تعرض تنظيم القاعدة خلال الأيام الأخيرة الماضية إلى ضربات وصفت بـ “الأوجع” منذ عامين، استعاد على إثرها النظام اليمني بعضًا من هيبته المفقودة، محرزًا نصرًا لافتًا على تنظيم القاعدة عندما شن عمليات عسكرية ضد التنظيم في عدد من المحافظات، قتلت العشرات من عناصره – بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول -.
وكان مركز بحثي يمني قد قال إن “أعنف الأيام الماضية كانا يومي 19 و20 من أبريل الجاري، حيث قُتل حوالي 68 من أعضاء القاعدة بينهم قيادات في حوالي 7 هجمات على مراكز تدريب في البيضاء وأبين – وسط وجنوب البلاد -“.
وعلى إثر هذه العملية، منح الرئيس اليمني “عبد ربه منصور هادي” وحدة مكافحة الإرهاب بقوات الأمن الخاصة وسام الشجاعة لدورها في تنفيذ هذه العملية “النوعية” ضد عناصر من تنظيم القاعدة.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن “الرئيس وجه رسالة شكر وثناء وتقدير إلى وحدة مكافحة الإرهاب بقوات الأمن الخاصة ومنحها وسام الشجاعة على دورها في تنفيذ عملية نوعية ضد عناصر قيادية خطرة من تنظيم القاعدة الإرهابي”.
ومنذ يوم تنفيذ العملية، ما زال “تنظيم القاعدة” في اليمن يتعرض لسلسلة ضربات عسكرية وجوية هي الأشد منذ عامين، بعد أيام من احتفال كبير أقامه في “الهواء الطلق” في أحد المناطق الجبلية الوعرة، احتفاءً بتحرير عناصر له من السجن المركزي من العاصمة صنعاء في “مشهد استفزازي” للدولة اليمنية.
ويرى محللون أن ردة الفعل اليمنية والأمريكية هي طبيعية بعد الاستفزاز القاعدي، والذي وصف بأنه احتفاء بعدم وجود دولة، في مقابل تحذيرات واسعة من “ردة فعل انتقامية” للتنظيم.
ووقعت الضربات الجوية في محافظات، البيضاء (شمال)، وأبين (جنوب)، وكانت الأعنف في محافظة شبوة (جنوب).
وقالت السلطات اليمنية – في وقت سابق – إن “العمليات الجوية استهدفت معسكرات للتنظيم في المحافظات الثلاث (البيضاء – أبين – شبوة) التي تقع كثير من مناطقها خارج سيطرة الدولة”، وفيما تُنسب جميع الضربات الجوية التي تستهدف عناصر القاعدة في اليمن لطائرات أمريكية بدون طيار، أكدت السلطات اليمنية أن قواتها شاركت في العمليات.
ويؤكد مراقبون أن الضربات الأخيرة “قد تؤثر” على التنظيم، خصوصًا وأنها تختلف عن العمليات السابقة من حيث عدد القتلى في صفوفه، ولكنها لن تشكل خطرًا على وجوده في اليمن.
وكانت العاصمة اليمنية صنعاء قد شهدت أيام الإثنين والثلاثاء الماضيين اغتيال 4 ضباط يمنيين، في عمليات قال مسئولون يمنيون إنها تحمل بصمات القاعدة، في الوقت الذي تتوقع الحكومة ردات فعل انتقامية، فيما لم يعلن التنظيم رسميًا عن مسؤوليته عن تلك الهجمات.
وقال تقرير صادر عن مركز دراسات يمني إن حوالي 175 عسكريًا قتلوا في عمليات اغتيال وهجوم مسلح، قامت به جماعات عنف منذ مطلع العام الجاري، منهم 25 ضابطًا عسكريًا في جهاز الأمن السياسي اليمني (المخابرات).
ويعتقد مراقبون أن الضربات الأخيرة، ستجعل تنظيم القاعدة يعيد حساباته من خلال تواجده الجغرافي ونطاقه، خصوصًا وأن الاحتفال في الهواء الطلق ربما يكون هو السبب الذي كشف مكان تواجده.