“أين الآن هؤلاء الذين أثاروا ضجة عندما استخدمت الشرطة التركية بأسلوب مبرر وقانوني تمامًا مدافع المياه ورذاذ الفلفل عندما يكون هناك انقلاب ومذبحة في مصر؟”، هكذا بدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خطابه السبت في اعتراضه على صمت المجتمع الدولي ازاء المذبحة التي رافقت فضّ الاعتصامات الرافضة للانقلاب العسكري والمطالبة بعود الرئيس المعزول محمد مرسي في مصر .
أردوغان هذه المرة لم يكن وحده، في سابقة غير مشهودة اتفّق الاعلام التركي في عمومه وكافة أطيافه من أقصى اليسار الى أقصى اليمين بما فيها المعارضة على رفض الانقلاب العسكري وادانة الجيش والسلطات المصرية على العنف المفرط تجاه المعتصمين والذي خلّف مئات القتلى من المدنين، رافقه تصعيد من البلدين بسحب السفراء واعلان تركيا ايقافها لمناورات عسكرية مع الجيش المصري ردّ هذا الأخير بأن الايقاف كان من طرفه، ليحسم أخيراً الناتو في بيان يؤكد أن ايقاف المناورات كان من الطرف التركي .
قطر التي أعلن وزير خارجيتها خالد العطية أن محمد البرادعي نائب الرئيس المصري المؤقت والذي استقال مؤخراً كان قد طلب وساطة قطر في ايجاد حلّ سياسي للأزمة المصرية وأن خطوات عمليّة كانت قد بدأت بهذا الصدد قبل أن تفاجأ باقتحام الميادين من قبل قوات الشرطة والجيش، في الوقت الذي سحبت كل من البلدين سفرائها للتشاور .
تزامناً مع ذلك أعلن الاتحاد الاوروبي أنه يراجع علاقاته مع مصر وداعياً الى انهاء العنف وضبط النفس، وما بين زيارات لمبعوثين من الرئيس الأمريكي من أعضاء الكونجرس الى مصر وتصريحات وزير خارجيته و بين خطاب صوتي لاوباما لا يرقى لمستوى الحدث لا زال الموقف الأمريكي مرتبكاً وجهت له الصحافة الأمريكية نقداً كبيراً أكثر من مرة كان على رأسه صحيفة الواشنطن بوست التي كررت رفضها لصمت الادارة الأمريكية ازاء الانقلاب العسكري على أول رئيس منتخب ديمقراطياً وداعية اياها لارسال رسائل علنية لرفضها ما حدث و أن عدم اعادة البلاد لما قبل الانقلاب العسكري يهدد المساعدات الأمريكية .
من جهة أخرى كشفت بعض المصادر عن زيارات سعودية روسية من شأنها اقناع الروس بالسكوت على المشهد المصري مقابل صفقات سلاح وغاز روسية لمصر، كانت آخرها زيارة بند بن سلطان لروسيا اجتمع خلالها مع مع بوتين وناقشا كل من الوضع السوري والمصري في محاولة للوصول الى تسوية في كل من الشأنين، اضافة الى اعلان الخارجية الاماراتية عن اتصال بين وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد والمبعوث الرئاسي الروسي الخاص للشرق الاوسط ميخائيل بوجدانوف أكدّا فيه علي ضروره ايجاد تسوية سلمية للازمات في دول المنطقه واحترام سيادتها وعدم التدخل في شئونها الداخلية .
المحور الداعم للانقلاب العسكري متمثلاً في السعودية والامارات تجدد اليوم باعلان العاهل السعودي دعمه للحكومة المصرية في ما أسماها حرباً على الارهاب و متهماً كل من يتدخل بشؤون مصر الداخلية بايقاظ الفتنة، تبعه اعلان الامارات بتأييدها لخطاب العاهل السعودي وعدم المشاركة في اشعال الفتة، انضمّ اليهم كل من الأردن في بيان رسمي على لسان وزير الخارجية لشؤون المغتربين ناصر جودة أكد فيه أن الاردن يقف الى جانب مصر الشقيقة في سعيها الجاد نحو فرض سيادة القانون واستعادة عافيتها واعادة الامن والامان، وكذلك الكويت في بيان يدعو فيه الى ضبط النفس وتفويت الفرصة على كل من يسعى الى اشعال الفتنة .
وكانت صحيفة يديعوت احرنوت الاسرائيلية قد ذكرت أن الامارات تجنّد مرتزقة من كولومبيا تحت اشراف وتدريب ضباط اسرائيلين ترافق ذلك مع ذكر الصحفي المصريّ عبد الواحد عاشور عن توثيق مشاهدات لمرتزقة كولومبية تشارك في قتل المتظاهرين المصريين.