airtasker”
هناك إجابتان عن هذا السؤال: إحداها لاقتصاد العربة “gig economy” والأخرى للشركات التقليدية، بالنسبة للأولى حيث للناس شروطهم الخاصة وساعات عملهم فاعتقد أنها مجرد البداية للعمل المرن.
كان دائمًا الجزء الأصعب في العمل الحر هو الربط بين العمل والناس، لكن مع ظهور الإنترنت أصبح الأمر ممكنًا، ومع نضوج هذا النموذج سوف يصبح هناك المزيد من العمل المتاح والكثير من الناس الذين يعملون بتلك الطريقة.
العمل ليس مكانًا لكنه شيء ما نقوم به
لقد أصبح العمل عن بعد معترفًا به في الشركات التقليدية وراسخًا بشدة، لكنه في مستوى أقل مما كان متوقعًا، الفكرة أن معظم العمل الذي يمكن لموظفي المكتب القيام به عن بعد ثبت أنه لم يكن المشكلة، أعتقد أن السؤال هنا: هل يمكن للتعاون الرقمي أن يحل محل التفاعل الجسدي وجهًا لوجه.
بالنسبة لاقتصاد العربة فالخطوة القادمة وجود منصة ليست فقط لمساعدة الناس على العمل بل للحصول على مهنة أيضًا، ويمكن للعمل التقليدي عن بُعد أن يستخدم “التواجد عن بعد” حيث يصبح استخدام تكنولوجيا مثل الفيديو عالي الدقة والتتبع البصري أمرًا جيدًا فتشعر وكأنك بالفعل في نفس الغرفة مع أحدهم بدلاً من استخدام مكالمات الفيديو العادية.
جون كوك: مدير المبيعات بشركة “Citrix”
تقول جميع المؤشرات إن العمل المرن في ازدياد، فوفقًا لبعض الدراسات هذا العام ستسمح الكثير من المؤسسات لعامليها بالعمل المرن، يبدو الأمر وكأننا وصلنا لنقطة تحول، وفي شركة “Citrix” نؤمن بأن هذا التوجه سيستمر.
يتوقع جيل الألفية العمل بمرونة كما أن المديرين الأصغر سنًا أكثر انسجامًا مع تلك الطريقة في العمل، هذه الطريقة من شأنها أن تعزز الإنتاج وتحد من غياب الموظفين وكذلك من الإنفاق على مكان العمل، الشيء الوحيد الذي قد يقف في طريق هذا التوجه هو حدوث صدمة اقتصادية، حينها ستصبح الشركات أكثر حذرًا وتحاول استعادة سيطرتها على الموظفين.
لقد نضجت التكنولوجيا مؤخرًا بشكل كبير وأصبحت العديد من الوظائف لا تحتاج سوى جهاز واتصال بالإنترنت، فالعمل ليس مكانًا لكنه شيء ما نقوم به.
تمكين العمل المرن باستخدام التقنية الرقمية وغيرها من التقنيات يؤدي إلى تحسين الإنتاج
لقد عملت التكنولوجيا السحابية (العمل عن طريق شبكة من الأجهزة) كثيرًا ليتم الأمر، وسوف يتم استخدام تلك الطريقة أكثر وأكثر، كما أن قوة المعالجة في أجهزة الحاسب المحمولة سوف توجد في “السحابة” مما يلغي الحاجة إلى نقل البيانات والملفات، ونتيجة لذلك ستصبح أجهزة الحاسوب “طرفيات بكماء” (الطرفيات هي أجهزة حاسوب دون وحدة معالجة تُستخدم لتوفير مدخلات واستقبال مخرجات من حاسوب مركزي) توفر نافذة يحدث من خلالها العمل الحقيقي، وهو أمر جيد لهؤلاء الناس الذي ينسون حواسيبهم المحمولة في سيارات الأجرة فلا يفقدوا بيانات عملهم.
ليزلي جايلز: مدير مؤسسة “The Work Foundation”
يدور العمل المرن حول تحسين قوتك العاملة، فاستخدامه لتحرير الإبداع يعني التفكير بشكل مختلف عن كيفية تحقيق أفضل النتائج، وأنت بحاجة للقيام بذلك بطريقة مربحة للأفراد والعمل أيضًا.
في اللحظة الراهنة؛ لا يرقى الواقع لمستوى الخطاب، فالشركات الناضجة تميل إلى وضع تقاليد لا تتوافق مع العمل المرن، وهكذا يخشى الموظفون من السؤال عنه وينظرون إلى العمل المرن كأنه درجة أقل.
التغيير صعب، فالمؤسسات بحاجة للعمل بتلك الطريقة ومواءمة الأشياء مع قوة العمل، ويجب أن يبدأ الالتزام من القمة وإشراك جميع الموظفين وأن تصبح جميع الوظائف متاحة للعمل المرن، يجب أن تختبر المؤسسة طرق جديدة للعمل وأن تدعم عمليات إدارة الأفراد ذلك.
سوف يزداد العمل المرن نتيجة للتغير الثقافي
وبينما لا زال معظم الناس يعملون بعقود تقليدية، فإن التكنولوجيا تقدم لنا نقطة تحول خاصة في مجالات مثل العمل عن بعد، وتمكين العمل المرن باستخدام التقنية الرقمية وغيرها من التقنيات يؤدي إلى تحسين الإنتاج ومشاركة الموظفين، بالنسبة للأفراد ففوائده تشمل تحقيق التوازن بين الحياة والعمل وزيادة الرفاهية والقدرة على التعامل بشكل أفضل مع المتطلبات المتغيرة في وقتها.
هيلين توبر: مدير التسويق التجاري بشركة “Microsoft”
لم يبلغ العمل المرن ذروته بعد، في الحقيقة تشير الأبحاث إلى وجود توجه كبير نحوه، ووفقًا للمستشارين في “Timewise” فتسعة من كل عشرة أشخاص يعملون بمرونة أو يفضلون وجود هذا الخيار، لكن واحدة فقط من كل 10 وظائف (تدفع على الأقل 20 ألف إسترليني في العام) تعلن أن خيار العمل المرن متاح بها.
هناك 3 عقبات كبيرة تقف في طريق العمل المرن: المقاومة الثقافية، وافتقار الأفراد للثقة ليسألوا عن ذلك، وعدم مواكبة التكنولوجيا لسرعة تطور الأمر، على كل حال، تتغير توقعات الموظفين بشكل سريع ويجب على الشركات الاستجابة لهم حتى لا تفقد أفرادها الموهوبين.
سوف يزداد العمل المرن نتيجة للتغير الثقافي، عندما يترقى المديرون الأصغر سنًا لمواقع النفوذ والتأثير، ومن خلال تطور الأدوات المساعدة مثل استخدام الذكاء الاصطناعي.
سنرى المزيد من المؤسسات المشابهة لـ”Hoxby Collectiv” (شركة استشارية تأسست على الإنترنت باستخدام الحوسبة السحابية)، كما أن الشركات الموجودة بالفعل ستجد أنه من السهل دمج نظامها الحاليّ مع السحابة.
المصدر: ذي تايمز أوف لندن