ترجمة حفصة جودة
لا شك على الإطلاق في التأثير الاجتماعي والاقتصادي للتعليم على البشرية، والأمر كذلك على المستوى الشخصي، لكننا نتطور بشكل منظم حتى عمر الـ18 وتعليمنا الرسمي يشكل طريقة تفكيرنا وكيف نرى العالم، بعد ذلك يقع عاتق الأمر كله علينا، فسواء كنت تعمل في شركة كبيرة حيث تصطدم بأفكار ومهارات وتقنيات جديدة تضطر لاستخدامها يوميًا أم أنك تقوم بشكل حر أو أنك صاحب العمل، فالتعليم المستمر هو ما يدفعنا جميعًا للأمام.
كرواد أعمال، يُستمد النجاح من التعليم والتواضع وكثير من المثابرة، والمفتاح الرئيسي هنا هو التعليم، فلكي نمهد الطريق لأنفسنا ونحقق أحلامنا يجب أن نستمر في التعلم، فهو مفتاح النجاح على المستوى الشخصي والمهني.
ولأننا كرواد أعمال وأصحاب مشاريع أو أصحاب عمل حر نعلم أننا نتحكم في مصيرنا، فنحن نأخذ على عاتقنا أن نتعلم بشكل استباقي، فمعرفة اتجاهات السوق وتجديد مهاراتنا جزء من العمل، ويجب أن نكون مستعدين تمامًا لمواجهة تحديات المستقبل أو نبني مؤسسة تكون مستعدة للتقدم دائمًا.
يجب أن تتخذ الخطوات اللازمة للتطور على المستوى الشخصي والمهني
لقد أصبح عالمنا شديد الاختلاف عما كان عليه قبل سنوات، والقادة الناجحون يدركون ذلك، هناك تحولات اقتصادية تقودها التقنيات الجديدة والأتمتة، كما انتشرت مفاهيم مثل تحرير ومرونة مكان العمل، وتطوير الجهود لتصبح أكثر نشاطًا في مراحل التدريب فيما يتعلق ببناء القدرات هو أحد طرق إعادة تعريف المفاهيم والمبادئ.
إن التنافس بين الشركات والأفراد وصل لأعلى مستوياته ولم يعد الركود خيارًا متاحًا، فشركة مثل “سبيس إكس” تغير من اقتصادات السفر للفضاء، و”نفيديا” تطور التكنولوجيات الجديدة مثل التعلم العميق والقيادة الذاتية، فماذا سيحدث لشركتك عندما لا تمتلك حتى موقعها الإلكتروني الخاص؟
لا يعني ذلك أن تصل إلى أقصى حدود التكنولوجيا وتذهب إلى المريخ من أجل تحقيق النجاح، لكن يجب أن تدرك بأن المهارات اليوم أصبحت متخصصة ويجب أن تتخذ الخطوات اللازمة للتطور على المستوى الشخصي والمهني.
هل أبذل أقصى جهدي من أجل مهنتي؟ هل تعلمت أي مهارات جديدة مؤخرًا؟
تستثمر الشركات اليوم في البرامج المتخصصة في تطوير وتدريب الموظفين لاكتساب المهارات الجديدة، هناك مهارات سريعة النمو مثل إنشاء المحتوى والواقع المعزز والبلوكتشين على سبيل المثال، تهيمن على قوائم الطلب.
الاتجاهات الحاليّة في سوق العمل وصناعة التكنولوجيا تجعل من الضروري أن يجدد رواد الأعمال مهاراتهم باستمرار، ومع تقدم التغير التكنولوجي والمعرفة الاقتصادية؛ يتطلب العمل مهارات محددة، لذا يجب أن نسأل أنفسنا هذا السؤال الصعب: هل أبذل أقصى جهدي من أجل مهنتي؟ هل تعلمت أي مهارات جديدة مؤخرًا؟ ما الذي يجب أن أفعله لأتطور وأنمو شخصيًا في مهنتي؟
الانغماس في الأدب والاطلاع الدائم على المحتوى الجديد على الإنترنت والمشاركة في البرامج والتسجيل في الدورات، مجرد طرق قليلة يستخدمها رواد الأعمال للبقاء في المقدمة.
الإحساس بالخمول والذبول قد يبدأ في مهاجمتنا إذا لم نجد طرق جديدة لنستثمر في أنفسنا
على سبيل المثال، في أكاديمية “أريد” نحن نفعل ما بوسعنا ليصبح التعليم متاحًا للجميع، وعليه فقد أطلقنا أول دورة مفتوحة على الإنترنت لتزويد خبراء الترجمة بنظرة متعمقة في طرق فهم سوق الترجمة والجمع بين النظرية والتطبيق، وهي متاحة لأي شخص لديه اهتمام بالأمر، كما تقدم طرقًا لدعم فريق المترجمين والكتاب المستقلين وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة للمضي قدمًا في وظائفهم المستقلة.
يحدث التراجع بشكل سريع، وأي مكان عمل أو فرد ليس مهيئًا ومسلحًا بأحدث الأدوات اللازمة للبقاء في هذا المجتمع سوف ينتهي أمره سريعًا، والإحساس بالخمول والذبول قد يبدأ في مهاجمتنا إذا لم نجد طرق جديدة لنستثمر في أنفسنا، ومع مرور المزيد من الوقت قد تشعر بأنك عاطل عن العمل في مرحلة ما من حياتك المهنية، خاصة مع اكتساح الأجيال الشابة ودورها في إعادة تشكيل سير العمل في الوقت الحاليّ.
لا أستطيع أن أؤكد أهمية ذلك بما فيه الكفاية، لكن التعليم يستمر مدى الحياة وهو الإجابة لمستقبل واضح ومشرق، يجب أن تقتطع من وقتك لأجل التعلم، فالتعليم مرداف للنجاح، كن طموحًا لتحقق النجاح والتقدم وواصل تطوير قدراتك باستخدام الأدوات التي حصلت عليها في سنوات التعليم الإلزامي، واستخدمها لتحقيق إنجازات إضافية وأن تصبح متعلمًا طوال حياتك.
المصدر: إنتربنيور