أعرب وزير الخارجية التركي “أحمد داود أوغلو” عن أمله في أن تحصل رسالة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، المتعلقة بأحداث عام 1915 على مردود إيجابي، موضحًا أن “ردود الفعل وحال الجدل التي أحدثتها رسالة أردوغان، تؤكد أن النص كُتب جيدًا، وحُبك بعناية فائقة”.
مضيفًا: “نريد وقفة عادلة وإنسانية”، مؤكدًا أن الحكومة التركية وصلت إلى الهدف الذي من أجله كتبت الرسالة المعدة منذ فترة، قائلاً:”تأكدنا من ذلك بعد أن تلقينا مكالمات هاتفية لا تحصى من أنحاء العالم للترحيب بالأمر، على مدار آخر 24 ساعة”.
واختلفت التسميات الإعلامية لكلمات أردوغان، ما بين وصفها بالاعتذار الخجل وبالمغازلة وبالاعتراف الضمني وبالتراجع عن المواقف السابقة، وكذلك انقسمت المواقف الرسمية ما بين مرحب بهذا التصريح الأول من نوعه ورافض له.
مرحبون:
في أول تعليق لمن يعنيهم الأمر مباشرة، قال بيان صادر عن البطريركية الأرمنية التركية: “نقبل بكل محبة التعزية التي قدمها رئيس الوزراء”، واصفًا رسالة أردوغان بشأن الأرمن بأنها “بمثابة حجر أساس لبناء جسر بين الشعبين التركي والأرمن وأنها فتحت صفحة جديدة في تاريخ العلاقات التركية الأرمينية”.
كما رحبت الولايات المتحدة فور صدور التصريحات ووصفتها “بالاعتراف التاريخي لرئيس الوزراء أردوغان بمعاناة الأرمن عام 1915″، مبدية أملها في “أن يؤدي ذلك إلى المساعدة في تحقيق المصالحة بين الأتراك والأرمن” وذلك خلال مؤتمر صحفي للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية “جين ساكي”.
الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” قال في كلمته التي لم يذكر فيها لفظ “إبادة” إن “الشعوب والأمم تصبح أقوى وتبني أساسًا أكثر إنصافًا ومستقبلاً أكثر تسامحًا من خلال اعترافها بأحداث الماضي المؤلمة”، مضيفًا: “نحن نشيد بالعدد المتزايد من الأرمن والأتراك الشجعان الذين سلكوا هذا الطريق، ونشجع مزيدًا منهم على ذلك، بدعم من حكوماتهم ومن حكومتي”.
أما الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند” فقد وصف رسالة أردوغان الخاصة بأرمن الأناضول، بأنها “ذات معنى لكنها غير كافية”، قائلاً: “هذه الرسالة وإن كانت تعتبر تقدمًا في هذا الأمر، لكن لم تشر إلى ما وقع في تلك الأحداث من أمور يجب التحدث عنها”.
وفي هولندا وخلال افتتاح نصب تذكاري لأحداث سنة 1915، عبر “هاروت بوغهوسين” رئيس لجنة النصب التذكاري، عن ترحيبه بالتصريحات التي أصدرها أردوغان حول تلك الأحداث، واصفًا إياها بالمهمة.
رافضون:
كان بطريرك الأرمن فى لبنان الكاثوليكوس “آرام الأول كيشيشيان” أول الرافضين لرسالة أردوغان، حيث قال لوسائل الإعلام: “لسنا بحاجة إلى تعازي ولا لدروس فى الأخلاق من الدولة التركية بل للاعتراف بالإبادة والتعويض عنها”.
كما قال عقب صلاة الجنازة الخاصة بضحايا أحداث العام 1915: “99 عامًا تفرقنا عن تاريخ الإبادة الأرمنية بقرار وتخطيط وتنفيذ الدولة العثمانية التركية، ومهما تنكرت تركيا المعاصرة (الوريثة الشرعية للدولة العثمانية ولجريمتها) هناك دلائل دامغة تثبت الحقيقة التاريخية القاطعة والدوافع الجيوسياسية الكامنة وراءها”.
ومن جهة أخرى، أعلن رئيس أرمينيا “سيرج سركيسيا” -دون أن يشير إلى تصريح أردوغان- أن بلاده تعتبر أن تركيا تواصل سياسة الإنكار التام لإبادة 1915، مشيرًا إلى أن “الإبادة ما زالت مستمرة طالما أن دولة تركيا التي خلفت السلطنة العثمانية تواصل سياسة الإنكار التام للإبادة”، مضيفًا: “إننا مقتنعون بأن إنكار الجريمة يعني استمرارها المباشر”.