في باردة ليست بالغريبة على اليمن واليمنيين وليست بطويلة عنها فعابت لفترة وجيزة وعادت من جديد ، ظاهرة تزاحم السيارات أمام محطات الوقود بالعاصمة اليمنية صنعاء – مما شكل ازدحاما في الشوارع الرئيسية – ، بعضها تقف ليوم كامل ومع هذا قد تعود السيارة أدراجها بخفي حنين خالية الوفاض ، سيارات وسائل النقل في أوساط العاصمة صنعاء تمثل السيادة والجزء الأكبر من بين تلك السيارات وأغلبها تبحث عن الديزل .
أزمة النفط التي تشهدها بلادنا هذه الفترة توصف بأنها صعبة جدًا ولا يعرف الشارع اليمني من يصنعها ، فالحكومة صامتة عن أي تصريحات تبين الأسباب سواء تطمينات من وزارة النفط تطمئن فيها بأن الوقود متواجد وانه يتم ضخ ألاف اللترات من البنزين في العديد من محطات العاصمة ، وان هذه الأزمة يفتعلها التجار الذين يملكون عدداً كبيراً من محطات المشتقات النفطية .
الصحفي والناشط الحقوقي عبد السلام سلطان قال أن أزمة الوقود في اليمن في هذا التوقيت يحمل دلالات عديدة أهمها اقتراب اجتماع اصدقا ء اليمن والضغط على بهذه الورقة من اجل تفهم الوضع وضخ الدعم والتمويلات كما يرى سلطان احتمال انفجار الوضع شعبيا والتمهيد لرفع السعر وإصدار جرعة إذ لم يحصل اليمن على مساعدات .
هذا وشهدت اليمن في فترات سابقة إلى أسباب أخرى حالات دون وصول البنزين إلى المواطنين وأبرزها التقطع عبر جماعات مسلحة تقوم بتقطع الطرق أمام ناقلات النفط ، إلا أنها لم تتواجد هذه التقطعات خلال الفترة الأخيرة مما يوحي بأن الأمر قد يتعلق بسياسية معينة تنتهجها الحكومة حد قول الصحفي سلطان .
أزمة المشتقات النفطية يتسبب بها الكثير من الأطراف لعل أبرزها الحكومة التي تتغاضى عن إيضاح الأسباب المؤدية لذلك وعدم قيامها بالحلول والمعالجات لتلك الأزمة ، بل وقيامها بموقف المتفرج دون أن تحرك لذلك ساكنا تجاه المحتكرين .
كما أن المواطن اليمني ذاته هو كطرف يغلبه التخوف على مستقبله وينقاد خلف وهمه الذي يدفعه لاكتناز النفط حتى وإن كان بأسعار مرتفعة خشية أن تحدث أزمة كبيرة يكون هو قد احتفظ بما يقضي به يومه ، فكثير من الناس يقومون بتعبئة سياراتهم كاملة (فل ) ويغادر المحطة ويقوم بتفريغها أو تخزينها ويعاود إلى المحطة بحجة أنها أزمة وهو لا يدري أنه يحدث أزمة بعينها ، بفعله هذا .
وهنا قد يستغل الطرف الأخير (في ظل عدم وجود دولة القانون) وهو التاجر عاطفة وتخوف المواطن فيعمل على تخزين نفطه ومنتجه حتى يضاعف ربحه فيفتح باباً للسوق السوداء هنا ويتلمع فيه السماسرة …
شلل شبه تام في حركات المركبات وأزمة وُصفت بالخانقة والصعبة بسبب شح المشتقات النفطية, الأمر الذي أدى إلى توقف الكثير من الأعمال ، ولا يمكن أن يكون فيها ضحية إلا الوطن والمواطن .